من أجل علاج الأسس المنهارة
تبسيط العقائد



على طريقة الشيخ عبد المجيد الزنداني







الدرس الأول
أول ما يجب على الإنسان



إن أوّلَ مَا يَجبُ عَلَى الإنسان إن يتعلم في حياته هو المسائل الآتية:
أولاً: أنّ الله خلقنا ولم يخلقنا عبثاً . . فتعالى الله عن ذلك ، وانما خلقنا لنعبده ، ولنطيعه . قال تعالى:



" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"


والله لم يتركنا مهملين بل تولانا بعنايته وعطف علينا برحمته وأرسل إلينا رسولاً، وأنزل إليه القرآن ن وبَيَّنَ لنا فيه طريق السعادة وطريق الشقاء. قال تعالى:


"إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً"



ثانياً: ان اعظم شئٍ أمر به الله وأرسل به الرسل هو التوحيد:وهو ان تعبد الله وحده ولا تشرك معه في عبادته أحداً.
ثالثاً: ان الله حرم علينا معصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأوجب علينا طاعته واتباعه. قال تعالى:



" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ"


فطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، وقال تعالى:



" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً"


رابعاًَ: ان من عَبَدَ الله وحده لا يجوز له محبة، وموافقة ، ومناصرة وتأييد الذين يعادون الله، أو يحاربون دينه، ويؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة سنته.


قال تعالى:



"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُون"




وقال تعالى:



"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"


فإذا علمت هذه الامور الاربعة فاحفظها وفي الدروس الآتية يأتي بيانها وشرحها. والله الموفق.






===========================
الدرس الثاني
الله خالق كل شئ




إن كل شئ من حولنا ومن فوقنا ومن تحتنا مخلوقٌ خلقه الله وكل شئ من مخلوقات الله كان غير موجود ثم اصبح موجود بقدرة الله وحدة قال الله تعالى:



"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ"




فنحن بنو الإنسان الموجدين الآن كنا قبل مائة عام على اكثر تقدير غير موجودين ثم اصبحنا موجودين والله جل وعلا هو الذي خلقنا وأوجدنا قال تعالى:



"هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً"




وقال تعالى:



"أَوَلَمْ يَرَ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ"



والارض التي تمشي عليها وتسكن فيها وتستمتع وتنتفع بما فيها من جبال شامخة ووديان وقرى مسكونة وبيوتاً مبنية هذه الأرض في الزمن البعيد والبعيد جداً كانت غير موجودة ثم خلقها الله وأوجدها بقدرته تعالى:


"خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"




والماء الذي نشربه وننتفع به في حياتنا كلها والزرع النابت والاشجار الباسقة التي منها نتغذى وبمناظرها نتمتع والسماء الواسعة العالية وما فيها من نجوم وكواكب والشمس والقمر كل ذلك كان يوما غير موجود ثم وجد والذي خلقه وأوجده هو الله جل جلاله .


قال تعالى:



"الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" .


الخلاصة


الله هو الذي خلقنا وخلق كل شئ فهو الذي خلق السماوات والأرض والنجوم والكواكب والأفلاك والبحار والنبات والحيوان .
الله الذي انعم علينا بنعمة الوجود وأعطانا كل شئ من فضله واحسانه فكل ما في السماوات والارض في منفعتنا نعمة وفضل من الله .
الله أحبنا وأعطانا الخير كله وأبعدنا عن الشر كله ونحن يجب علينا ان نحب الله ونعبده ونطيعه ونشكره .
مخلوقات الله تدلنا على ان الله الذي خلقها قويٌ قادرٌ حكيم عليمٌ خبير .
نعمة الله علينا وفضله تدلنا على انه هو الغني وهو المنعم وهو الرحيم بنا