انتفاضة البربر وتطورات الأزمة الداخلية فى الجزائر

خالد السرجانى


مجلة السياسة الدولية يوليو 2001 العدد رقم 145

تفاقمت الأزمة الداخلية فى الجزائر خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، مع اندلاع انتفاضة البربر فى 20 أبريل الماضى ، والتى بدأت فى صورة مظاهرات احتجاجية على مقتل أحد الشباب البربر فى قسم للشرطة ، ثم تحولت بعد ذلك الى الاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ، الى جانب المطالبة بالحقوق الثقافية للبربر وأهمها الاعتراف باللغة الأمازيغية وتدريسها فى المناطق البربرية.وانتقلت مظاهرات البربر الى العداء للدولة واستخدام العنف ، حيث قام المتظاهرون بتحطيم الأبنية الحكومية وأقسام الشرطة ، وهو ما وضع ظلالاً قاتمة على الوضع الداخلى بالجزائر ، خاصة وأن دوامة العنف التى تمارسها الجماعات الاسلامية لاتزال مستمرة.

وقد جاءت انتفاضة البربر فى وقت كانت تتأهب فيه الجزائر لبداية العام الثالث من ولاية الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والذى بدأه بوعود حول انهاء الأزمة ، وقام بالفعل باتخاذ العديد من الخطوات العملية ، منها إصدار قانون الوئام المدنى الذى كان يعول عليه فى انهاء السبب الأساسى لأزمة البلاد وهو العنف السياسى المتستر برداء الدين ، ولكن جاءت التطورات المتلاحقة والمذابح الوحشية المتعددة لتؤكد أن قانون الوئام لم يفلح فى إنهاء الأزمة ، كما تفاقمت الأوضاع الاقتصادية وزادت معدلات العنف ، ولم يفلح التعديل الوزارى الذى أجراه الرئيس بوتفليقة فى أعقاب انتفاضة البربر فى تهدئة الأوضاع المتردية.

وجدير بالذكر أن قيادات المؤسسة العسكرية ، وإن كانت لم تشعر بالارتياح لبوتفليقة بسبب سعيه لتركيز السلطات فى يديه وفشله فى التعامل مع الأزمة ، إلا أنها لم تقدم على الاطاحة به لأنها تدرك جيداً أنه ليس لديها فى الوقت الراهن بديل حقيقى وجدى له ، وأن عزل الرؤساء واحداً وراء الآخر دون أن يستطيع أى منهم ايجاد حل للأزمة يؤدى لفقدان المؤسسة العسكرية جزءاً كبيراً من مصداقيتها لدى الرأى العام ، ومن هنا يمكن القول أن بوتفليقة والمؤسسة العسكرية أرغما على التعايش المؤقت معاً الى أن ينجح الرئيس فى حل الأزمة أو يظهر بديل حقيقى له ، خاصة وأن هناك كثير من المتربصين ينتظرون أية فرصة للانقضاض عليه.

منقوووول للفائدة .
AlexaLaw