الحروب الاقتصادية فى القرن الحادى والعشرين

لواء دكتور جمال مظلوم

مجلة السياسة الدولية يوليو 2001 العدد رقم 145

عرف العالم الحروب الاقتصادية منذ بدء الخليقة الى جانب الحروب التقليدية ، وتهدف الحروب الاقتصادية بالأساس الى تحقيق المصلحة الاقتصادية للدولة أو الطرف القائم بها ، وتتسم الحروب الاقتصادية بالاستمرار ، كما أنها تستخدم فى فترات السلم وفى فترات الحرب على حد سواء.ومن أهم الحروب الاقتصادية التى شهدها العالم خلال الفترة الماضية الصراع بين أوربا والولايات المتحدة لعدة أسباب ، منها الخلاف على خط غاز سيبيريا ، ومسألة الحظر على واردات اللحوم الأمريكية لأوربا.وهناك الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة وكل من الصين واليابان وغيرهما.

والحروب الاقتصادية أنواع كثيرة ، أهمها العقوبات الاقتصادية ، والمقاطعة الاقتصادية والحواجز الجمركية ، والاحتكار ، والاندماجات ، والقرصنة البحرية.وهناك الحروب الاقتصادية الدفاعية ، وتكون لمواجهة أى تهديدات أو غزو عسكرى خارجى ، بالاضافة الى الحروب الاقتصادية الهجومية ، وتتمثل أهم صورها فى الاغراق ، وحروب المخدرات وعمليات اطلاق الأموال المزيفة وغسيل الأموال لتدمير وافساد اقتصاديات معينة.وهناك عدة مبادى تقوم عليها الحروب الاقتصادية ، مثلها مثل الحروب التقليدية ، ومن هذه المبادىء ، المفاجأة ، والخداع ، والتجسس كوسيلة لتوفير المعلومات عن الأعداء ، والاستمرارية أى أن الحروب الاقتصادية لاتتوقف بل تتميز بالاستمرارية فى أوقات السلم والحرب ، ومن أهم مبادىء الحروب الاقتصادية أيضاً ، السرعة فى عملية وصول المعلومات.

أما فى القرن الحادى والعشرين فإن الحروب الاقتصادية سوف تتخذ شكلاً جديداً ، حيث سيتم الاعتماد فيها على استخدام التكنولوجيات المتطورة وفنون الاتصال الحديثة ، وتشمل أساساً أعمال التجسس وجمع المعلومات من خلال برامج التجسس الفضائى ، ومع ابتعاد شبح الحروب العسكرية ، سيتركز التجسس على القوة الاقتصادية للدولة والأنشطة الاقتصادية للمؤسسات والشركات الكبرى ، ويتوقع الخبراء أن مستقبل الدول فى القرن القادم سوف يتوقف على مدى عبقرية الجواسيس ورجال الأعمال الذين بامكانهم اتقان جاسوسية عالم الاقتصاد.ونتيجة للاستخدام الواسع فى استخدام الحاسبات الآلية فقد أصبحت العديد من الحروب تستخدم هذه الحاسبات وتكنولوجياتها ومثال ذلك استخدام البرامج المدمرة أو الفيروسات لاتلاف البرامج وإرباك عمل الأجهزة ، وتقوم بعض أجهزة الاستخبارات بالتلاعب فى البورصات وأسواق المال لتدمير اقتصاديات الدول المستهدفة ، وتشير المصادر الى أن 95% من الشركات الأمريكية الكبرى تستخدم أجهزة الاستخبارات الاقتصادية ، كما أن الولايات المتحدة بدأت فى التجسس على كافة الاتصالات الدولية بما يخدم المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة وحلفائها.

منقووول للفائدة .
AlexaLaw