عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية 110
AlexaLaw on facebook
قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية 110
قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية 110
قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية 110
قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية 110
قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية 110

شاطر | 
 

 قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655186

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية 1384c10


الأوسمة
 :


قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية Empty
مُساهمةموضوع: قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية   قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية I_icon_minitime3/11/2016, 23:37

خيارات المساهمة


قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏
بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم
أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية


لماذا لا نجعل من أي يوم في شهر يوليو لحظة صدق فريدة في التاريخ العربي‏..‏ فنشرع النوافذ رغم الحداد‏....‏ ونلقي نظرة علي دواخلنا قبل ان نستنجد بالآخرين‏...‏ ونفض سرادقات العزاء المنتشرة داخل نفوسنا من المحيط إلي الخليج لأن الذين قدموا إلينا لاداء واجب العزاء لابد انهم يتهامسون فيما بينهم‏..‏ ومن المؤكد انهم يتساءلون‏:‏ لماذا هؤلاء القوم في حالة إخفاق دائم بينما يمتلكون أوراقا كثيرة للفوز؟ أليست السياسة لعبة كبيرة‏...‏ وأليست التجارة أيضا مهنة قديمة لنا منذ الأزل؟ فلماذا نحن العرب إذن لاعبون خاسرون؟ أهو الحظ‏..‏ أم مهارة الآخرين‏....‏ أم تواضع ذكائنا؟ وهل صحيح أن اللعبة السياسية في الشرق الأوسط كانت تنتهي دائما بنفس النتيجة‏:‏ يفوز الغشاشون والأقوياء ويخسر الضعفاء والحمقي‏!!‏

لعل الفائدة الوحيدة التي نرجوها في هذه اللحظة القاتمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي‏,‏ والمرتبكة في تاريخ علاقتنا بالعالم أن نخلو إلي أنفسنا لاجراء مراجعة مع الذات بحثا عن دروس المحنة‏,‏ وهي دروس لا ينبغي أن تتحول إلي بكائيات نجلد فيها ذواتنا وننعي حظوظنا‏(‏ وكم في تاريخنا البعيد من بكانئات وكم في تاريخنا القريب من حظوظ سيئة‏!!)‏ بل يتوجب علينا تناول هذه الدروس بأكبر قدر من التجرد والعقلانية‏,‏ فلنعكف إذن علي التفكير فيما جري لأجل أن نتدبر فيما قد سيجري‏!!‏ إذ ما أدرانا أن ما حدث سيكون آخر احزان العرب‏!!‏ لنتوقف أولا عند الدروس قبل محاولة استخلاص العبر‏!‏

‏*‏ ماذا عن الدروس؟‏!‏
‏1‏ ــ إنه لابد من الوعي‏(‏ ولو كان مرا ومؤلما بأن إسرائيل لم تهزمنا أو تردعنا عسكريا بقدر ما كشفتنا حضاريا‏!!‏ وليس عيبا ان ننهزم أو نرتدع عسكريا‏..‏ أمم عظيمة حدث لها ذلك كاليابان وألمانيا‏...‏ وتعرضت فرنسا لهوان عسكري وسياسي طيلة الحرب العالمية الثانية‏...‏ لكن هذه الأمم سرعان ما نهضت من كبوتها لتخوض معاركها الحضارية الكبري‏...‏ فتزرع وتصنع وتنتج وتخترع بعقل غاضب وإرادة قوية‏.‏
ولعله من العجيب أن يظل الخطاب العربي حول المحنة الأخيرة التي تتواصل تداعياتها حتي الآن مستغرقا في تحليل مظاهر المحنة بعدا عن تناول اسبابها الدفينة‏,‏ وكانت النتيجة المنطقية لهذا الخطاب أنه مازال يقدم لغة بكائية تصوغها مشاعر الحماس والغضب والعجز والإحباط بأكثر مما يقدم لغة عاقلة تشخص قبل أن تقترح الحلول‏,‏ إننا نحتاج إلي لغة لا تقف عند السطح لتكفكف الدموع‏,‏ بقدر ما نحتاج إلي لغة مفكرة تنفذ إلي الجوهر لتوقظ الاسئلة من سباتها‏!!‏ لقد كان علي الخطاب العربي أن ينتهز هذه اللحظة الفريدة في تاريخنا ليضغط علي موضع الألم في الجسد العربي متسائلا‏:‏ ولماذا تفوقت إسرائيل حضاريا واستطاعت أن توقظ من سبات التاريخ مشروعا صهيونيا توراتيا سلحته بالعلم الحديث وآخر منجزات العقل البشري ونجحت في حذق ودهاء في ان تقفز علي التفصيلات الصغيرة وتتجاوز الاسئلة غير المجدية لتمسك بالأولويات والقضايا الكبري؟ في الوقت الذي فعلنا فيه نحن العكس تماما حيث ظل مشروعنا الحضاري غائبا تحت وطأة القضايا المصطنعة ومغيبا بفعل الاسئلة الفرعية والمعارك الصغيرة؟
إن الدرس الذي ينبغي الخروج به من المحنة هو الا نقفز علي الأسباب وصولا إلي النتائج بالتفوق العسكري والسياسي والاقتصادي في صراعات القوي ليس الا نتيجة لمجموعة من الأسباب والعوامل التي لا تتكون بين يوم وليلة‏,‏ ويوم أن نضع أيدينا واقلامنا علي هذه الاسباب والعوامل التي انتجت حالة الضعف العربي الراهن نكون قد خطونا الخطوة الأولي في طريق الألف ميل الذي قد تمثل نهايته نهاية المشروع الصهيوني‏!!‏

‏2‏ ــ إننا صرنا نعول علي مواقف الآخرين بأكثر مما نعتمد علي أنفسنا عند كل منعطف أو مأزق تمر به الأزمة‏...‏ بل بلغ بنا الأمر حد أن تصبح الانتخابات الإسرائيلية حدثا بالغ الأهمية في حد ذاته آملين فوز فريق يكون اكثر تفهما لمطالب العرب‏!!‏ وندعو لهذا الحزب الأمريكي أو الفرنسي أن يفوز في الانتخابات ولذاك الحزب أن يخسر‏!!‏ ونبتهل إلي الله أن يقوي من شوكة الصين‏...‏ ونتساءل بعد كم من السنين يمكن لأوروبا أن تقف في وجه أمريكا‏!!‏ إن احدا لا ينكر بطبيعة الحال دور القوي الكبري في ضرورة الصراع العربي الإسرائيلي‏,‏ وفي التأثير علي لعبة السياسة الدولية‏..‏ ولا أحد يقلل من أهمية متابعة وفهم ما يجري لدي الآخرين‏...‏ لكن لا ينبغي أن يصل الأمر إلي أن ندير ظهورنا لأنفسنا‏!!‏ ويتملكنا اليأس من بعضنا بعضا‏..‏ وتساورنا الشكوك المتبادلة ونفقد الاقتناع بقدراتنا وإمكاناتنا النسبية‏..‏
ولعل من يتأمل الخطاب العربي في الآونة الأخيرة يكتشف أن انشغالنا بأنفسنا كان أقل فيما يبدو من اهتمامنا بالآخرين فقد أعرض الخطاب العربي أو كاد عن تشريح الواقع العربي لكي ينغمس في تحليل الموقف الغربي ودراسة رؤية المجتمعات القوي الغربية واتجاه الرأي العام فيها بشأن ما يحدث لدينا‏...‏ وأصبحنا ننشغل مثلا بالحدث والكتابة في حركة المسيحية الصهيونية بأكثر مما نكتب عن حقيقة أسباب المأزق العربي ذاته‏..‏ فهل فقدنا بذلك شعور الجاذبية الأرضية الذي يشدنا من المحيط إلي الخليج فصرنا نسبح ونطوف في فلك الآخرين؟‏!‏

ومن الغريب أنهم هناك لا يفعلون مثلنا حينما يتصادمون أو يتحاورون معنا‏,‏ فهم يعتمدون في كل المواقف والفروض علي حساباتهم الخاصة وامكانياتهم الذاتية بأكثر مما ينشغلون بمواقفنا أو ردود أفعالنا‏..‏ وقد أثبتت التجربة لأكثر من مرة أن دراسات الجدوي السياسية لإسرائيل وأمريكا في مختلف مراحل الصراع معنا لم تكن لتحفل كثيرا برد الفعل العربي‏,‏ وليس سرا أنه في الكثير من المغامرات العسكرية الإسرائيلية كانت الاجابة الإسرائيلية علي تحفظات أمريكا وتخوفها من رد فعل عربي‏:‏ لا تكترثوا‏..‏ نحن أدري بهم‏!!‏ بل لقد بلغ الأمر أن يعلو صوت صهيوني وقح قائلا‏:‏ نحن نفهم العرب بأكثر مما يفهمون أنفسهم‏!!‏ ومن العجيب أننا لا نتعظ مما تسلكه إسرائيل في علاقتها بأمريكا‏...‏ فعلي الرغم من خصوصية واستراتيجية بل وعضوية هذه العلاقة فإن إسرائيل في لحظات الخطر سرعان ما تعتمد علي حساباتها الخاصة‏,‏ دون أن تعول علي ظروف وتوازنات الغير مهما يكن هذا الغير متحالفا معها‏,‏ ألم تصمم إسرائيل علي صنع قنبلتها النووية ذات يوم رافضة صكوك الائتمان النووي وكل الوعود المقدمة إليها من أمريكا وأوروبا بحماية وجودها؟‏!‏ أو لا تمثل قصص التجسس الإسرائيلي علي أمريكا‏(‏ المعلن منها وغير المعلن‏)‏ دلالة لا تخفي علي احد في هذا الخصوص‏!‏
ولربما كان مناسبا ان نستحضر في هذا السياق ما صرح به أخيرا في منتدي الإعلام العربي بدبي الكاتب والسياسي الفرنسي المتخصص في الشئون العربية إريك رولو من أن العالم الآن لا ينظر للضعفاء والعرب لديهم وسائل قوة ولكنهم لا يستخدمونها باعتبارهم الطرف الاضعف في الصراع فهل يمكن تفسير ذلك بأن العقل العربي يبحث دائما عن آخر أو كبير أو سند يحتمي به ويلتمس منه العون ويسلم له القياد؟ والا يؤكد هذا مثلنا العربي الشعبي الذائع الذي يقول من ليس له كبير فلشتر له كبيرا؟‏!‏

‏*‏ ثم ماذا عن العبر؟‏!‏
‏1‏ ــ إن الخطاب العربي مازال يفتقر إلي العقلانية في طريقة طرحه لقضايا الأمة سواء كان خطابا وطنيا قوميا أو كان خطابا دينيا‏.‏
فقد اعتمد الخطاب الوطني القومي عبر عقود من السنين علي عبارة قل أن نجد نظيرا لها في أي خطاب آخر لمجتمع متقدم ألا وهي عبارة بالروح بالدم وما تفرع عنها من عبارات وشعارات اخري يتراجع معها العقل إلي الوراء‏,‏ بقدر ما تتقدم الغرائز الحماسية والعاطفية إلي موضع الصدارة محمولة علي الأعناق‏!!‏ إن عبارة بالروح بالدم التي اطلقت في الشارع العربي في كل المناسبات حتي الرياضية منها‏!!‏ عبارة جديرة بالدراسة والتأمل وكاشفة عن الكثير من الدلالات الاجتماعية والنفسية والعقلية التي ينبغي استخلاصها‏,‏ إنها عبارة تمثل شيكا علي بياض تعرض فيه الأمة أرواحها ودماءها دون أن نعرف سلفا المبررات الحقيقية لهذا العرض‏,‏ ومن هم القائمون علي سحب الرصيد‏,‏ وما إذا كان هو الأسلوب الأكثر جدوي لتسديد فواتير الأمة؟‏!‏ إن احدا لا ينكر أن الغضب الإنساني يمثل أكثر مشاعر الإنسان نبلا حين يكون غضبا واعيا معبرا عن قضية عادلة‏,‏ لكنه يبقي مجرد ظاهرة صوتية حين يكون مجرد تنفيس عن غريزة الصياح أو مجرد تعويض عن إيقاع بليد رتيب للحياة‏!!‏ ولعل الاكثر خطورة في الأمر أن حق الصياح والزعيق في العالم العربي في الشوارع والفضائيات جاء إعلانا صريحا عن غياب قيم العقل وا
لنقد والحوار‏,‏ وقد غابت هذه القيم الثلاث لصالح قيم أخري مغيرة تماما‏....‏ فطغت العاطفة علي العقل‏..‏ والتطابق علي النقض‏...‏ والمواجهة علي الحوار‏...‏
أما الخطاب الديني‏,(‏ ونعني به القدرة علي التغيير الايجابي للمجتمع باسم الدين‏)‏ فعلي الرغم من قواه الكامنة وأفاقه الهائلة فلم يحقق قدر الآمال المعقودة عليه في الصراع العربي الإسرائيلي‏,‏ فقد انشغلنا بالحديث عن البدهيات والقشور بينما كانوا هناك يقيمون الكيبوتزات الزراعية ويزرعون ويصنعون وينتجون ويصدرون ويجرون التفجيرات النووية سرا ثم يصلون امام حائط المبكي علنا‏!‏ بل ان اخفاقنا قد بلغ مداه حين قصرنا في استظهار وتعظيم ما يزخر به تراثنا الإسلامي من آفاق إنسانية رحبة تثورعلي اللون والعرق والعصبة والمكان‏,‏ وتبشر بالعدل والمساواة وتمقت العنصرية‏(‏ كلكم سواسية كأسنان المشط‏)‏ وتدعو إلي التسامح والتواصل‏(‏ ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة‏)‏ وتعلي من حرية الإنسان‏(‏ أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين‏)‏ لقد وقعنا‏(‏ أو استدرجنا للوقوع‏)‏ في فخ مدبر بإحكام وذكاء فانشغلنا بحروب التكفير بدلا من حروب التحرير‏!!‏ سوء كان تكفير الآخرين أم تكفير بعضنا بعضا‏...‏ وترعرعت في صدورنا الوساوس والشكوك بينما كانت خلافات الآخرين تذوب وتنصهر بفعل حرارة الاهداف الكبري‏!!‏
لقد اكتفي الخطاب الديني عبر اكثر من خمسين عاما بالدعوة لأن يبدد شمل الاعداء‏,‏ وأن يهلك زرعهم‏!!‏ بأكثر مما كان يدعو إلي جهاد العمل واستنفار القوي الذاتية والاخذ باسباب العلم‏..‏ وإلا فمن يفسر لنا كيف أننا نكاد نخرج عن العصر بينما لدينا قرآن سماوي كريم كلمته الاولي العظيمة هي اقرأ بكل ما تزخر به من معاني الحق علي التفكير والتأمل‏,‏ وكيف يبلغ حالنا هذا القدر من الكسل وتردي الإنتاج واستيراد الغذاء ولدينا مثل هذا الحديث النبوي عميق المغزي إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليزرعها كم من اطفالنا في المدارس يعرفون مثل هذا الحديث؟‏!‏

‏2‏ ــ ان الخطاب العربي يميل إلي تجزئة الحقائق وتبسيطها والاكتفاء بهذا الانحياز السهل لاحد وجهي الحقيقة دون أن يحتمل معاناة الكشف عن وجهها الاخر‏,‏ وقد انعكس مثل هذا الخطاب سلبا علي مسار الصراع العربي الإسرائيلي بل وعلي علاقة العرب المرتبكة والملتبسة مع العالم‏,‏ فقد وضعنا علي سبيل المثال خلال نصف القرن المنصرم الديمقراطية في مواجهة الثورة واعتقدنا ان الاخذ بإحداهما يعني في ذاته ولو مؤقتا تبرير استبعاد الاخري‏..‏ فإما نكون ثوارا او ديمقراطيين‏!!‏ فلا حققت الثورة مشروعها‏...‏ ولا نحن انقذنا الديمقراطية‏!!‏ ووضعنا ايضا القومية في مواجهة القطرية كأنهما ضدان وطالبنا بالاختيار بين الاثنين فدعا البعض إلي الدولة القومية العربية‏(‏ حلم الوطن العربي الاكبر‏)‏ بينما تمسك الاخرون بالدولة القطرية وخصوصيتها‏,‏ وتناسينا ان الحقيقة اكثر تعقيد من اختزالها في مجرد الانحياز لطرح دون آخر‏,‏ إذن ما الذي كان يمنع‏(‏ أو مازال يمنع‏)‏ من قيام دولة قومية تكفل الخصوصية القطرية بل ونغتني بها في ظل مشروع عربي عقلاني جديد يوفق بين اختلاف مصالح الشعوب ووحدة اهداف الامة؟‏!‏ وهكذا ادت هذه الرؤية التبسيطية إلي تراجع حلم الدولة القومية‏,‏ وإلي المزيد من إضعاف الدولة القطرية في ذات الوقت‏...‏ فكدنا نخسر هذه وتلك‏!!‏

وواصل الخطاب العربي منهجه الانتقائي فاصطنعنا التناقض بين الدين والعلم وانقسمنا الي فريقين‏:‏ فريق يتوجس من مصطلح العلم‏,‏ وفريق يتهم احتكار الدين لشئون الدنيا‏..‏ وتنوعت التصنيفات‏:‏ سلفيين ومحدثين أو دينيين وعلمانيين أو رجعيين وعقلانيين‏!!‏
وتعمقت الفجوة بين الفريقين بفعل عوامل كثيرة‏,‏ وصار الخطاب العربي في الواقع وباستثناء بعض الرموز المستنيرة خطابين متضادين بين اسلاميين وعلمانيين دون ان نحدد لنا جهة فتوي‏,‏ أو علماء الامة الثقاة‏,‏ بل ودون ان يكون لدينا نحن مفهوم محدد لمن هم هؤلاء واولئك‏!!‏ كل الذي عرفناه انهم قفزوا علي القواسم المشتركة بينهما‏...‏ وتجاهلوا تحديات الأمة‏..‏ ومضوا يمارسون حروب تصفية الافكار‏...‏ وهي حروب تبدأ لكنها ابدا لا تنتهي‏!‏

ثم تواصل الخطاب العربي في تبسيطه للحقائق مع ظهور حركة العولمة وما افرزته من خيارات كان لابد ان يتخذ منها موقفا‏,‏ وعلي الرغم من محاولات للبعض لتجاوز هذا الخطاب التبسيطي فإن الكثيرين سرعان ما اعتبروا ان العولمة والوطنية نقيضان لا يجتمعان‏,‏ وأن الانحياز لاحداهما يعني بالضرورة استبعاد الاخري‏,‏ ونسينا ان الامر اعقد من ان يتم اختزاله علي هذا النحو‏...‏ بل اننا تناسينا في غمار الولع بالمقارنات السطحية أن العولمة ذاتها تقدم من الوسائل والادوات ما يمكن ان تستقوي به الوطنية‏!..‏ وان الوطنية بدورها يمكن أن تحد من غلواء العولمة لنجعل منها ظاهرة اكثر انصافا وإنسانية‏.‏
ان الخطاب العربي اخيرا يبدو كما لو كان يتسم بالضيق والنفور من تنوع الخيارات والبدائل الإنسانية‏...‏ ولا يطيق معاناة استظهار كل جوانب الحقيقة‏..‏ وينوء بالتنوع‏..‏ ويميل إلي الآحادية‏..‏ فهل هذه سمة امة تمثل الوسطية؟‏!!‏

المصدر: عالم القانون

التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية حصرياا , قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية بانفراد , قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية منتديات عالم القانون , قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية حمل , قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية download , قراءة أخري في الحاضر العربي‏!‏ بقلم‏:‏د‏.‏ سليمان عبد المنعم أستاذ مساعد بحقوق الإسكندرية تحميل حصري
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: كلية الحقوق - Faculty of Law :: مناقشات قانونية-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.