الأقصر تخطط للتحول إلى مركز اقتصادى حيوى يخدم صعيد مصر بعشرات المشروعات

>> وكيل تضامن الأقصر: منظمات تنمية أطلقت مشروعًا لخدمة 80 ألف مواطن عبر دعم 49 جمعية خيرية

تسعى محافظة الأقصر عبر عدة لقاءات ومؤتمرات واجتماعات مع مختلف الجهات الخاصة منها جمعيات خيرية ومؤسسات متخصصة فى التنمية المستدامة للوصول لأعلى مستويات النجاح فى دعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأقصر.

وفى هذا الصدد، صرح محمد بدر محافظ الأقصر لـ"اليوم السابع"، أنه يجرى التخطيط المتكامل لتحويل الأقصر إلى مركز اقتصادى حيوى يخدم صعيد مصر من خلال إيجاد فرص متنوعة لريادة الأعمال للشباب فى القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية، مشددًا على أنه بحث مع عدة جهات مميزة تساعد فى رفع مستويات المشروعات الصغيرة والمتوسطة من مختلف أرجاء الجمهورية بالتعاون مع منظمات دولية وعربية.

وأوضح محمد بدر، أن المحافظة كانت تعتمد فى السابق على السياحة كمقوم أحادى فى الاقتصاد وعندما تأثر هذا العنصر زادت البطالة بين الشباب فى الأقصر، وأن الجهود تصب حالياً فى تنوع الاقتصاد من زراعة وصناعات قائمة على المجال الزراعى والغذائى، وذلك عبر دعم عمل الشباب فى التنمية الريفية والمستدامة، وتحويل القرى لمراكز إنتاج وتصدير، والتركيز أيضاً على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، كما تهتم الحكومة بقطاع التعليم الفنى بجميع أنواعه السياحى والزراعى والصناعى، مع العمل على تغيير ثقافة لأهمية هذا التعليم ودورة فى بناء المجتمع والنهوض بالاقتصاد.

من جانبه قال أحمد عبيد وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بمحافظة الأقصر، إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغيرة أمر لابد منه فى الاقتصاد المصرى، وهى العصب الأساسى فى توفير فرص العمل المختلفة ومواجهة معدلات البطالة المرتفعة بمختلف أنحاء محافظة الأقصر، ونجحت المدينة السياحية بالفعل فى تلك الخطوات الهامة نحو رفع اقتصادها بصورة مميزة جراء تلك المشروعات المميزة.

وأضاف وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بمحافظة الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن المبادرة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمختلف المجالات فى محافظات الصعيد متميزة للغاية، والأقصر تعمل بها بالفعل وتؤدى دورها بقيادة محمد بدر محافظ الأقصر وبدعم من اللواء حاتم زين العابدين سكرتير عام محافظة الأقصر، للبحث بأفكار خارج الصندوق لتوفير فرص عمل تدر الربح المميز لمختلف شباب المحافظة دون الانتظار للوظيفة وغيرها من الأمور التى تعطل المسيرة الحياتية للشباب والفتيات بالصعيد.

ويضيف وكيل تضامن الأقصر، أنه تم الاتفاق مع عدد كبير من المؤسسات الخيرية والمنظمات الدولية والشبكات المتميزة التى تقدم الدعم الكامل لشباب وأبناء الصعيد للقيام بدورهم فى البدء بالمشروعات الخاصة بهم، والتى تساعدهم فى ربح الأموال بصورة جيدة وبدعم حكومى ومن القطاع الخاص، مشدداً على أن أقوى تلك المبادرات والدعم جاءت من بوابة الشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد"، ومنظمة "العمل ضد الجوع"، واللتان قامتا بدعم كبير للغاية لحوالى 49 جمعية من ثلاثة مراكز بالمحافظة وهى مركز الأقصر، ومركز إسنا، ومركز أرمنت، للقيام وتدشين مشروعات صغيرة ومتوسطة تساعد فى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، والأحوال المعيشية بين المجتمعات المحلية الأكثر فقرًا، مشدداً على أن تلك المشروعات تساعد على تمكين تلك الجمعيات من المنهجيات والأدوات وأساليب وآليات تفعيل قيادة التنمية المحلية بمجتمعاتهم بطريقة تنموية مستدامة.

وأوضح أحمد عبيد أن المشروع يساعد فى تعزيز النسيج الاجتماعى للمجتمعات الحضرية والشبه حضرية الأكثر احتياجات بمحافظة الأقصر، من خلال تطوير مشروع التنمية المحلية استنادا على احتياجات المجتمع المدنى، حيث ستحصل الجمعيات القاعدية وهى 21 جمعية بمدينة إسنا و19 جمعية بالأقصر و9 جمعيات بأرمنت، على المنهجيات والأدوات وأساليب قيادة التنمية المحلية بمجتمعاتهم بطريقة خاضعة للمسائلة، مؤكداً أنه يخدم نحو 80 ألف شخص يعيشون فى قرى ومراكز الأقصر وإسنا وأرمنت، خاصة النساء وذوى الاحتياجات الخاصة، والمجموعات المهمشة طبقاً لطرق المعيشة، جميعهم سيستفيدون من الخدمات المجتمعية المصنفة حسب القطاعات المختلفة من خلال أهداف المشاريع الاجتماعية والاقتصادية الصغيرة، وطبقا لأولوية الاحتياجات والحلول الملموسة.

وبدوره أكد اللواء حاتم زين العابدين سكرتير عام محافظة الأقصر، أنه تم تنظيم مؤتمر خلال الفترة الماضية تم خلاله عرض أكثر من 20 ورقة إستراتيجية علمية وبحثية فى كافة المجالات التى تناولتها استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 وبتركيز خاص على قضايا الطاقة المتجددة، ورفع معايير الاستدامة فى كافة مراحل تخطيط وتنظيم وتنفيذ المنشآت السياحية والسكنية والمجتمعات العمرانية.

كما استضاف قصر ثقافة الأقصر مؤتمر لدعم الحرف التراثية والصناعات الثقافية والمشروعات الصغيرة، وذلك فى إطار عمل مؤسسة مصر المستقبل للتراث والتنمية والابتكار الخاصة بدعم المشروعات الصغيرة والحرف التراثية والصناعات الثقافية والسياحية والمتناهية الصغر والتعاون مع مشروع تنمية الحرف التراثية والصناعات بجنوب مصر، تمت خلاله مناقشة سبل التنمية والدعم للحرفيين والشباب لأصحاب المشروعات الصغيرة وقضايا تمويل المشروعات.

أما على الجانب الزراعى المميز فقد التقى محافظ الأقصر محمد بدر بممثلى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، لبحث الفرص التجارية لبدء وتنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التى سيقودها شباب الأقصر، ومنها استغلال المخلفات الزراعية والحيوانية وتحويلها إلى منتجات مربحة مثل العلف والسماد والأثاث والغاز الحيوى ومواد التعبئة، وإضافة القيمة فى سلسلة إنتاج وتسويق المحاصيل مثل البلح والطماطم والنباتات العطرية والطبية، واستخدام الطاقة الشمسية فى الزراعة والإنتاج.

ومن المشروعات المميزة أكد محافظ الأقصر، أن المحافظة دخلت فى مشروعات تدوير مخلفات القصب والموز الموسم القادم بدلاً من حرقها، حيث أنه يجرى تحويل سفير القصب إلى علف حيوانى بينما يتم تحويل قوالح القصب إلى سيلاج يستخدم فى التغذية للإنتاج الحيوانى، حيث تسلمت مديرية الزراعة 30 مفرمة مقدمة من وزارة البيئة، يتم تركيز عملهم بالإضافة للمكابس المتوافرة بالمديرية للحد من حرق مخلفات القصب بنسبة تصل إلى 60% من مخلفات القصب، وكذلك تطوير المنظومة لتشمل كافة مخلفات القصب بمدن ومراكز المحافظة.

كما التقى محمد بدر محافظ الاقصر مع اللجنة المشكلة من الصندوق الاجتماعى، وبنك التنمية الأفريقى لمناقشة سبل فتح وتوطين مشروعات صناعية وزراعية جديدة بمحافظة الأقصر، وتناول النقاش عدة مقترحات لمشروعات صغيرة كمجمع لصناعة الملابس الجاهزة او صناعات الأثاث، الأمر الذى يسهم فى تنويع مصادر الدخل للمحافظة بدلاً من الاعتماد كلياً على السياحة وإتاحة فرص عمل للشباب يأتى ذلك فى إطار تنفيذ اللجنة مشروعات التجمعات الإنتاجية بعدد من محافظات الصعيد وفقاً لطبيعة واحتياجات كل محافظة، لذلك من المقرر أن تجرى اللجنة دراسة سريعة للتعرف على احتياجات سوق العمل بالأقصر ولحصر المناطق التى من الممكن تنفيذ المشروع بها للبدء فى التنفيذ بأسرع وقت.

وشدد محافظ الأقصر، على أن مؤتمر دور المرأة فى التنمية الريفية المستدامة لاقى نجاحاً كبيراً فى المحافظة، حيث أنه تم الانطلاق فى عمل تدخلات تنموية واقتصادية فى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والصرف الصحى، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة مثل تجمعات الحرف اليدوية، مؤكدًا أن هناك 4368 مستفيدًا ومستفيدة من تلك المشروعات بالإضافة إلى توفير 1468 فرصة عمل تم توفيرها فعلياً.

المصدر : عالم القانون