الوحدة الألمانية وإعادة ترتيب الأوراق

نزيرة الأفندى

مجلة السياسة الدولية العدد رقم 143 - يناير 2001

تزامن الاحتفال بمرور عشرة أعوام على توحيد شطرى المانيا فى الثالث من أكتوبر 1990 مع تصاعد موجات العنف من جانب العناصر اليمينية المتطرفة فى مواجهة الأجانب ، الى جانب تزايد القلق حول انهيار قيمة العملة الأوربية الموحدة 'اليورو' وتباطؤ معدل النمو فى الولايات الغربية والشرقية.ومن هنا جاءت تحركات الحكومة الائتلافية برئاسة المستشار جيرهارد شرودر تجاه الاصلاح الضريبى من جانب ، واصلاح نظام الضمان الاجتماعى من جانب آخر ، مع العمل على التصدى للاتجاهات اليمينية المتطرفة ونزعات العداء للأجانب.


ولاشك أن الصعوبات الاقتصادية التى تواجهها المانيا حالياً ، والسياسات والاجراءات التى تتخذها حكومة المستشار شرودر لانعاش الاقتصاد ، هى نتيجة منطقية واجراءات ضرورية لمواجهة مشاكل متفاقمة ومتراكمة منذ سنوات طويلة ، وتحديداً منذ إعادة توحيد شطرى المانيا ، واذا كانت التكلفة الاقتصادية تمثل أحد عوامل النقد ، بالاضافة الى تزايد العنف فى المجتمع الألمانى الذى يعانى من ضغط الأجانب فى ذات الوقت ، إلا أنه يتعين الاشارة الى أن الولايات الشرقية كانت لها معاناتها واحباطاتها النفسية والاقتصادية أيضاً.


ولكن الحديث عن احباطات الشرق لايغفل بأى حال من الأحوال التطور الاقتصادى الذى طرأ على الولايات الشرقية من حيث إعادة البناء واصلاح البيئة أو رفع الأجور ومستويات الدخول والمعيشة ، بالاضافة الى التوسع فى اقامة العديد من الشركات ، والتى قدرت بنصف مليون شركة.كما أن وجود عقبات أو ظهور حوادث العنف بصورة متزايدة لا يقلل من حجم الانجاز التاريخى من جانب.ولاالجهود المبذولة لتخطى هذه العقبات.


والأمر المؤكد أن هناك حاجة لمزيد من الوقت لتخطى 'فجوة الثقة' التى استمرت 40عاماً ، بحيث يشعر الجانب الشرقى أنه شريك اساسى فى العملية السياسية ، وفى صياغة القوانين ومدى ملائمتها لظروفه الاقتصادية والاجتماعية ،ولاشك أن تولى سيدة من الشرق زعامة الحزب المسيحى الديمقراطى فى الغرب وهى 'أنجيلا ميركل' ، بالاضافة الى تولى مواطن من الشرق وهو 'فولفانج سيرز' منصب رئيس البرلمان الفيدرالى ، هو أمر يشير الى بداية رأب الصدع ، وأن الجسور ستمتد بين شطرى المانيا ولكن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت

منقووول للفائدة .
AlexaLaw