النظام الحـربى العـالمى الجديـــد

لواء أ.ح -م- عادل محمد سليمان

مجلة السياسة الدولية يوليو 2001 العدد رقم 145

يتضمن النظام الحربى كل العوامل المؤثرة على بناء القوة العسكرية للدولة ، والمبادىء التى تحتم استخدام تلك القوة.والنظام الحربى للدولة هو الذى يوفر القوة العسكرية لمساندة باقى عناصر القوة الشاملة للدولة ، وهو العنصر الحاسم الذى يتم الاعتماد عليه ، عندما لاتتمكن باقى العناصر الأخرى من تحقيق الأهداف القومية المحددة.وتختلف النظم الحربية من دولة الى أخرى وفقاً للاستراتيجية القومية لكل دولة ، كما تختلف أيضاً من عصر لآخر طبقاً للمعطيات الحضارية والعلمية والتكنولوجية لكل عصر.

وقد ارتبط تطور النظم الحربية بموجات التطور الحضارى التى شهدها العالم عبر مراحل تقدمه ، تلك الموجات التى كانت تبدأ وتنمو تدريجياً حتى تبلغ مداها ثم تبدأ فى الانحسار لتبدأ موجة جديدة ، وكل درجة من درجات التطور الحضارى كانت تحمل فى طياتها نظاماً حربياً يناسبهاً ، ويتأثر بها ، ويؤثر عليها.

وقد أعلن الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن فى يناير الماضى عن عزمه اقامة منظومة دفاعية مستقبلية تعتمد على التكنولوجيا الجديدة التى تمثل ثورة تكنولوجية ، ولم تمض أسابيع حتى أعلن وزير الدفاع الأمريكى أن واشنطن ستتحدث من الآن فصاعداً عن نظام دفاع مضاد للصواريخ لحماية القوات الأمريكية وحلفائها وليس فقط نظام دفاع وطنى ، بحيث تكون الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عن كل بقعة من أرضها وعن سكانها وعن قواتها المنتشرة فى أنحاء العالم.ويشير وزير الدفاع الأمريكى هنا الى نظام الدفاع الأمريكى المضاد للصواريخ ، والذى يطلق عليه أحياناً مبادرة الدفاع الاستراتيجى ، أو مشروع الدرع الصاروخى.
جاءت هذه التصريحات وكأنها إعلان عن بداية نظام حربى جديد بعناصره المختلفة ، والذى تهدف الولايات المتحدة الى استكمال بنائه خلال فترة لاتتجاوز عشر سنوات ، ويرتكز هذا النظام الحربى الجديد على القوة العسكرية التى تعتمد على التكنتولوجيا فائقة التقدم ، أو بتعبير الرئيس الأمريكى بوش الابن ـ الثورة التكنولوجية ـ والتى قللت بشكل حاد من تأثير العوامل المعنوية ـ غير الملموسة ـ المتمثلة فى الدافع والارادة لدى القوات المقاتلة ، وجعلت من العوامل الملموسة المتمثلة فى مدى تطور وقدرة السلاح المستخدم على إحداث الأثر التدميرى المطلوب ، هى العوامل الحاسمة فى أى صراع عسكرى.

والحقيقة أنه لايمكن التسليم باستبعاد العوامل المعنوية والعقائدية والروحية التى تشكل إرادة الشعوب ودافعها لاستمرار الحياة والتقدم ، وهى ليست قاصرة فقط على خلق الشجاعة والاقدام فى ميادين القتال ، ولكنها يمكن أن تكون دافعاً قوياً يفجر طاقات الابداع لدى الشعوب ، لابتكار الوسائل والأساليب القادرة على مواجهة المنظومات العسكرية المتقدمة أو التقليل من آثارها ، كما أن تلك العوامل نفسها تخلق الدافع لدى الشعوب على عدم الاستسلام والرضوخ مهما عانت أو تحملت من خسائر أو تعرضت للتدمير ، وتجعلها قادرة على الصمود

منقووول للفائدة .
AlexaLaw