عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
رواية اللارواية مسرور ومقرور 110
AlexaLaw on facebook
رواية اللارواية مسرور ومقرور 110
رواية اللارواية مسرور ومقرور 110
رواية اللارواية مسرور ومقرور 110
رواية اللارواية مسرور ومقرور 110
رواية اللارواية مسرور ومقرور 110

شاطر | 
 

 رواية اللارواية مسرور ومقرور

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:30

خيارات المساهمة


هذه رواية للكاتب أحمد بهجت أرجوا الله ان تستفيدوا من قراءتها
سأقوم بنشر الرواية على أجزاء



أحمد بهجت
مسرور ومقرور
لا رواية تبدأ أحداثها بعد الموت
مقدمة واعتراف

هذه ليست رواية
إن الرواية تبدأ من الموت وتنتهي بالموت
هذه اللارواية تبدأ من الموت وتنتهي بالبعث وتستمر أحداثها حتى نقف وراء أبواب الجنة والنار0
الأفضل أن نسميها لا رواية إذن
ثم إنها حقيقة ، ليست تخيلا ولا إبداعا كالأعمال الفنية ، لقد ولدت في ذهني بشكل ما بعد أن قرأت كتاب التوهم للمحاسبى. كنت أقلد المحاسبي إذن ، وهو شيخ من شيوخ الصوفية وسيد من ساداتهم
أكاد ألمس فيما أقول تعلقا بملابس عاشق عبقرى، وثمة ادعاء يتوارى –وإن ظهر- بأنني على مثاله أو طريقته 00
أعترف أنني أتشبث بثياب المحبين 00 لسنا مثلهم ، ولكننا أحببناهم لحبهم للحقيقة 00 وللعلم 00 إن هذه اللارواية ليست سوى الهيكل العظمى أو الخطوط الرئيسية لرواية لم تكتب بعد 00 وإن كنت أنوى كتابتها إن منح الله الجهد وشاء أن يكون فى العمر بقية0
أحمد بهجت
قصة مسرور ومقرور
فى قديم الزمن ، وحاضر العصر والأوان ، عاش رجلان مختلفان 00 كان اسم أحدهما "مسرور" والثاني اسمه"مقرور" ومثلما يقع فى الحياة أن يكون للناس من أسمائهم نصيب 00 كان لمسرور نصيب ، ولمقرور نصيب 00
أما مسرور فكان أغنى رجل فى المدينة 00 وأقوى رجل فى المملكة00 ولم يكن غناه يشبه غنى قارون 00 كان أقل منه بمقدار مفتاح أو مفتاحين 00 كانت كنوز قارون توضع فى صناديق وغرف لها مفاتيح كنوز قارون لا يستطيع حملها إلا عصبة من الرجال 00 سبعة رجال مثلا أو ثمانية00
كانت مفاتيح كنوز مسرور يحملها ستة رجال فقط 00 أما مقرور فكان فقيرا لا يمللك مفتاحا لباب كوخه الخشبى الذى ورثه عن جده ،وكان يكتفي فى ليلى الشتاء بأن يضع قطعة من الحجر وراء الباب لتسنده0وقد بدأت أحداث قصتنا ذات ليلة شتائية عاصفة00 وقد دأب كثير من الكتاب على أن يكتبوا فى بداية روايتهم أن أسماء الأبطال والأحداث التى سيقرءونها لم تقع إلا فى خيال المؤلف ،وأن اى تشابه بينها وبين أسماء الأحياء هو تشابه ير مقصود 00 ماذا نكتب نحن فى بداية قصتنا؟ سنقول إن أسماء الأبطال خيالية 00 وإن أحداث القصة حقيقية وإن هذه الأحداث لم تقع بعد ولكنها وقعت بالتأكيد أو ستقع بالتأكيد 00 وهذا كله محير جدا 00 رغم أنه حقيقة 00 أين كنا ؟ ليلة شتائية عاصفة00 انحدرت السحب الملبدة فحجبت نور القمر الشاحب 00 وهبت الرياح بعنف وهى تعول فى صفير يدفع الشؤم لأقسى القلوب 00 وانفتح باب مقرور الخشبى بعد أن نجحت الرياح فى زحزحة قطعة الحجر التى وضعها لتسنده0 اندفعت الرياح فى الكوخ فانطفأت الذبالة التى كان يوقدها مقرور ، وجلدت عظامه فارتعش 00ومن ثم نهض مسرعا من تحت فروة الخروف التى كان يغطى نفسه بها ، أسرع نحو الباب وأعاد إغلاقه ووضع قطعة الحجر وراءه00 وأسندها بقدمه العارية قليلا وانتظر حتى هدأت الرياح وعاد يرتعش إلى فراشه00
العشاء الأخير
نفس الوقت 00 جلس مسرور أمام مائدة فى العشاء 00 جدران القصر من حجر الجرانيت اللامع المصقول ، وأرضه من المرمر الفضى الشاحب وسجاجيد العجم تتناثر على الأرض كيفما اتفق 00وبإهمال يكشف عن ذوق مترف00
أما مائدة العشاء فكانت من حجر الجاد الكريم ،أما أقدام المائدة فقد صنعت من الذهب الخالص00 كانت الأطباق من الذهب ، أما الكؤوس فمن زجاج نادر أغل من الذهب ، وكان مسرور يجلس فى صد المائدة على كرسي ذهب ألقى عليه فراء ثعلب ضخم00كان وجه الثعلب طويلا "ببوزه" الممدود وكان الفراء يبعث بمجرد وجوده على الدفء00 انحنت الجارية وصبت لمسرور كأسا من النبيذ 00كان النبيذ جيدا توحي رائحته بحقل كامل من العنب ودارت رأس مسرور فالتقط قطعة من لحم الطاووس المشوي وراح يمضغها على مهل 00
كان يفكر فى لا شئ00 وراحت الرياح تصفر حول قصره ولكن الرخام المصقول كان يتأمل الرياح بنظراته الجليدية غير العابئة00 قال مسرور وهو يتأمل ميل الأشجار فى حديقة قصره من خلال نافذته الكريستال0
-يبدو أن شياطين الرياح قد أطلقت من عقالها00 قال كلمته وضحك00 واهتز المدعوون إلى مائدته بالضحك مجاملة له 00 وعاد مسرور إلى سمومه وابتلع جرعة أخرى من النبيذ فى لون الورد فأحس أن رأسه يثقل 00
رفع رأسه وسأل الحاضرين: هل تعرفون كم أنا غنى؟
تطلعوا إليه بعيون مستخذية يوشيها التلهف:
-لا نعرف00 حدثنا أيها السيد العظيم ؟
قال :إن كل ثانية تمر 00 ومع كل حبة رمل تسقط من الساعة الرملية00 تزيد ثروتى مائة جنيه من الذهب00
شهقوا من الدهشة00
وعاد الباب ينفتح فى كوخ مقرور0



عدل سابقا من قبل aiman_200020 في 15/4/2010, 18:53 عدل 1 مرات
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:30

خيارات المساهمة


المأدبة
مد مسرور يده ووضع كأس النبيذ
كان يعرف أن الخطيئة التى تمللك نثر الذهب وهى تمضى فى طريقها تستطيع أن تبلغ هدفها آمنه مطمئنة بل أنها ستجد فى النهاية من يطلق عليها أوصاف الفضيلة وربما وجدت من يلبسها تاج الشرف
كان مسرور يعرف هذا كله وبالتالي فلم يكن لديه ما يقلقه على العكس كان يحس بلون من ألوان الكبرياء العميق
لم يكن منبع كبريائه أنه غنى أو أنه يكسب مع كل ثانيه تمر مائة جنيه من الذهب وبالتالى تزيد ثروته كل يوم ثمانية ملايين من الجنيهات الذهب لم يكن هذا سر كبريائه كان عقله هو سر كبريائه وسر سعادته وشقائه معا كان يحس أن ثروته مخبوءة فى مكان ما فى عقله ولقد صرح فى أكثر من مناسبة أنه أوتى ماله بسبب علم خاص عنده هذه المقدرة الخارقة على تثمير المال وتكثيره كانت قناعته وإيمانه كان مؤمنا بنفسه وكان يحسب كم يكسب فى اليوم وفى الشهر وفى العام ولكنه –من فرط ثرائه- لم يكن يعرف قدر ماله الأصلى وكان فشله فى حساب رأس ماله الأصلى يجعله يحس بالعجز وإنحصار مملكته كان يندب حظه إذا خلا بنفسه وكان يحلو له ساخرا أن يحدث نفسه عن فقره كان يرى أن الغنى هو الذى يستطيع أن يحسب ثروته أما الفقير فهو واحد من اثنين :
إما رجل لا مال لديه وهذا غبى يستحق الحرق أو رجل أرباح مال أكبر من قدرته على الحساب وهذا بائس يستحق المواساة وكان يعتبر نفسه بائسا يستحق الشفقة لم يكن يفصح عن هذه الحقيقة لأحد إنما احتفظ بها سرا ودفنه فى قلبه ورتب عليها نتيجة بدت له منطقية تماما.
ما دام هو يستحق الشفقة فإنه لم يكن مستعدا لأن يواسى أحدا فى المقابل إن شفقة القلب أو الجنان يمكن أن تدفع الإنسان لإعطاء قرش لفقير هذا القرش هو بداية الثغرة فى أي ثروة لأن بلايين الجنيهات ليست إلا قروشا قد تراكمت فإذا فرطت فى قرش واحد منها انقطع خيط العقد وسقطت حباته وتناثرت وهذه بداية النهاية لضياع أى ثروة
ينبغى أن يوضع كل قرش فى مكانة
لقد دفع مسرور من قبل ثمانية ملايين من الجنيهات الذهب لشراء مسحوق أضيف إلى نبيذ الملك فمات وهو نائم وحملت ملاينه إلى العرش ملكا بلا عقل كان مسرور هو عقله هذه نقود وضعت فى مكانها الصحيح
خرج مسرور من ذاته وراح يتأمل ضيوفه



حوار
كان يستضيف الوزير الأول وقاضى القضاة ، وكبير البصاصين ، ورئيس العسس ولاحظ مسرور أنهم يتحاورون حوارا ساخنا فأنصت لهم
قال الوزير الأول : هل قال إننا حين نموت ونستحيل إلى تراب سنعود فنستيقظ من الموت ونقف أمام الله ونحاسب ؟
قال قاضى القضاة : نعم
تدخل مسرور فى الحوار وقد اخترق وجدانه خوف غامض
سأل مسرور قاضى القضاة :من الذى قال هذا ؟
قال قاضى القضاة :مقرور
سأل مسرور :أى شئ هذا ؟
قال رئيس العسس : هذا رجل فقير يعيش فى كوخ عند أطراف المدينة !
سأل مسرور : قال إن هذا كلامه
رد كبير البصاصين : لا قال إنه سمع هذا الكلام من نبى فى الشرق
قال مسرور: نبى فى الشرق.. أى نبى هذا ؟
قال كبير القضاة : لم يقل أى نبى
ضحك مسرور ساخرا وقال : هذا رجل مجنون إنه يتصور أن أجساد الناس ليست من تراب وإنما من ذهب ،من الذى يعبأ بإعادة استخراج تراب الناس من باطن هل هم ذهب ؟
ضحك كبير البصاصين ورئيس العسس والوزير الأول وابتسم قاضى القضاة وقال كالمعتذر : من يدرى لعل ما يقوله الرجل صحيح...
قال مسرور : هل تصدق أنت أننا إذا كنا عظاما وترابا يتطاير فى الهواء ، هل تصدق أننا سنبعث ؟
قال قاض القضاة : من يدرى
قال مسرور : أنت لا تصلح أن تكون قاضيا للقضاة
توقفت حركة الضيوف وساد وجوم موحش كان واضحا أن قاضى القضاة قد عزل من منصبه بهذه الكلمة الغاضبة
جمدت يد قاضى القضاة بالقمة التى كانت فى طريقها لفمه أعاد يده ووضع الطعام فى طبق وظل صامتا يرتعش ثم استجمع أطراف نفسه وقال : سيدى مسرور أنا لم أقل إننى أصدقه قلت فقط من يدرى لم أكمل كلامى بعد كنت أريد أن أقول من يدرى لعله كاذب لقد أضاء سؤالك القضية فى عقلى هو رجل مجنون بالقطع من يدرى لعله محموم أو مريض

مؤامرة
هدأت الأعصاب قليلا بعد أن تراجع قاضى القضاة عن موقفه وعاد إليه حرصه وراح الضيوف يتبارون فى السخرية من فكرة البعث أساسا
وتناول قاضى القضاة كأسه ورفعها إلى فمه حاول جاهدا ألا ترتعش يده وهى تحمل الكأس ولكنه لم ينجح
واستمع مسرور إلى الحوار الذى كان يسخر أساسا من فكرة القيامة والحساب والبعث وأحس مسرور باحتقار بالغ لما يجرى قال : أيها السادة أنت تتحدثون كالصبية ماذا فعلتم لدفع الخطر
سال الوزير الأول أى خطر ؟
تجاهل مسرور سؤال الوزير وتوجه بنظراته إلى كبير البصاصين وسأله : ماذا قال الرجل ؟

قال كبير البصاصين : قال : إننا سنقوم من الموت ونقف للحساب أمام إله واحد

ابتسم مسرور وقال : هذا يعنى أن الرجل ينكر آلهتنا وهذا يعنى أن هناك مؤامرة واضحة تراجع الجالسون إلى الوراء قليلا فى مقاعدهم وسقط عليهم قول مسرور كالصاعقة كان أسرعهم إلى الحركة هو رئيس العسس قال وهو يفكر –حظر لى هذا ياسيدى وقد راقبنا "مقرور" أياما متواصلة فلم نره يتصل بأحد ولا نما إلى علمنا أن أحدا يتصل به ورغم ذلك فإننا لم نز نراقبه
إن الرجل يسكن فى كوخ له باب أضعف من أن يصد الرياح ومن ثم فإن الباب مفتوح طوال الوقت ونحن نراقبه من خلال الباب المفتوح المشكلة التى صادفتنا أو بمعنى أصح المشكلة التى فجرتها هذه القضية فى عقلى أنه ليس نحن العسس قدرة لمعرفة أفكار الناس وباتالى فإننا لا نعرف كيف يفكر مقرور ولن نخسر شيئا لو انتظرنا
قال مسرور :آه أنتم تريدون الانتظار حتى يشعل مقرور النار فى نظام المملكة وهو النظام الذى اختاركم لتكونوا كلابا لحراسته وهو النظام الذى يطعمكم ويؤويكم ويمنحكم سلطات هائلة من أجل حمايته أراكم تنتظرون حتى يتحرك مقرور بعدها تتحركون أنتم هذا يعنى أن حركتكم قد صارت تابعة لحركته

الحكم
صمت الحاضرون جميعا حتى انتهى مسرور من كلامه ثم توالت اقتراحات الجالسين لعلاج القضية
قال الوزير الأول : فهمت أن هناك مؤامرة إذن
قال رئيس العسس : الرأى أن نسجن " مقرور"
قال كبير البصاصين : التهمة واضحة إشعال النار فى نظام المملكة واحتقار الآلهة وازدراؤها
قال قاضى القضاة : القضية جاهزة للحكم ،هذه تهم عقوبتها الإعدام حرقا
ضحك مسرور فسرى إلى الجالسين إحساس بمرور الأزمة ولكن (مسرور) ضرب إحساسهم بالراحة حين عاد يقول : ما زلتم تتحدثون كالصبية مؤامرة وتهمة وقضية وحكم إننا نلفت الأنظار إلى أهمية الرجل ،ونجعل منه شهيدا دون داع ولا مبرر . الرأى السليم أن يموت هذا الرجل بحادث مؤسف ينام نوما ثقيلا بعد أن يشرب كأسا من الماء ،ثم ينفتح كوخه بسبب الرياح فيقع المشعل ويحترق الكوخ ويحترق معه مقرور ويتم هذا كله بهدوء ودون ضجة وبغير إعلان وسوف يسجل العسس أن الرجل أهمل إغلاق بابه إهماله سببا فى موته
أحنى الجميع رءوسهم موافقين وأشار مسرور إلى الجارية التى تصب النبيذ أن تصب للضيوف كأسا جديدة وشرب الحاضرون نبيذا فى لون النار وبدأ سباق هادئ بين الضيوف فى نفاق مضيفهم
قال الوزير الأول : لولاك لغرقت المملكة
قال رئيس البصاصين : ماذا كنا نفعل بدونك أنت ملهمنا دائما
قال رئيس العسس : لقد تلقيت الليلة درسا فى مهنتى لا أظن أن تجارب العمر الطويل فيها قد لقنتنى مثله
ووجد قاضى القضاة نفسه وقد جاء دوره فتنحنح قليلا ثم قال بصوت معتذر هذه أسرع قضية حكم فيها بالعدل لقد صد البطء اليوم يسبق العدل السرعة
وهذا إنجاز فى حد ذاته

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:31

خيارات المساهمة


صلاة
نهض مقرور من نومه وهو يرتعش كان باب الكوخ مفتوحا فاتجه نحوه لإغلاقه فوجئ بكلب أصفر اللون عسلى العينين يربض عند مدخل الكوخ هز الكلب ذيله حين شاهد "مقرور"قال مقرور فى نفسه : سبحان الله هذا ضيف أرسله الله إلينا فتش بعينيه فى زوايا الكوخ عن طعام فلم يجد غير إناء يمتلئ قاعه باللبن وضع الإناء أمام الكلب فنظر إليه الكلب بعينين شاكرتين وهو يهز ذيله ثم وضع بوزه فى اللبن وراح يلعقه .
ترك مقرور الكلب يستكمل طعامه ودخل الكوخ غسل وجهه ويديه وقدميه وانخرط فى صلاة عميقة
قال مقرور لله وهو مستغرق فى صلاته :
اللهم اغفر لى تقصيرى فى عبادتك ، واغفر لى فقرى وقلة إحسانى للخلق ، وسامحنى فى حياتى القديمة ،وارحمنى برحمتك يوم الوقوف بين يديك
شفت روحه وصفت وهو يصلى
وانحدرت دمعة من عينيه فشقت مجراها فى أخدود صنعته الدموع فى وجهه ..
واستنشق مقرور رائحة غريبة لا عهد له بها.. رائحة عطر يشبه روح الريحان ولكنه ليس الريحان الذى يعرفه هو فى الأرض.. وخيل إلى مقرور أنه ليس وحده فى الكوخ .. وخيل إليه أن هناك وجودا ما لكائن غريب ..أراد مقرور أن يلتفت ولكنه كان يصلى فخشى أن يفعل وفاض قلبه بشعور من الرضا المستطاب فى الله ..تذكر أخطاءه لماضية أيام كان قاطعا للطريق ، وتذكر توبته لله وإخلاصه له حين قابل هذا النبى الكريم أثناء رحلته فى الشرق ..
وقال لنفسه : من يدرى .. لعل الله لم يقبل توبتى ، ولعلى من الهالكين .. ذاد بكاؤه وخر ساجدا .. رفع الكلب رأسه من إناء اللبن وراح يهز ذيله ويستمع لبكاء مقرور
ووصل رئيس العسس وكبير البصاصين وشرذمة من الجنود وراحوا يتأملون " مقرور" وهو ساجد يبكى من خلال الباب المفتوح...

قبض
أشار كبير البصاصين إلى مقرور وهمس لرئيس العسس : ها قد ضبطناه متلبسا بالسجود لغير آلهتنا لماذا لم نقتله ونستريح ألم تكن هذه أوامر السيد الأعظم فى المأدبة .. ألم يحكم عليه بقتل يبدو حادثا مؤسفا .
قال رئيس العسس وهو يخافت من صوته : لقد غير السيد الأعظم رأيه ، استدعانى فى الصباح التالى للمأدبة وأمرنى بإستحضار مقرور للقائه ..
قال كبير البصاصين : أتراه لا يثق فينا أيريد أن يقتله هو بنفسه ؟
قال رئيس العسس : عقلك دائم الشك .. لماذا تظن ذلك ؟
قال رئيس البصاصين :هذه مهنتى .. ماذا ترى أنت ؟
قال رئيس العسس :أظن أن السيد الأعظم يريد أن يلهو قليلا به قبل قتله ، ألم قطة وهى تلتهم فأرا هل تأكله على الفور أم تلعب به ساعات طويلة ؟
همس كبير البصاصين : يريد أن يلهو به إذن قلبى يحدثنى أن وراء الأمر كله شرا مستطيرا ها هو ساجدا لا حول له ولا قوة لو قتلناه لانتهى الأمر ..
قال رئيس العسس بحزم هامس :الأوامر التى لدينا هى ضبطه وإحضاره.. نحن مأمورون فى نهاية الأمر.. هل تقبض عليه أنت أم تترك لى هذه المهمة ؟
قال رئيس البصاصين : لا القبض مهمتك أنت أما استخراج الحقيقة فمهمتى أنا ، لن أتدخل فى مهمتك فلا تتدخل فى مهمتى دعه لى إن لدى ألوانا من العذاب تجعل الحجر يعترف بكل شئ..
.......................................
كان مسرور يجلس فى إيوانه للحكم بين الناس حين دخل الحارس وأعلن عن وصول المتهم .
أمر مسرور بإخلاء الإيوان ، فخرج الجميع باستثناء الوزير الأول وقاضى القضاة والجلاد .. بعد قليل دخل كبير البصاصين ورئيس العسس وهما يمسكان "مقرور" ويحاولان معاونته على السير فى سلاسله الحديدية
تأمل مسرور " مقرور"..
كان مقرور يرتدى ثوبا قد اهترأ فى كثير من مواضعه حتى لحمه من تحته ، وكان حافيا قد اغبرت قدماه من تراب الطريق .. وكان وجه شاحبا ومطمئنا فى نفس الوقت .. وكانت عيناه الصافيتان العميقتان تعكسان فى أعماقها دهشة بالغة ..
تأمل مقرور الجدران التى صنعت من خشب الصندل المنقوش بالذهب وزادت دهشته .

تحقيق
تأمل مسرور سجينه وضحيته
وتأمل مقرور الكرسى الذهب الذى يجلس عليه خصمه وقاضيه السيد الأعظم
وطغى على مسرور إحساس بالكراهية والازدراء ،بينما جاشت نفس مقرور بالدهشة من الثراء الذى يراه
كانت مشكلة مقرور أنه يقف أمام السيد الأعظم حافيا ..وكان يحس أن دخوله عليه حافيا فيه ما فيه من سوء الأدب ، كان المفروض أن يخلع نعله على باب السيد حتى لا يلوث السجاجيد الثمينة التى وضعت على الأرض، وكان مقرور آسفا لأنه لا يملك نعلا ، لقد أدركه الفقر بعد توبته فلم يعد يملك نعلا .. وكان يحس أن السيد الأعظم سوف يسأله أين نعله ؟هل يقول للملك إنه لا يملك نعلا أم يصمت ؟
صدق حدسه .. تكلم مسرور فقال لمقرور مؤنبا :
- أين نعلك ؟
فقال مقرور : تركته عند باب كهف فى جبل شرقى مصر .. ذاب النعل من يومها ، ومن يومها لم استطع أن أحصل على نعل آخر
قال مسرور : أنت متهم وأظن أنك لا تجهل تهمتك ..
فكر مقرور سريعا فى التهمة ..
كانت حياته فى الأعوام العشرة الأخيرة تخلو من أى عمل خارج على القانون ..أو على الشرف .. لقد تاب منذ عشر سنوات أيكون السيد الأعظم يتحدث عن الأيام القديمة الشقية
أخرجه من أفكره صوت الوزير الأول وهو ينتهزه
-تكلم أيها الكلب .. الأفضل لك أن تعترف اعترافا كاملا
قال مقرور : تريدون اعترافا كاملا ؟
قال مسرور : نعم
قال مقرور : سأعترف للسيد الأعظم بكل شئ .. لقد كنت قاطعا للطريق ..لصا يعيش على الخمر والسرقة .. وكنت أرفل فى الحرير والديباج ، وكانت النساء يترامين على ، ثم هجرت هذا كله .. أعترف أننى مذنب .. لكن هذا منذ عشر سنوات كاملة .
قال مسرور معترضا : لست أسألك عن قصة حياتك
قال مقرور : عن أى شئ يسأل السيد الأعظم ؟
قال مسرور : أسألك عن جريمتك الأخرى . إن السرقة واعتراض الطريق لا تهمنا .. حدثنا عن جريمتك الأخرى
فكر مقرور طويلا فلم يجد شيئا فقال لمسرور :
-هذا كل ما يا مولاى ..

اعتراف
أشار مسرور بعينه إلى الجلاد فرفع الجلاد سوطه وهوى به على ظهر مقرور ، صفر السوط وهو يخترق الهواء ، ثم هوى على ملابسه فمزقها وتر خيطا رفيعا من الدم على ظهره .. فوجئ مقرور بنباح الألم فى جسده ، ولكنه تماسك وقال لنفسه :
-من يدرى .. لعل الله يكفر بهذا الضرب عن سيئاتى القديمة .
مال كبير البصاصين على مسرور وهمس فى أذنه شيئا .. فأشار مسرور إلى الجلاد أن يكف .. التفت كبير البصاصين إلى مقرور وسأله :
-السيد الأعظم لا يسألك عن حياتك السابقة .. هذا شأن لا يعنيه إنما يسألك عن جريمتك الآن لا تراوغ إذا أردت أن تنجو ألا تريد أن تنجو
قال مقرور : أريد أن أنجو إن جرائمى كثيرة فعن أى جريمة تسألون ؟
قال مسرور : أهم جرائمك ما هى أهم جرائمك ؟
قال مقرور : تقصيرى فى حق الله.. لقد عشت عمرا كاملا عبدا هاربا من الله ، ثم عدت إليه منذ عشر سنوات.. ما يدرينى أنه قبل توبتى ؟ سوف أعرف إذا بعثت من الموت ووقفت أمام الله هل قبل الله توبتى أم لا ؟ لكن هذه المعرفة عندئذ لن تجدى إذا كان الحق لم يقبل . هذه يا سيدى هى جرائمى ومخاوفى معا
قال مسرور : أنت تعترف أن هناك إلها غير آلهتنا .. وتقول :إننا سنصحو من الموت .. ألم تقل ذلك ؟
قال مقرور : نعم
قال مسرور : بعد أن نتحول إلى تراب يتطاير فى الهواء ويتبدد مع الريح ؟ ابتسم مقرور وهو يقول : ألا يعرف سيدى أن الله قادر على بعث الموتى .. لقد كنا أمواتا فأحيانا الله ، ثم يميتنا ثم يحيينا .. هل يشك سيدى فى هذا كله ؟ أين كان السيد الأعظم قبل أن يشرف الدنيا ؟ ألم يكن ميتا وأحياه الله ؟
قال مسرور : المتهم لا يخفى خيانته .. أين سمعت هذا الكلام ؟
قال مقرور : من نبى فى الشرق .. كنت أضرب فى الأرض حين قابلته .. لقد أضاء قلبى بكلماته وأدركتنى التوبة من يوم لقائه .. لقد كان هذا النبى يا سيدى
قاطعه مسرور : اصمت .. التهمة ثابتة .. بماذا يحكم قاضى القضاة ؟
قال قاضى القضاة دون أن يفكر : المتهم برئ .. ما قاله النبى صحيح .
قال مسرور : لقد جن قاضى القضاة .. احرقوهما معا .. أو انتظروا .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:32

خيارات المساهمة


رؤيا

سيق مقرور إلى السجن ، أما قاضى القضاة فقد أجبروه على شرب كأس قبل أن يغادر الإيوان ، فغادر المكان محمولا على الأعناق .. وقيل :أن قاضى القضاة قد أحس بألم ثم سقط ميتا .. وأرسل السيد الأعظم رسولا خاصا من القصر لتقديم العزاء لأهل القاضي وتم تعيين قاض جديد فى المكان الشاغر.. وأسدل الستار على القضية برمتها .
..... ..... ......
جلس مقرور فى سجنه راضيا كل الرضا
لم يكن يصدق أنهم سيحرقونه ، سأل حارسه أكثر من مرة : هل أنت واثق إننى سأحرق ..
قال الحارس : ليس لدى أوامر أن أرد عليك .. إننى حارسك فقط ، ولست صديقا يجاذبك أطراف الحديث ..
ومكث مقرور فى السجن فترة .
كان حائرا تتعاقب عليه لحظات من السعادة والحزن .. كان يحدث نفسه أنهم لو أحرقوه حقا لكان هذا أن الله فبل توبته وعفا عنه واختاره ليموت فى سبيله ، وهذا يعنى أن توبته قد قوبلت لكن ماذا يكون الأمر لو أنهم يهددونه فحسب ، ولن يقتلوه...
إن هذا يعنى أن توبته لا زالت فى الميزان لم ترجح بها كفة القبول ..
لبث مقرور معذبا ثلاثة أيام .
كان يطيل الصلاة ويسأل الله أن يريه علامة أو بشارة يطمئن بها لقبوله
وفى الليلة الثالثة شاهد مقرور رؤيا عجيبة
شاهد نفسه يسير فى مكان وفير الخضرة يمتلئ بالأشجار والثمر والجداول ، وكانت ارض المكان من المسك ، وكانت أقدامه تسوخ فى المسك فتتصاعد رائحة عطر مدهش وظل يسير ثم ظهرت له امرأة تشبه زوجته الأولى التى هجرها أيام الشقاوة وتقدمته المرأة حتى وصلا إلى سفح ربوة مخضرة ..
فى قمة الربوة كان هناك قصر عجيب .. قصر أفضل من بيت السيد الأعظم مسرور ..
أشارت المرأة إلى القصر وقالت : متى تجئ إلينا ..
سألها : من أنت ؟
ولكنه قبل أن تجيبه اختفت واستيقظ من الرؤيا .. حدث حارسه فى الصباح عما رآه فقال الحارس : المؤكد أنك ستموت اليوم .
لم يكن مقرور ليهتم .. كان طعم الرؤيا فى فمه يغلب كل مذاق سواه .
-----------------------------------------------------------------------

موت مسرور

فرغ مسرور من عشائه وسخن رأسه من فرط الشراب فصحب قارورة الخمر إلى غرفة نومه وأشار إلى إحدى الجوارى أن تسبقه ففعلت....
كان يدخل من باب الغرفة حين أحس بالدوار فجأة ، طنت رأسه وتراخت أعصابه فسقطت زجاجة الخمر من يده إلى الأرض وتحطمت ... واستند إلى الباب ولكنه أحس ألما رهيبا فى كتفه ، وجرى الألم من كتفه إلى يده إلى صدره ، والتف الوجع حول صدره كحزام من الذهب المحمى فى النار ..
سقط على الأرض فصرخت الجارية .. وامتلأت الغرفة بالجوارى والحرس ، وتعاون الجميع على حملة إلى فراشه .
ووصل أمهر أطباء المملكة والتفوا حول فراشه
كان وجه السيد الأعظم محتقنا يميل لونه يميل إلى الأخضر الذى توشيه الصفرة .. وكان يتنفس بشخير عال كأن أحدا يذبحه ببطء..
قال كبير الأطباء : السيد الأعظم غائب الوعى وهذه علامة سيئة .....

.......................................

فى الحقيقة لم يكن السيد الأعظم غائب الوعى ... كل ما هنالك أن وعيه كان فى مكان آخر ، لم يكد يدخل غرفته حتى أحس بوجود زائر غريب فيها ، زائر بلا ملامح ، ولكن شيئا فى ملامحه كان يحمل ويلا وبيلا ..
سأل مسرور : من أنت ؟
قال الزائر : ألم تفهم بعد .. هذه كأس الموت .. لم يعد لك على الأرض غير ثوان قليلة هى بمقدار ما تشرب هذه
قال مسرور منهارا : لا أريد أن أموت .. ليس الآن .. أتوسل إليك خذ كل ثروتى مقابل شهر واحد .. أسبوع واحد .. يوم واحد ..
كشف ملك الموت عن وجهه فدخل مسرور فى غمرات الموت .. كان يشرب كأسا مريرة ، وأحس أن روحه تنسحب من أقدامه مثلما يسحب المرء من الشوك انغرست فى كومة من الصوف .. وبدأ ملك الموت يضرب وجه مسرور ..
فى الضربة الثانية كانت الروح تقاوم أمام آخر الأبواب وهى تتلجلج فى فم السيد الأعظم ..

موت مقرور

حين كان مسرور يعاين سكرات الموت ، كان مقرور يقيد فى عمود خشبى أعد فى محرقة لإعدامه .
فى البداية أحس مقرور بالخوف وهو يوشك أن يدخل النار ، ثم فوجئ بوجود كائن غامض فى قلب النار ..
سأل مقرور دون أن يفتح فمه : من أنت ؟
قال الكائن : جئت أبشرك ..
قال مقرور : تبشرنى بماذا ؟ .. أتكون أنت ملك الموت .
قال الكائن : نعم ..
قال مقرور : إذا كنت سأموت حرقا بالنار .. فهذا يعنى أن الله قبل توبتى
قال الملك : لن تموت حرقا بالنار .. إن أجلك ينتهى قبل أن تصل إلى النار .
قال مقرور محزونا : كنت أريد أن أموت حرقا فى سبيل الله
قال الملك : لا تبتئس .. مرحبا بك فى العالم الآخر ..
انكشفت بصيرة مقرور فجأة ، وعادت حواسه تستقبل عبق الريحان ، وأضاء وجه الملك وتهاوى جسد مقرور ميتا وراحت روحه تتأمل جمال وجه الملك الكريم ..
صاح جلاد المحرقة وهو يخاطب آمر السجن : لقد مات المحكوم عليه يا سيدى .. هل نحرقه ؟
قال آمر السجن : اسكب على وجهه قليلا من الماء ليفيق من خوفه ، وأحرقه بعد ذلك ، ثم ادفنه فى مقبرة السجن .....
نفس اللحظة ، انتهى ملك الموت من انتزاع روح مسرور ، همدت حركة الجسد وأعولت إحدى الجوارى فأمر الوزير الأول بطردها من الغرفة وصرف جميع الحاضرين واستبقى كبير البصاصين ، ورئيس العسس ، فلما خلت الغرفة من غيرهم قال الوزير الأول : سيقولون إن السيد الأعظم قد مات ، وهذا كذب ، الصحيح أنه خرج وسيرجع بعد فترة ، عليكما الآن بدفن جثته سرا فى مقبرة السجن ، وليبق قبره المرمرى خاليا ليعرف الناس أنه لم يمت .. وفى جوف الليل ، حمل كبير البصاصين ورئيس العسس جثة السيد الأعظم فى سرية تامة ووضعاها فى مقبرة السجن حيث وضعت جثة مقرور من ثوان .. وأغلق عليهما القبر معا . وأعلن الوزير الأول أن الحكم مستمر باسم السيد الأعظم .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:34

خيارات المساهمة


حساب مسرور


لم يكن مقرور بعد الموت يحس بشئ ، وكذلك كان مسرور .. وضع الموت حدا لإحساسهما بالحياة .. دخلا عالما آخر مختلفا تماما ..
لم يكد مسرور ومقرور يدخلان قبريهما حتى ارتد إليهما إحساسهما فجأة ، كان هذا الإحساس الجديد غريبا ..


كان إحساسا بالحياة وإحساسا بالموت معا .. كان كل واحد منهما يدرك أنه مات ، ويدرك أنه يحيا الآن فقط ..
كان مسرور مذهولا لما حدث .. لقد اختطفه الموت .. أى ويل وراءه .. لقد كان يتصور أن الموت فناء للإحساس ، وها هو يكتشف الآن أنه إحساس مزدوج .. إحساس مضاعف .. رؤية بغير عين ، وشعور بغير مشاعر ..
لم يكد مسرور يدخل قبره حتى انطبقت عليه جدران القبر فصرخ .. صرخة هائلة بلا صوت .. أخافت الصرخة البهائم فى المنطقة فارتعش لها دمهم ..


فوجئ مسرور بوجود اثنين فى قبره .. أجلساه فجلس .. سقط كفنه من فوق كتفيه وجلس ..
سأله أحدهما : من ربك ؟
فوجئ مسرور بالسؤال .. عاد الملك يسأله : ما دينك ؟ من نبيك ؟ .. لم يرد مسرور بشئ .. عقد الخوف لسانه فلم يقل شيئا ..
أشار أحد الملائكة إلى الأمام وأمره أن ينظر..
نظر مسرور فشاهد بؤرة جحيمية من النار المشتعلة .. عد دم يتجمد من الرعب مرة أخرى ..
سأل مسرور : ما هذا ؟
قال الملك : هذه هى الحطمة ..
سأل مسرور بخوف : لماذا تريها لى ؟ ما شأنى بها ؟
قال الملك : هذا بيتك فى النار .. ألا يعرف السيد الأعظم بيته .. إنك لم تجب عن أسئلتى بعد ..



أحس مسرور أنهما يحققان معه .. وملأه هذا الإحساس بروع خفى .. حاول أن يجيب على الأسئلة ولكنه وجد نفسه لا يعرف جوابا لها ..
لقد كان الذهب هو ربه المعبود ، أما دينه فكان هو الهوى ، أما الأنبياء فلم يسمع عنهم شيئا إلا بوصفهم ثائرين
لم يدر أى شئ يقول ! وخشى أن يقول كلاما يثير عليه محققيه فلزم الصمت ، وارتفع العذاب من جوف القبر وهوى عليه ..

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:34

خيارات المساهمة


حساب مقرور
أيقظ ملائكة الحساب " مقرور " وأجلسوه فى قبره .. كان قد تحول إلى رماد ولكنه فوجئ بنفسه يجلس فى قبره بينهما..


كان إحساسه الغالب هو الخوف والدهشة .. لقد فقد الوعى حين أدخلوه المحرقة ، ثم لقى هذا الطيف فى النار فحدثه ألا يخاف ، ثم أحس لفح النار ثم غاب عن وعيه ..


وها هو يعود إلى الوعى ليفاجأ بوجود كائنين جليلين حوله ..
سأل مقرور : من أنتما ..
قال أحد الكائنين : ملائكة الحساب ..
ارتعش مقرور وسأل : هل قامت القيامة ؟
قال له الملك : لم تقم القيامة بعد . أنت فى قبرك .. لقد جئنا نسألك ثلاثة أسئلة ..
-من ربك ؟
قال مقرور : ربى الله خالق كل شئ
سأله الملك : ما دينك ؟
قال مقرور : أنا على دين جميع الأنبياء .. أسلمت وجهى لله .. مسلم أنا .
سأل الملك : ماذا تقول فى النبى الذى قابلته فى الشرق .. هل تؤمن بدعوته ؟
قال مقرور : نعم..
سأل الملك : وتصدق أن الله أوحى إليه ؟
قال مقرور : نعم ..
أشار أحد الملكين إلى الأمام وقال لمقرور : انظر أمامك ..
نظر مقرور فرأى الحديقة الخضراء والقصر العظيم اللذين رآهما فى الرؤيا .. التفت مقرور إلى الملك وسأل :
-ما هذا أيها الملك العظيم ؟
قال الملك : هذا مكانك فى الجنة .
سأل مقرور الملكين وهو يحس بفرحة طاغية :
-هل قبل الله توبتى ؟
لم يجيبه الملك ، وقال له أحدهما :
-عد الآن إلى الموت بأمر الله ..


وعاد مقرور يتحول إلى الرماد الذى كان عليه قبل أن يسأله الملائكة .. عاد يفقد وعيه ..

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:35

خيارات المساهمة


فناء و ....
مر عام .. ومائة عام .. وألف عام .. وألف ألف عام .. بليت الأجساد فى قبورها وتحولت إلى تراب ، وامتدت المدينة إلى المقابر القديمة فصارت القبور مساكن ، ثم بليت المساكن وعادت قبورا ، وتعاقبت دورة الحياة حتى نفخ فى الصور فصعق من السماوات ومن فى الأرض .. إلا من شاء الله .
فنى الأحياء جميعا وتكاملت عدة الموتى ..
خلت من سكانها الأرض والسماوات فصاروا خامدين بعد حركتم ، فلا حس يسمع ، ولا صوت يهمس ، ولا شخص يرى ، ولا كائن يدب على الأرض أو يعبر السماء
صفرت الرياح فى الأرض التى الآن من جنس البشر
مات الخلائق وبقى رب الخلائق منفردا بجلاله مستعليا بأنواره قائما بنفسه مستغنيا بذاته عمن سواه
قهر الموت كل حى .. وبقى الجبار الأعلى على عرشه سبحانه ..
ومرت أزمنة وأزمنة ..
ثم شاء الله تبارك وتعالى أن ينفخ إسرافيل فى بوقه النفخة الثانية فأمره أن يفعل ..
التقم إسرافيل البوق ونفخ فيه وهو يتمتم ..
(( وما قدروا الله حق قدره .. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه،سبحانه وتعالى عما يشركون ))
كانت هذه النفخة أمرا من الله تعالى أن يبدأ يوم القيامة وبدأ أطول يوم فى تاريخ الكون . لقد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان .
اليوم تموت السماوات والأرض والجبال ويستيقظ الإنسان موته ليسأل عن أمانته .
كان مشهد موت الكون رائعا ورهيبا معا ..
بدأ اليوم بتحطيم القوانين الحاكمة لكون ، وانفرط عقد النظام المحكم الذى سير المجرات أحقابا وأزمنة ..
حين بدأ الكون يموت ، صدر الأمر إلى الموتى المكلفين أن يقدموا من الموت
لم يكد الأمر يصدر لهم حتى أطاعوا جميعا ونهضوا من الموت ، كانت عظامهم قد تحللت وفنيت وصارت ترابا من تراب الأرض ، ودخلت أجسامهم ملايين التحولات والتبدلات ، فمن لحم ودم وعظام إلى سيقان إلى أبريق خزفى إلى فحم فى باطن الأرض إلى ماسة مشتعلة إلى تراب ..
كان كل شئ ينتهى إلى تراب ، رغم هذا كله ،لم يكد الأمر الإلهى يصدر إلى الموتى بالقيام من الموت حتى قاموا ..
عادوا من العدم إلى الوجود كما قبلوا قبل ذلك من العدم ونهض مسرور ومقرور .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:36

خيارات المساهمة


قيامة الموتى
تشققت الأرض عن قبور موتاها وبدأوا ينهضون ، زوجت الأرواح للأجساد زواجا مؤبدا هذه المرة ، وأعيد وصل تيار الوعى الذى انقطع .. كانوا عرايا .. مغبرين بالتراب .. حفاة ..



نهض مسرور داخل قبره فوجد " مقرور " يقف جواره ..
سأل مسرور بصلف : من أنت .. وماذا تفعل هنا ؟
قال مقرور محدثا نفسه : يا إلهى .. ألم نكن موتى .. ؟
دفعت كلمة مقرور فى نفس مسرور بخوف مفاجئ ، ارتعش دم مسرور فى عروقه وعاد يسأل : ليس وجهك غريبا على ، ألست الرجل الذى حاكمناه بتهمة الخيانة .. ؟
قال مقرور : نعم أيها السيد الأعظم .. ألست السيد الأعظم .. لقد حوكمت بتهمة الخيانة كما تقول .. كنت أومن بيوم القيامة .. وها نحن نقوم من الموت ..
قال مسرور مكابرا : كنا نحلم أيها الأحمق .. كان هذا حلما مخيفا .. أين قائد الحرس ؟ .. أين كبير البصاصين ؟



فى قاع روحه .. تأرجح احتمال واحد بأن يكون مقرور صادقا ، لعله مات حقا ولم يكن ما رآه حلما مخيفا كما يظن ، إن مشهد الزائر الغامض الذى سقاه كأس الموت لم يكن حلما ، كما أن مشهد العذاب فى قبره كان أقسى من أن يكون حلما .. يبدو أنه مات وقام من الموت .. أخافته هذه الفكرة أكثر مما أى شئ آخر ..



وتأمل مسرور ملامح مقرور وأحس بالندم فجأة .. هذا الرجل مسكين لا يبدو عليه التآمر فكيف حاكمه بهذه التهمة وأمر بإعدامه .. لقد تسرع فى الحكم عليه ، لقد تسرع قليلا .. لكن كيف كان له أن يصدقه وكل التقارير التى تأتيه من وزرائه وقادة جنده كانت تؤكد له العكس تماما ..


لاحظ مسرور أنه يسير .. كان هناك آلاف الموتى الذين بعثوا من نفس القبر وازدحموا فى اتجاه الفتحة التى توصل إلى الأرض ..



تسأل مسرور بينه وبين نفسه : إلى أين أسير مسرعا هكذا .. ؟ من الذى أمرنى أن أقوم . ؟ أين ملابسى وقصرى ؟.. أين خدمى وجنودى ؟ .. من الذى أمرنى أن انهض ومن الذى يحرك أقدامى .. أين سلطانى .. ؟


خرجا من الشق وسارا على الأرض .. كانت الشمس تختلف عن الشمس القديمة .. كانت تقرب من الأرض وتحتضر فى نفس الوقت .. دهم مسرور خوف غامض ، ولاحظ أن هناك اثنين لا يعرفهما يسيران أمامه وخلفه ، كان الذى يسير أمامه يقود الطريق دون أن يتكلم أو يقول شيئا وبدا له أنه يسوقه سوقا ، أما الذى كان يسير خلفه فكان يبدو أنه ملتصق به مثل التصاق الشاهد بالجانى ..

أدرك مسرور أنه ليس حرا فى السير كما يحب .. أدرك أنه مقبوض عليه .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:36

خيارات المساهمة


انفجار البحر
توقف مسرور فسأله السائق : لماذا توقفت ؟
رد مسرور حانقا : أين تذهبان بى ؟
لم يجبه السائق ،ودفعه الشهيد فى ظهره وقال : ألا ترى أننا جميعا مأمورون ؟ تحرك فإنك تعطل الطريق ..
وعاد مسرور يسير ..



كان مقرور يسير إلى جواره ، كانت حركة مقرور أبطأ قليلا من حركة مسرور ولم يكن مقرور يزيد على قوله : يا إلهى .. يا إلهى ..
كان يطمئن نفسه بالتشبث بذكرى خالقه .. كان مقرور هو الآخر قد أدرك أنه موضع حراسة جيدة من كائن يسوقه وكائن يمشى خلفه كظله ، والتفت مقرور لأحدهما وسأله هامسا : ماذا يحدث ؟
قال له الكائن بود شديد : هذه بداية القيامة ..
قال مقرور : إذا كان هذا الهول هو بدايتها فكيف تكون النهاية ؟
قال له الكائن : أسرع قليلا فى سيرك .. وعادوا يسيرون ..


كانت الأرض تمتلئ بالخارجين من القبور ، فوجا بعد فوج ، وأمة بعد أمة ، وشعبا بعد شعب ، واختلط خروج الموتى بنهاية العالم الذى عرفوه ..
أشار أحد المبعوثين من موتهم وصرخ : انظروا البحر ..
اتجهت الأنظار إلى البحر .. كان البحر يحتضر بطريقته الخاصة ، إن هواءه العليل وموجه البارد يتحولان الآن إلى دخان وانفجارات كانت تمزق صدر الهواء بصوت راعد مزلزل ..


وبدأ البحر ينفجر ، إن كل ذرة من ذرات مياهه وكل نواة من نويات ذراته كانت تنفجر .. وهاهو الهواء البحرى العليل يتحول إلى صهد نارى أزرق ، وها هو الموج المائى يتحول إلى نار ..
ووقف مسرور ومقرور وسط الحشد يتأملون ما يحدث .. كان هؤلاء يعرفون أن الماء يطفئ النار .. عرفوا هذه البديهية من حياتهم السابقة وصارت من المسلمات .. وها الأمر البديهى يسفر عن وجهه الآن ، إن الماء لا يطفئ النار الآن ، إنما يتحول إلى النار ..
واندفع الحشد البشرى مبتعدا عن البحر ..



وتزايد عدد الخارجين من القبور .. كثر الخلق واحتشدوا وبدا أن الأرض تتشقق عن أجيال لا نهائية من البشر .. رجال ونساء وأطفال وشيوخ ، وجوه مختلفة وألوان مختلفة وألسنة مختلفة وتعبيرات من الروع مختلفة .. حشد هائل راح يتسع ويمتد ويستطيل ويكبر ..
كانت هناك سلسلة من الجبال عند نهاية المشهد .. وكانت الجبال تعترض امتداد البشر وتزايدهم .. وصار مقرور ومسرور الآن نقطتين وسط هذا الحشد البشرى الهائل .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:37

خيارات المساهمة


نسف الجبال
اقترب الحشد البشرى من الجبال ..
كان مسرور مذهولا تماما من مشهد انفجار البحر وتحول أمواجه إلى نار ودخان ، أما مقرور فقد تأكد الآن أنه كان ميتا ثم بعث من الموت لقد صدق مقرور إذن .
كيف استطاع رجل واحد أن يعرف حقيقة خفيت على نظام بأكمله ! واقترب مسرور من مقرور وقد بات يحس الآن بلون من الطمأنينة جواره ..
سأل مسرور : ما معنى ما يحدث ؟
قال مقرور : إنها القيامة .
قال مسرور معتذرا : لقد كنت على حق أرجو ألا تكون غاضبا بسبب إعدامك .
لم يرد مقرور بشئ ، كان شعوره بالعجب أكبر من شعوره بالهول ، أما مسرور فلقد اعتبر صمت مقرور عداء مضمرا فتحرك بعيدا عنه , فى قاع روحه , كان مسرور يوقن أن خطرا داهما يحدق به , ولقد حاول الإفلات أكثر من مرة من حارسيه وكان يميل فجأة جهة اليمين أو اليسار ثم يندس فى الحشد البشرى ويسرع السير ثم يجرى ثم يعود السير فيكتشف أن أحد حارسيه أمامه والثانى خلفه .


كانا يلتصقان به بشكل خفى ,وأدركه اليأس وفكر أنه يجب أن يستعين بأحد , لو كان قائد جيشه وكبير البصاصين أو رئيس العسس معه الآن لتغير الموقف على الأقل كان يحس ببعض الأمن والأمان وراح يتلفت بوجهه بحثا عنهما, لكنه أدرك عقم المحاولة , لقد كان يبحث كمن فى البحر عن إبرة سقطت من سفينة .


وتكامل إحساس مسرور بأنه سجين يقاد وسط حشد هائل يقادون مثله إلى أين .. لا أحد يدرى


اقترب الحشد البشرى من الجبال فوقع أمر مدهش .
أقتلعت يد القدرة الخفية الجبال من مكانها ورفعتها أمام هذا الحشد الهائل وأخلت بذلك الطريق أمامه ليتسع .



وارتفعت رؤوس البشر تنظر إلى الجبال , راحت الجبال تمر مر السحاب , ثم بدأت تنفجر انفجارات متتالية , كل نواة صخرية كانت تنفجر كنواة وتؤدى إلى سلسلة انفجارات نووية لغيرها , وتحولت الجبال إلى شئ يشبه الصوف المنفوش الذى تحول إلى دخان لم يلبث أن تبدد .. صارت الأرض قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا استوت الأرض حين نسفت الجبال فلم يعد فيها انخفاض ولا بروز ولا ميل ولا تعرج , ثمة امتداد واحد مستو مخيف .


وانساحت كتلة البشر فى المكان الذى خلا بموت الجبال .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:39

خيارات المساهمة


حشر الوحوش
مادت الأرض حين اقتلعت أوتادها الجبلية , مثلما تميد خيمة فى الصحراء قد نزعت أوتادها , وتركت وحيدة منفردة أمام رياح الصحراء الشتائية العاتية ..


وتضارب البشر وتخبطوا ومالوا مع ميل الأرض .. كان واضحا أن الجبال قد نسفت بشكل أباد مادتها من الوجود .. وكان واضحا أن ما يحدث هو بداية لشئ هائل لم يحدث بعد .. وبدأ الحشد البشرى يرتعش بنغم واحد هو الهول ..


قال مقرور لنفسه : رحمتك يا رب .. لطفك يا رب ..
أما مسرور فكان يحس بهول الموت يأتيه من كل جانب , ولا موت هناك ولا راحة ..



من شقوق الأرض كان البشر يخرجون , ومن أرجاء الكون كان الجن يحشرون ومن فجاج الأرض كانت الوحوش تخرج .


كان مشهد الجن وهو يتقدم عن يمين البشر مخيفا , لقد ظهر هولهم بظهور صورهم الحقيقية , ولكن هولهم لم يؤثر فى البشر , فقد كان هول ما يجرى هو العنصر الحاكم للموقف , وبدأ الجن فى ذهول مما يجرى حولهم فى الكون الذى طالما تسابقوا بين كواكبه ولعبوا فى خلائه ..


وأقبلت كتلة الوحوش عن يسار البشر .. كان عدد الوحوش يزيد كل لحظة وهم يخرجون من الأرض ويسيرون وقد نكسوا رؤوسهم من الهول ..
حشرت جميع الوحوش , أسود ونمور وصقور ووعول وكلاب وخراف ...
وأقبلت مجموعة من الأسود نحو مسرور ..توقف مسرور عن سيره وأدركه رعب غامض.. لقد اصطاد فى حياته مجموعة من الأسود , لعل من بين هؤلاء أحدهم وقد جاء ينتقم ..



عبرت الأسود مسرور وتجاوزت مكانه وانطلقت تجرى مندفعة , لاحظ بين هذه الأسود وعلا صغيرا كان يجرى هو الآخر ,لاحظ أن الأسود لم تلتفت إلى الوعل كما أن الوعل لم يرهب الأسود , كان واضحا أن الهول النازل بالأرض قد حبس الوحوش عن صفاتها الوحشية .. أو أنساها صفاتها الغريزية .


وها هو الأسد يجرى جوار الوعل فلا يشتهى افتراسه ولا يفكر فيه ولا يراه من فرط ما يحسه من هول ..
وتصاعد الهول بحشر الجن والوحوش ..



كان مسرور ومقرور الآن قد التصق بعضهما ببعض وبدأ مسرور يحس بلون من الخوف لم يعرفه قبل ذلك ..
التفت إلى مقرور وسأله : كم لبثنا موتى ..
قال مقرور : الله أعلم .. إن إحساسى أننا لبثنا أياما .. وربما ساعات .
لبثنا أحياء أياما .. ولبثنا موتى ساعات .. لست أدرى.

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:43

خيارات المساهمة


اللحظات الأخيرة
كان ما يجرى أكبر من احتمال الجن والبشر والوحوش .. وكانت الأرض لم تزل تخرج كل من دب عليها منذ هبوط آدم إليها ..


أدرك الحشد يوم الحشر أنهم يشهدون نهاية عالمهم الذى عاشوا فيه حين كانوا أحياء , وعرفوه حين كانوا يدبون فوقه .
إن عالما بأكمله يتهاوى محطما أمام أعينهم ..
البحار تنفجر .. والجبال تنسف .. والقمر يتحطم والنجوم تهوى باردة والشمس تقرب من الأرض وقد هوت فى الفراغ بعد أن تحررت من القوانين التى كانت تمسك بها ..


وأدرك الحشد المحشور الذى نهض من الموت أنه يشاهد اللحظات الأخيرة فى الكون الذى عرفوه ..



وقعقع صوت حطام الكون كله وهو يهوى ساجدا لله الواحد الأحد ..
فهم الحشد أن الكون يسجد لخالقه ..



فهموا هذا جميعا بلا استثناء .. وأضيف إلى الهول الخارجى هول نفسى وهم يقتربون من اللحظة الفاصلة .
واقتربت الشمس من الأرض ..



واقترب مسرور من مقرور مروعا وقال : ما الذى يحدث للشمس ؟
كان مقرور يتأمل الشمس وهى تندفع بجرمها فى الفضاء قادمة نحو الأرض وهى تكبر كلما اقتربت .. ومنعه الهول أن يجيب ..


واشتدت الحرارة حين اقتربت الشمس من الأرض ، وبدأ الخلائق جميعا يعرقون ، كان العرق ينحدر من أحسادهم جميعا إلى الأرض ، واختلط العرق بالتراب بصهد الانفجارات الكونية حتى أحس مسرور أنه يسير فى ماء مغلى ..


ثقلت حركة أقدامه فنظر تحته فإذا الماء يرتفع من الأرض حتى ركبتيه .. ونظر إلى مقرور فوجده يعرق لكن عرقه لم يكن بهذه الوفرة فملأته الدهشة ..


واقتربت الشمس من الأرض أكثر .. وثقلت حركة مسرور أكثر ، ونظر تحت قدميه فإذا الماء يبلغ صدره ونظر إلى مقرور فإذا الماء عند كعبيه ، وبدأ مسرور يحش أنه سيغرق ، بدأ يحس أنه يموت ، وملأه هذا الإحساس بسراب واهن من الأمل ، أن الموت راحة كبرى إذا قيس بما يحسه الآن ، ولكنه كان يدرك أن الموت قد صار هو الآخر أمنية مستحيلة ..
وارتفع الماء إلى رقبته ورغم ذلك ظل يسير .. كانت فكرة أنه يمكن أن يغرق فى عرقه تبدو له أقسى من قدرته على فهمها ..
واقتربت الشمس أكثر وأكثر ..
وقدح الهول زمام الخلق فاندفعوا يفرون ..

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:44

خيارات المساهمة


فرار
اقتربت الشمس أكثر وأكثر ، ومادت الأرض أكثر وأكثر ...وبدأ الخلق يفرون .. بعضهم يفر من بعض من هول ما يحدث .. فقد مسرور أثر مقرور واندفع يجرى فى اتجاه اليسار .. اختلط الآن الأنس والجن والوحوش بالطير ..


إن أصوات الانفجار وانقلاب الأوضاع وانهيار عناصر الكون واهتزاز الأرض واضطرابه كان يدفع الجميع إلى الفرار ..



جرى مسرور مذعورا يريد النجاة بنفسه ..
انتهى الأمر ومات داخله الأمل فى النجاة ، أدرك هذا وهو يجرى قاصدا لا شئ ، كان يجرى يائسا مدركا أن الجرى والوقوف سواء ..
فجأة شاهد قائد جنده وكبير البصاصين جواره .. اندلع داخله فرح مؤقت وصرخ يناديهما ..



التفت إليه قائد الجند فكان وجهه منقلبا من الفزع ، ولم يبد عليه أنه تعرف عليه .. صرخ ينادى كبير البصاصين أن ينقذه ولكن كبير البصاصين صرخ فيه وهو يعدو مبتعدا ..


-نفس .. نفسى ..


عاد يصرخ عليه ولكنه اختفى وهو يلعن " مسرور " ويسبه ..
وانطفأ الفرح داخل مسرور وملأه الفزع .. أدرك أن سلطانه قد هلك ، كما أدرك أنه مثل فأر يتخبط داخل مصيدة هائلة من الانفجارات الكونية .



وأنشأ مسرور يجرى .. على غير هدى .. مرة فى اتجاه اليمين ومرة فى اتجاه الشمال ولكنه دائما كان يجرى إلى الأمام .. مر جواره مقرور ففر منه ، مر جوار أمه وأبيه فلم يتوقف عندهما ، مر جوار رئيس العسس ووزيره الأول فلم يرهما إلا صورتين تهتزان من الرعب .. كان من أبيه ، وأمه وأخيه ، وصاحبته وبنيه ..
وأدرك مسرور أن أحد لن ينقذه .. كما أدرك أنه لن ينقذ أحد ، انغرس الإحساس الأول فى قلبه نصل بارد مسموم ، ولم يعبأ بالإحساس الثانى كثيرا .. كما أنه لم يعد يجرى الآن بهدف ..
لم يعد يفر الآن بهدف .. إنما و يفر من فراره ذاته وقد حولته مرعبات القيامة إلى شئ يختلج بالخوف ويدور حول نفسه يائسا ، كان مقرور هو الآخر يفر من هول ما يقع .. وإن كان يدعو فى قرارة قلبه أن يكشف اللطيف هذا الهول بلطفه



لم يعد الجن جنا هم الآخرون ، إن كل قدراتهم الخارقة تنكسر أمام هول القيامة فإذا هم يفرون مع من يفر دون أن يعرفوا إلى أين ..
أما الوحوش فكانت تلتصق بالناس والجن علها تجد عندهم الأمن ولكنها كانت تفزع أكثر كلما شهدت فزع الناس وفرارهم ..
ومادت الأرض أكثر وأكثر .. وكبر الفزع وصار الفرار اليائس المذعور هو نبض الكائنات جميعا .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:45

خيارات المساهمة


ظهور الملائكة
ظلت الأرض تخرج موتاها وتسلمهم إلى ظهرها حتى لم يعد فى جوفها أحد ، واكتمل بعث أهل الأرض من الأنس والجن والشياطين والوحوش والسباع والأنعام والهوام .


حين تكامل المشهد واستوى الجميع فى موقف الحشر .. بدأ الكون يدخل مرحلة احتضاره الأخيرة ..


بدأت الأرض تدك دكا دكا ، وتناثرت نجوم المجرات من فوقها ،
وطمست الشمس وبدأت تبرد ، تحول لونها من الأصفر الوهاج إلى اللون الأحمر ، ثم دلف اللون الأحمر إلى اللون الأزرق ، ثم ذابت الزرقة فى لون رصاصى سرعان ما تحول إلى السواد ..



وراحت الشمس تصدر أصواتا ممزقة وهى تنفجر محتضرة فى السماء يوم الحشر ، وبرق بصر الخلق ثم ساد الكون كله ظلام دامس .. انطفأت نجوم المجرات وهلكت الشمس وطمس القمر وساد الظلام .
....................
وتوقف أهل الحشر فى أماكنهم من الهول ..
لم بعد هناك من يجرى ..


إن " مسرور " يرتعش الآن من البرد بعد أن كان يتفصد عرقا من الحر ، إن جليدا أسود موحشا يزحف عليه من جميع الجهات ، نظر فى اتجاه مقرور فلم يره ولم يستطع أن يميز أحدا ، وهبطت السماء الدنيا إلى الأرض وبدأت تتشقق هى الأخر ، ثم صدر الأمر الإلهى إلى قوانينها الحاكمة أن تنحل فانحلت ، وانفطرت السماء وهى تهوى ممزقة محتضرة .. وقد كشطتها يد القدرة القادرة ..



كان مشهد موت السماوات والمجرات مهول .
ذابت السماء حتى صارت كالمهل ، تحولت إلى لون الفضة التى تخالطها صفرة الفزع ، ثم تغير لونها حتى صارت وردة كالدهان ، مثل لون الفرس الأحمر الذى يعدو هناك ، ثم انسكبت حمرتها فى الفضاء وانشقت السماء عن أبواب مفتوحة .. من وراء أبواب السماء التى انفتحت .


ظهر الملائكة وهم يقدسون الله ويسبحونه .. وقد ملك الخوف نفوسهم رهبه من الموقف .



تأمل مسرور ما يجرى وقلبه يدق بعنف مثل طبل أجوف قادم من بعيد وهو يحمل أخطار عذاب بئيس .
لم يعرف مسرور كم من الوقت مضى عليهم فى هذا الهول ..



لم يعرف كم من الوقت مر منذ أن قام من الموت حتى تشققت السماء ..
وكان أكثر ما يدهشه أنه لم يزل حيا رغم كل ما شاهده ، ولمع فى أعماقه شعورا بأنه لن يموت بعد الآن ، وأفزعه هذا الشعور أكثر مما أفزعه هول القيامة أما مقرور فكان يسبح باسم اللطيف وهو يرتعد .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:50

خيارات المساهمة


نَسىَ فنُسىَ
كم من الوقت مر على يوم القيامة ؟
هل مرت عشرة آلاف سنة .. هل مرت خمسون آلف سنة ، هل مر يوم حقا ، أسئلة ترددت فى صدر مسرور رغم إدراكه أنها كلها أسئلة بلا معنى ..
إن تعاقب الليل والنهار وظهور الشمس والقمر كانا بمثابة ساعة كونية تدل على الوقت ويعرف منها البشر حساب الأيام والسنين ، وها هى الشمس تموت وها هى الساعة تهوى محطمة .


انتهى الأمر وخرج الوقت على حدود الوقت ، وتوقف الإدراك عن لإدراك حين وقع هذا انحدر الملائكة من أبواب السماء المفتوحة بعظيم أجسادهم ووهج أجنحتهم وهم يرتعشون فى أنوارهم خوفا من الجبار الأعلى ، وبدا واضحا من خشية الملائكة ورهبتهم أن الله تبارك وتعالى قد غضب ..


ووسط الظلام الكونى السائد ، لم يكن يضئ المشهد غير أنوار الملائكة وهم ينزلون من السماوات صفوفا صفوفا ..



كانوا جميعا يرتعشون رهبة وخشوعا ...
وأدرك أهل الحشر جميعا هذه الحقيقة ... أدركوا أن الله تبارك وتعالى قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ،ولا يغضب بعده مثله .


وأفسح الهول الكونى مكانه لهول نفسى بدت جواره الملائكة بأجنحتهم ونكسوا رءوسهم ووقفوا صفوفا حول أهل المحشر ، وتأمل الناس الملائكة وأحسوا بالضآلة والخشوع والرهبة ، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ، وراح الضجيج الصادر من بلاين الأنس والجن والوحوش ينحسر حتى ذاب فى صوت تنفس الخلائق الثقيل ..


وكشطت السماء أكثر وأكثر حتى تلاشت تماما كما تلاشت الأرض القديمة ، اختفت مادة السماء وذابت مادة الأرض ووقف المبعوثون من موتهم على أرض المحشر .. ثمة أرض بلون الفضة الشاحبة لم يرتكب أحد فوقها خطيئة .


}وأشرقت الأرض بنور ربها {
بعد أن قضت فى الظلام وقتا خرج على حدود الوقت ، أضئ المشهد بنور جديد ليس هو ضوء الشمس ولا نور القمر ، ثمة نور لا عهد للخلق به .
نور إلهى ............
لم يكد المشهد يضئ بهذا النور المقدس حتى فقد مسرور بصره .
أعمى نور الله تعالى بصره كما أعمى أبصار الكافرين , وأراد مسرور أن يصرخ من الفزع ولكن شيئا داخله دفن صرخته فى صدره فترددت مثل عواء مذبوح فى أعماق روحه .............
أيقن بالهلاك ... وتمتم لنفسه مبتئسا – رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا .
قال : كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:51

خيارات المساهمة


وأشرقت الأرض
}وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون{ .
.................................
استقبل مقرور نور الله تعالى مثلما يستقبل الغريق نسائم النجاة والخلاص ، وأحس أن قلبه يهدأ فى هذا النور الهادى الجديد ، واتسعت المسافات بين أهل الحشر فجأة ، ووقف كل مخلوق أمام ملائكة الحساب ، وحمل الملائكة المقربون كتابا عظيما وضع أمام الجميع ، وزاد خشوع الأصوات للرحمن ، وظهر جبريل فسد الآفاق بهيبته وأنواره وأجنحته ,,


ونادى جبريل وسط الصمت الحاكم : لمن الملك اليوم ؟


وبلغت القلوب حناجر الخلق ، ورد أهل الحشر بانكسار النفوس ورهبة القلوب : لله الواحد القهار ..


قال جبريل بصوت سمعه الموقوفون جميعا : لقد كانت أنسابكم فى الدنيا تقدمكم وتؤخركم ، وكان الثراء يقدم ويؤخر ، وكان الملوك والأمراء يقدمون ويؤخرون ، اليوم يضع الله تبارك وتعالى أنسابكم ويرفع نسبه .. لا أنساب اليوم سوى التقوى وسلامة القلوب .. هذا معيار الفضل الوحيد اليوم .


أحس مقرور أن فزعه يسكن ، راح يتأمل عظمة جبريل وبهاءه ويسأل نفسه : إذا كان جبريل بكل عظمته وجلاله عبدا لله ..
فكيف تكون عظمة الرب المعبود ..



نصبت الموازين للخلق وجئ بالنبيين والشهداء فتصدروا قومهم وبدأ الحساب ..
أدرك مقرور أنه يواجه محاكمة ، كان قلقا لا يعرف هل قبل الله توبته أم ردها فى وجهه ، وكان يتمتم باسم اللطيف فى قلبه ليسكن روعه ، وأحس مقرور أن الأمل الوحيد الباقى لديه أن يلطف به اللطيف الرحيم .
أما مسرور فكان قلبه هواء ..



إن الرعب الذى يصفر فى صدره يجعل عويل الرياح الشتائية وسط الغابات شديد الإيناس إذا قيس إلى عويل الخوف فى نفسه .



أدرك مسرور أنه يقف موقف محاكمة بين يدى الله ، وأنه سيحاسب بعد قليل عن كل جرائمه , لقد عاش ومات وبعث وهاهو يقف للحساب ..



لم تكن هذه الحقيقة تعرض له فى حياته , لم يتوقف عندها , كان مشغولا بالسلطة والحكم والذهب والهوى , لك يكن يصدق أن ما يحدث له الآن يمكن أن يحدث ..
وبدأ الملائكة يسلمون أهل الحشر من الأنس والجن كتب أعمالهم , ومد مسرور يده وراء ظهره فوضع فيها ملائكة الحساب كتابا غريبا ..


كتابا يعرض بالصوت والصورة كل دقائق حياة المرء , من يوم ولادته إلى ساعة موته .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:52

خيارات المساهمة


اقرأ كتابك
قالت الملائكة لمسرور وهم يعطونه كتابه : اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا .
وقالوا لمقرور نفس الكلمات , وقيلت الكلمات لكل أهل الحشر ..
وأحس مسرور بالاطمئنان وأحس مقرور بالخوف .
نبع اطمئنان مسرور من الفكرة التالية ، ما دام هو الذى سيحاسب نفسه فسوف يجد لها مخرجا , لن يحكم عليها بشئ..سيبرئها وسيشحذ ذهنه للدفاع عنها وتبرئتها ..
أما مقرور فقد أدرك جسامة المسئولية التى ألقت على كاهله ، وخيل إليه أن وراء العبارة تهديدا غامضا مستترا ، مثل قول القاضى للمتهم بماذا تحكم على نفسك ..
إن المتهم يعلم أن القاضى هو الذى سيحكم فى النهاية ..
انشغل مقرور بكتابه وخشى أن يفتحه ثم جازف وفتحه ..
راح يبحث عن سيئاته فلم ير إلا حسنة واحدة كبيرة كانت تتكرر فى صفحات الكتب كله ، وأدرك مقرور أن خطأ ما حدث ، وأنه أعطى كتابا غير كتابه ، مال على اللائكة الذين أعطوه كتابه وقال لرئيسهم هامسا :
-لقد أعطيتنى كتاب إنسان آخر .. ليس هذا كتابى ..
-قال له الملك بود : عد إلى مكانك .. هذا كتابك .. نحن لا نخطئ .
-قال مقرور وصوته ينخفض أكثر ليس فى الكتاب سيئات عملتها ؟
-أين ذهبت السيئات ؟؟
قال الملك : قل هذا لربك الغفور حين تقف للعرض بين يديه .
سأل مقرور مبهورا وقد داخله فرح هائل :هل أقف بين يدى الله ؟
قال الملك : نعم
قال مقرور وهو يلتفت حوله للحشد الهائل :
(* هاؤم اقرءوا كتابيه .. إنى ظننت أنى ملاق حسابيه *)
.............................
تلقى مسرور كتابه خلف ظهره , قال لملائكة الحساب :
- لقد صرت أعمى ، ولم أعد أستطيع أن أقرأ .
قال له الملك : ستحاسب أكثر من مرة .. سيرد لك بصرك لتقرأ ، وستحكم على نفسك ، وسيحاسبك الله بنفسه ..
ارتعش مسرور وبدأ يتصفح كتابه ..
رأى نفسه وهو يهيئ طريقه للسلطة ، شاهد الجرائم التى ارتكبها جريمة بعد جريمة ، شاهد نفسه يقتل , ويدس السم , ويظلم , ويزنى , ويكذب , ويكتنز الذهب والفضة , رأى نفسه طاغية جبارا ..
وراح يقلب الكتاب كالمجنون بحثا عن حسنة يرتكز إليها أو عمل طيب يتشبث به فلم يجد ..
وبدأ يكره نفسه بعد أن شاهد صورتها الحقيقية أمام عينيه , بعد أن عميت عيناه واشتعلت بصيرته .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:53

خيارات المساهمة


محاكمة مسرور
بدأت محاكمة مسرور...
قيل له : أنت متهم بتأليه نفسك وإفساد شعبك , لقد زورت إرادتهم ومحوتها , ولم تكن تسمح لمن يعارضك أن يعارضك , وهذا كبرياء وعظمة , والكبرياء رداء الله تعالى والعظمة إزاره , من نازعه واحدا منها ألقاه فى جهنم ..
ماذا تقول دفاعا عن نفسك..
قال مسرور : لست مسئولا وحدى , لقد خدعنى وزرائى وكبير البصاصين ورئيس العسس .. أريد استدعاءهم للشهادة .
أمر الملائكة بإحضارهم فمثلوا أمامه .. ووجه مسرور اتهامه للوزير الأول وفوجئ أن وزيره يرد عليه بوقاحة : نحن لم نخدعك ..
إنما خدعتنا أنت بسلطانك فاتبعناك , وكنا صدى لصوتك , وأداة وضيعة لمشيئتك , لقد خربت بيتنا اليوم وضيعتنا كما ضيعت نفسك .
استدار مسرور حانقا والتفت إلى كبير البصاصين وسأله :
-ألم تخدعنى أنت بأكاذيبك عن مؤامرات موهومة تستدعى قتل العشرات .. قال كبير البصاصين : كانت هذه الأكاذيب هى أفكارك أنت , وكنت تحب أن تسمعها من أفواهنا نحن , وكان هذا معيار الولاء عندك .
استدار مسرور وقد بلغ به الجزع منتهاه , وأنشأ يلطم وجهه وهو يقول :
-لماذا لم يقاومنى أحد ؟ لماذا لم يثر عليا أحد ؟ لقد كانت استكانة الناس هى الدليل عندى على رضائهم , لقد ضيعنى هؤلاء الكلاب الذين أسلمتهم الأمور , كما ضيعنى الناس حين صبروا على ظلمنا . لماذا صبروا على ظلمنا لهم , لو لم يصبروا عليه لكان حالنا وحالهم أفضل
ظل مسرور يردد كلماته وهو يحس بحقد طاغ تجاه وزيره ومسئولى دولته وشعبه وحتى تجاه نفسه .. وانخرط مسرور فى حوار محموم مع شهوده , وانتهى الحوار بأن أمسك كل واحد منهم رقبة الآخر وحاول أن يخنقه ..
وصدر الأمر إليهم من الملائكة أن يلزموا حدود الأدب فانطفأ جدلهم ووقفوا ساكنين وميزان مسرور يميل نحو إدانته .
عادت الملائكة تقول لمسرور : لقد خلق الله تعالى الناس أحرارا ولكنك سجنتهم فى الأكاذيب والأباطيل والأوهام والقهر ..
لقد أعليت قيمة النفاق خلال حكمك على قيمة الصدق والشجاعة , فسممت جو الحياة وخنقت ضمائر الناس .. ماذا تقول دفاعا عن نفسك .. ؟
استمر التحقيق مع مسرور زمنا بدا له من فرط طوله أطول من أهوال القيامة , سألوه عن عبادته لنفسه فأنكر , عن كنزه الذهب والفضة فأنكر , عن تسميمه لجو الحياة فأنكر , عن جرائم القتل التى ارتكبها نظامه فأنكر , واستمرت المحاكمة حتى وصل ملائكة الحساب إلى جنايته مع مقرور .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:53

خيارات المساهمة


أخيرا
أوقف الملائكة "مقرور " أمام مسرور وسألوا الجانى وهم يشيرون إلى الضحية :
-هذا رجل كان ذنبه عندك أنه يؤمن بالله واليوم الآخر , لماذا قتلته ؟ ولأى سبب أمرت بإحراقه ؟ لقد عذبت رجلا بالنار ولا يعذب بالنار سوى رب الجنة والنار ..
قال مسرور : هذا هو العمل الوحيد الذى أعترف أننى تسرعت فيه , لقد تسرعت بإعدامه , هذه هى الحقيقة ..
يبدو عليه أنه رجل طيب فعلا ..
لكننى لست مسئولا تماما عن هذا التسرع , وبالتالى فلست مسئولا عن قتله , لقد قتله النظام الحاكم الذى كنت أحكم به وكان فى الحقيقة يحكمنى .. لقد قتله النظام وقتلنى معه ..
كان مسرور يجادل عن نفسه , وكان مقرور يحس بالشفقة نحوه , انكشف كل شئ الآن ولم يعد فى حاجة لأن يكره أحدا أو يحس بالضغينة نحو أحد . نزع الله تعالى ما فى صدره من غل إنسانى حين أدرك أنه موضع رضا الرحمن ..
أما مسرور فكانت كراهيته وغله يزيدان كل لحظة , وكلما حاصره الملائكة بالأسئلة زادت كراهيته لنفسه , وكلما تبرأ منه أتباعه ووزراؤه وجنده , اتسعت كراهيته , ثم انقدح فى ذهنه خاطر أحس أنه آخر فرصة لإنقاذه .
قال لملائكة الحساب : إن الشيطان هو الذى دفعنى لكل ما فعلت .. أنا لم أفعل شيئا فى الحقيقة ..
وجاء الشيطان كشاهد .. قال له مسرور : ألست أنت السبب فى كل ما حدث ؟
قال الشيطان ساخرا : هل رأيتنى أركبك مثل دواب الركوب وأسوقك نحو الخطيئة , كل ما فعلته أننى دعوتك إلى الشر فلبيت الدعوة , ما كان لى عليك من سلطان أكثر من ذلك ..
إنى برئ منك .. إنى أخاف الله رب العالمين .. لا تلمنى ووجه اللوم لنفسك .
كان مسرور مصرا على الإنكار منهمكا فى الجدال عن نفسه , فلما رأى ملائكة الحساب إصراره أحالوا قضيته برمتها إلى الله ..
لم يكد مسرور يسمع كلمه الله تعالى حتى انهار , تزلزل واقعا وهو يبكى ويصرخ إنه لا يريد أن يعرض على الله , توسل إليهم أن يفعلوا ما يشاءون , فليمزقوه قطعا صغيرة , وليلقوا إلى الأسود الجائعة التى تقف هناك , ليفعلوا به أى شئ إلا أن يعرضوه على الله ..
كان لفظ الجلالة يلقى فى قلب مسرور رعبا مطلقا غير محدود , رعبا بلا شكل ولا طول ولا نهاية ولا بداية , رعبا لا نهائيا .
وحمله الملائكة حتى انتهوا به إلى عرش الرحمن . فأوقفوه فى حجاب الخوف , حاكم الله تعالى " مسرور " دون أن يكلمه أو ينظر إليه ..
قال له : ألم أخلقك ؟ ألم أحسن إليك؟ألم أحسن إليك ؟ ألم أعهد إليك ؟ فكيف بارزتنى بالمعاصى وتجرأت على ؟
وخرس لسان مسرور وتكلمت جوارحه .. فوجئ أن عقله يتكلم , وأن قلبه يعترف , وأن جلده يشهد عليه .
وطالت وقفة مسرور أمام الله عز وجل .......

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:54

خيارات المساهمة


قل يا عبد
أوقف الملائكة " مقرور " تحت ظل العرش فى حجاب الرحمانية ,
قال الله تعالى له : قل يا عبد حتى أسمع ....

قال مقرور : سبحانك ربنا .. تباركت وتعاليت .. أنا عبدك الذليل فلا يعلم قدر ذلى إلا أنت , وأنا عبدك الفقير فلا يعلم قدر فقرى إلا أنت , وأنا عبدك الضعيف , فلا يعلم قدر ضعفى إلا أنت , لقد عدت على ذلى بعزك , فأعززتنى بمعرفتك وتوحيدك , وعدت على فقرى بغناك فأغنيتنى بذكرك , وعدت على ضعفى بقوتك , فقويتنى بهدايتك وأمسكتنى فى هدايتك بالأسلام ...
أنا الذليل بى وانا العزيز بك ..
وأنا الفقير بى وأنا الغنى بك ..
وأنا الضعيف بى وأنا القوى بك ..
ها أنا مولاى قد جئتك بذنوبى وخطاياى , ولكنى لا أجدها فى كتابى ...

قال الحق : ياعبدى أنا سترتها عليك فى الدنيا .. وأنا أغفرها لك اليوم
قد قبلنا توبتك حين تبنا عليك لتتوب ,وغفرنا كبير جرمك وكثير سيئاتك , وتقبلنا منك يسير إحسانك .. ولق بدلنا برحمتنا ذنوبك السابقة إلى حسنات حين حسنت توبتك ..

خر مقرور ساجدا وهو يبكى حياء من الله وحبا فيه . ...........
نادى الحق أنه تعالى على الشرك وأنه أغنى الأغنياء عنه , فمن أشرك به أحدا أو شيئا فليأخذ أجره ممن أشرك به أما الله تعالى فليس عنده لهؤلاء سوى الجحيم .
كان مشهد الحساب رهيبا ..

إن كتب الخلق جميعا تتحدث بالصوت والصورة عن كل ما فعلوه , مثلما تسجل كاميرا الفيديو الخفية كل شئ , حتى النوايا هى الأخرى كانت مسجلة ومكتوبة ومحفوظة , ولم يكن الكتاب يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ..وقف الأنبياء يتصدرون قومهم , ووقف الملائكة يحاسبون أتباع الأنبياء وفق رسالات أنبيائهم .
حوسب كل إنسان حسب عقله وعمله وظروفه , ولجأ الناس والجن إلى الأنبياء يطلبون الشفاعة , توجهوا إلى الملائكة يطلبون الشفاعة , وكشف عن سيقان أهل الحشر جميعا وأمرهم بالسجود .. سجد المؤمنون .. ووقف الكافرون حيارى لا يدرون ماذا يفعلون ...لم يستطيعوا السجود , وعرفت النار لمن كانت تحمى وتسعر ... ونصبت الملائكة الصراط ...
كان الصراط جسرا ينتهى بالجنة .. وكان منصوبا فوق النار .. وكان هذا الجسر يبدو للمؤمنين جسرا يمكن عبوره برحمة الله , أما بالنسبة للكافرين فكان هذا الجسر شعرة ممدودة.

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:54

خيارات المساهمة


الصراط
وقع أمر مدهش قبل أن يصدر الأمر إلى الخلائق أن يعبروا الصراط ..
نادى المنادى أن أحضروا الموت ......

حضر حيوان أسود اللون يشبه الكبش وما هو بالكبش .....
أمر الصوت الجليل أن اذبحوا الموت ....
هوى الملائكة بأجنحة مثل سيوف البرق وذبحوا الموت .....
سقط الموت على جنبه وبدأ يموت ...
اختلج وهو يموت ثم لم يلبث أن تلاشى تماما .....

قال المنادى : هذا آخر عهدكم بالموت .... لم هناك بعد الآن موت .. لقد مات الموت وأنشأناكم خلقا جديدا لا تعلمونه , ولكنه خلق لا يعرف الموت .
ليعبر الخلق الصراط الآن ...

لم يكد الأمر يصدر بعبور الصراط حتى اندفع المؤمنون نحو الجسر وتراجع الكافرون إلى الخلف ...
تراجع مسرور فيمن تراجع , كان يرتدى الآن ثيابا من قطران , لا يعرف كيف وصلت إليه هذه الثياب وكيف ارتداها , كل ما يعرفه أن الكلمات الأخيرة عن الموت كانت تدور داخل نفسه كرياح جحيمية مرعبة . ما معنى هذا ...

ما معنى موت الموت ؟ إن رجاءه الأخيرة صار ينحصر فى أمنية واحدة , أن يموت . لقد انتظر أن يموت حين بدأ يوم القيامة , وانتظر أن يموت طوال الحقبة الهائلة التى استغرقتها أحداث يوم القيامة ,ولكنه لم يمت , وتمنى أن يموت والملائكة يحاسبونه , وتمنى أن يموت حين وقف أمام الله محجوبا عنه , فلم يكلمه الله ولم ينظر إليه , ولقد أحس مسرور فى موقفه الأخير أن الموت صار أمنية مشتهاة , ما معنى ما يحدث الآن ؟ لقد كان الموت هو الأمل الأخير الباقى لديه ..
ويموت الموت مات الأمل ....

نظر إلى الصراط فشاهد ألسنة الجحيم تتصاعد من تحته , مثل هوة جائعة تفتح فمها النارى بحثا عن طعام طال انتظارها له .
كانت نيران الجحيم تكاد تميز من الغيظ الآن , وكانت ألسنتها الجحيمية ترتعش خوفا من الجبار أن يعذبها إذا لم تعذب أهلها ...
وانتقل خوف النار إلى قلب مسرور ...
حدث نفسه : إذا كانت النار ترتعش خوفا من عذاب الله إذا لم تعذبنا فكيف يكون عذاب الله لنا إن سقطنا فيها .
تأمل مسرور الصراط .. كان طويلا لا تبدو له نهاية , وكان عرضه مثل عرض الشعرة , ودفعه الملائكة فى الدفعة الأولى التى ستعبر الصراط ...
قال له أحد الملائكة : أنت فى فوج متميز جدا , معك فرعون موسى ومعك قارون وهامان .. ألست السيد الأعظم ... ألم يكن هذا اسمك فى الدنيا .. عليكم اللعنة جميعا , كيف جرؤتم عللا تحدى الله تعالى ؟

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:55

خيارات المساهمة


العبور
بدأ الفوج الخاص يتجه نحو الصراط .....
كان الفوج يضم جبابرة الأرض وسادتها الظالمين المتأهلين , وكانوا يرتدون ملابس من قطران , يسوقهم ملائكة غلاظ شداد ..
إن مسرور يسير الآن فى موكب يشبه – من باب السخرية – مواكبه فى الدنيا .

إن وزيره الأول يسير عن يمينه , وكبير الحرس عن يساره , أما كبير البصاصين فكان يمشى خلفهم , والجميع يرتدون ملابس من القطران لكى تتصل بها النار حين يقذفون فيها .

مال كبير البصاصين عليه وهمس : نما إلى علمى أن عدد ملائكة الجحيم تسعة عشر ملاكا , عرفت أيضا أن اسمهم الزبانية ...
يبدو أن هولا مهولا ينتظرنا بعد قليل .

كان الموكب عارا مجسدا يمشى على التراب , وكان كل واحد فى الفوج الجحيمى الأول يتأمل التراب وهو يحسده .

نظر مسرور إلى تراب الأرض وأحس أن حال التراب أفضل من حاله .
قال لنفسه وهو يعض على يديه : يا ليتنى كنت ترابا .

كانت الأمنية مستحيلة هى الأخرى , فهو يسير على التراب ولكنه ليس ترابا ... لم يكن هذا تفكير مسرور وحده , إنما كان هو تفكير الفوج كله , إن سادة الأرض الظالمين الكافرين كانوا جميعا يتأملون التراب الذى يسيرون فوقه ويتمنون لو انعكس الأمر وكانوا هم التراب وكان التراب هو الذى يسير فوقهم متجها نحو الصراط .

وصلوا إلى الصراط ..

علا صوت النار وسمعوا لها شهيقا وزفيرا وحشرجة غاضبة , وتقدم فرعون موسى يعبر الصراط ..
سار على الشعرة حتى وصل إلى ثلثها الأول , وارتفع الجحيم لسان نارى يجرى بسرعة تفوق سرعة الضوء , والتقم هذا اللسان فرعون وهو به إلى الجحيم .

وسقط قلب مسرور من صدره إلى أقدامه ..
صار قلبه هواء ..

صرخ يقول : رب أرجعنى أعمل صالحا فيما تركت .. آمنت بالله .. إننى أعتذر .. لقد كفرت ولكننى أكفر بكفرى.. التوبة .. إننى أتوب ..

قال له أحد الملائكة جواره : ليس هذا المكان دار ابتلاء .. أنت فى دار الجزاء .
اعبر الصراط وانظر أمامك ولا تنظر تحت قدميك إذا أردت أن تعبر ..
سار مسرور على الصراط ونظر تحت قدميه .. وارتفع لسان النار من أعماق الجحيم وهو يزأر باسمه الثلاثى الكامل .

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:56

خيارات المساهمة


فى النار
سار مقرور يعبر الصراط جوار رجل لم تكن ملامح وجهه غريبة عليه..


وكان الرجل يمسك كتابه بيمينه ويبدو على وجهه فرح لا نهائى , وكان الاثنان يعبران الصراط بسرعة طيبة ..



كانا يسيران على الجسر ويتأملان فوران الجحيم تحتهما , كان مشهد النار وهى تتلوى مثل آلاف الأفاعى السامة الرهيبة يبدو مفزعا , وصرف الرجلان نظرهما عن النار , فالتقت نظراتهما فقال مقرور : لقد رأيتك من قبل .. لكننى لا أذكر متى ؟ وأين ؟
قال الرجل أنا قاضى القضاة ..
قال مقرور لقد وقفت تؤيدنى فقتلوك .
قال قاضى القضاة : مرحبا بمن أنقذنى من النار .. لولاك لكنت هناك الآن ... لا تتصور آفاق الكرم الإلهى معى , لقد حمد الله لى كلمة حق قلتها أمام طاغية فقتلنى بها .. واعتبرنى الله تعالى من عباده .. لقد كلمنى الله تعالى بذلك .. لم أكن أصدق , تصور حياة كاملة من الزور والتزييف تنقذها كلمة حق عند سلطان جائر .



تصور قوة الكلمة ....


كان قاضى القضاة منفعلا .. واحتضن مقرور وهو يتكلم .. ثم عادا يعبران الصراط ويتوقفان لتأمل الرعب الجحيمى الذى كان يفور ويمور تحت الجسر الممتد..


كان مسرور يموت ولا يموت , ولا يعيش رغم وجود الحياة , إن الجحيم مكان لا يموت فيه المرء ولا يحيا ..


هذه الصورة الرهيبة لنظام اللاحياة واللاموت كانت أكبر من أن توصف .
كانت النيران تشتعل فى ملابسه القطرانية . وتشتعل فى جلده , وتحرق دمه وأعصابه فيصرخ , ثم تمتد إلى عظامه فيئن ويزداد صراخه , ثم تأتى النار على كل شئ فيحس أنه يموت , قبل أن يموت يفاجأ أن جلده يعود من جديد , وأن لحمه وعظامه وأعصابه تعود للحياة من جديد , ليبدأ العذاب دورته مرة أخرى , بإحساس جديد وترويع جديد ..


كان الذهب الذى كنزه فى الحياة الدنيا قد تحول هنا إلى سلاسل هائلة تحمى فى النار ثم يقيد بها وتنصهر فتكوى جنبه وظهره وصدره .
كان يموت من العطش ولا ماء هنا ولا موت ..


وتذكر مشهد الموت وهو يموت , وهرع من النار إلى الجحيم ليشرب , أخد الإناء من يد الخازن الموكل بعذابه وشربه دفعة واحدة , احترقت يده من حرارة الإناء , وشوى وجهه صهد ناره فلما تجرعه سلخ حلقه , فلما وصل إل جوفه قطع أمعاءه ..
وعاد يصرخ أنه نادم تائب , وأنه يريد فرصة أخرى .......

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:56

خيارات المساهمة


فى الجنة



سمع مسرور صوت أبواب النار وهى تغلق ...

وأدرك أنه لن يخرج منها أبدا , تقطع قلبه يأسا وانقطع الرجاء منه وعلم أن لا فرج , ولا مخرج ه منها ولا محيص له من عذابها ....



خلود ولا موت , وعذاب بلا زوال , ودوام للحري فلا روح ولا راحة , أحزان لا تنقضى , وهموم لا تنفد , وسقم لا يبرأ , وأوجاع لا تشفى , وقيود لا تحل , وأغلال لا تفك , وعطش لا يروون بعده , وكرب لا يسترحون منه , وجوع لا يشبعون منه , ولا شئ هنا سوى شجرة الزقوم , وهو طعام يأكل الحلق بدل أن يأكله الإنسان .....

ويستغيث بالشراب فيسقى من حميم يشوى جلده ويمزق أمعاءه ...



كان هذا جزاء من عذاب مسرور فى الجحيم ...



جزء آخر من عذابه أن ذهبه الذى كان يكنزه قد تحول هنا إلى حراب ساخنة تكوى بها جبهته وظهره وجنبه ...



جزء آخر من عذابه استكشافه الجحيم ورحلته فى طبقاته المختلفة ..



أخطر جزء من العذاب الكلى كان إحساسه بغضب الله عليه , لقد حجبه الله تعالى عنه فلم ينظر إليه ولم يكلمه ...



ولقد بدت حسرات هذه الحقيقة الأخيرة أعظم كثيرا من عذابات النار وأهوالها ...

وكان هذا الحجاب الأخير هو عين العذاب الأبدى ...................



وصل مقرور إلى باب الجنة مع وفد المتقين .

فتحت أبوابها وقال لهم خزانتها : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين .

لم يكد مقرور يدخل حتى أعطى كأسا من الشراب ...

كان يحس بعطش ....

لم يكد يشرب الكأس حتى أحس أنه يتغير ...

تغير داخله شئ ...

ارتوى فجأة بحياة من لون جديد ...

وأحس أنه يولد من جديد وأنه ينشأ نشأة أخرى ...

إن حواسه القديمة تبدو له الآن شاحبة ومضببة وغائمة , كان يرى فى الدنيا ولكن رؤيته اليوم تختلف .

وكان يحس فى الدنيا ويتذوق ولكن إحساسه وذوقه اليوم يقمعان ويعلوان ويتسعان ..

راح يتأمل تراب الجنة ..

كانت أرضها من الفضة الخالصة , أو هكذا خيل إليه , ثم لاحظ أن ترابها مسك أذفر وزعفران ....

تنفس مقرور بعمق ....

ما أعجب هواء الجنة ... وما أعجب نورها ..

مثل ربيع حب لا يعرف سوى الفرح كان هواؤها , أما نورها فلم يكن هو ضوء الشمس ولا نو القمر ...

لم يكن الجو حارا ولا زمهريرا ...

تساءل مقرور بينه وبين نفسه عن مصدر النور فى الجنة , وعن سر هذا الربيع الدائم المدهش .

ظهر أمامه ثلاثة ولدان مخلدون , كان جمالهم من لون لم يسبق له أن عاينه خلال حياته فى الأرض ... كانوا أجمل من اللؤلؤ ..

انحنوا أمامه وقدموا إليه أكوابا وأباريق وكأسا من معين ...

شرب مقرور وهو يقول فى نفسه :

-سبحان الله العظيم .

ثم حمد الله تعالى وراح يتأمل الجنة وهو يمضى فى الطريق إلى قصره ....

كان كل ما يراه يدهشه ...

قال لنفسه : يا إلهى .. هذا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ...

واتسعت دهشته وهو يقترب من قصره .......

.......................

...................................

..................................





كتب مسرور ومقرور أوراقهما فى النار والجنة آخر ورقة من أوراق مسرور كانت تحرق بحجاب البعد ......

أما آخر ورقة من أوراق مقرور فكانت تقول .........

" ثم إن الحق تعالى يوم القيامة يرفع الحجاب ويتجلى لعباده فيخروا سجدا فيقول لهم : ارفعوا رءوسكم فليس هذا موطن سجود , ياعبادى ما دعوتكم إلا لتنعموا بمشاهدتى , فيقول لهم : هل بقى لكم شئ بعد هذا ..... يقولون :

-يا ربنا وأى شئ بقى وقد نجيتنا من النار , وأدخلتنا دار رضوانك , وأنزلتنا بجوارك , وخلعت علينا ملابس كرمك وأريتنا وجهك الكريم .

-يقول : بلى بقى لكم شئ .

-يقولون : يا ربنا وما ذاك الذى بقى لنا . ؟

-يقول : دوام رضائى عنكم فلا أسخط عليكم أبدا ..................





********************

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655168

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

رواية اللارواية مسرور ومقرور 1384c10


الأوسمة
 :


رواية اللارواية مسرور ومقرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اللارواية مسرور ومقرور   رواية اللارواية مسرور ومقرور I_icon_minitime15/4/2010, 16:57

خيارات المساهمة


سورة النبأ

{ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (Cool وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنزلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

رواية اللارواية مسرور ومقرور

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم الكتاب و الثقافة العامة :: الأدب و الشعر و البلاغة :: القصص و الروايات-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.