وقائع التزوير والجرائم الانتخابية بدائرة المنيل(21)

صفقات الرشاوى أمام أعين الأمن.. وناخبة تطلب من القاضي خمسين جنيها!!

تكرار القيد بأكثر من لجنة.. والتصويت بصورة البطاقة.. ورفض تدوين ملاحظات المرشحين

كتب حسين العدوي:

شهدت المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأربعاء الماضي تجاوزات ضخمة وعمليات تزوير كبيرة رصدتها وسائل الإعلام والجمعيات الأهلية لمراقبة الانتخابات، وكان للدائرة 21 (المنيل- أبو السعود- فم الخليج) نصيب كبير منها، حيث بدأت عمليات التزوير بالقيد الجماعي ومرت بالصفقات والرشاوى الانتخابية العلنية وانتهت بالتصويت في أكثر من دائرة وبمخالفات موظفي الهيئة القضائية والرقابة الإدارية مثل التصويت بصورة البطاقة ودون استخدام الساتر القماشي، وقيامهم بالانتخاب بدلا من المواطنين بدعوى أمية الناخبين مما يُعد مخالفة لصريح القانون.

■ بدأت عمليات التزوير منذ افتتاح اللجان الانتخابية في تمام الساعة الثامنة حيث توافد بلطجية الحزب الوطني بصحبة أتوبيسات تحمل المواطنين, ويتم إعطاؤهم الأموال المتفق عليها قبل الانتخاب على أن يأخذوا الباقي بعد الانتخاب ويكون على أصابعهم الحبر الفوسفوري, ومن الغريب أن الأمن وقف موقف المتفرج واكتفى بالحياد أمام الجرائم الانتخابية التي يُعاقب عليها القانون، وفي وسط شوارع المنيل أمام مدرسة أحمد ماهر الإعدادية كانت الصفقات تتم في الشارع وأمام الأمن مما دفع أحد مندوبي المرشح مجدي حسين لإبلاغ القاضي إلا أنه طلب منه إبلاغ اللجنة العامة بنادي الشرطة.

وعلى الجانب الآخر من شوارع المنيل شاهدنا سيارتين نقل بدون أرقام تحملان أجهزة منزلية مثل التليفزيونات والغسالات والثلاجات والموبايلات وكان سماسرة الانتخابات يقومون بتوزيع هذه الهدايا على المواطنين لضمان كسب أصواتهـم.

■ وأمام مدرسة المنيل التجريبية للغات توافد أتوبيس يحمل عدد كبير من المواطنين جاءوا من دار السلام ومعهم بطاقات انتخابية على مدرسة المنيل التجريبية ويرغبون في التصويت بهذه الدائرة بالرغم من معرفتنا لبعضهم أنهم من أهالي منطقة دار السلام, وحدثت منازعات بين أنصار الحزب الوطني وأنصار شاهيناز النجار بسبب اكتشاف الورقة الدوارة التي استخدمها أنصار شاهيناز النجار في لجنة أحمد ماهر وحدث تشابك بالأيدي إلا أنه لم يستمر طويلا، وجاءت سيارة أجرة قليوبية بيضاء رقم 41377 تحمل 12 راكبا للتصويت لصالح مرشح الحزب الوطني في تمام الساعة الثانية إلا خمس دقائق, كما جاءت سيارة أجرة جيزة بيضاء رقم 105177 في تمام الساعة الثالثة إلا الربع للتصويت لنفس المرشح, في حين جاءت سيارة نقل القاهرة صفراء اللون رقم 63277 تحمل 11راكبا للتصويت لصالح شاهيناز النجار في تمام الساعة الثانية والنصف.. وهذا نموذج لما كان يحدث في باقي اللجان الانتخابية.

■ وفي مدرسة المنيل الإعدادية بنات بلجنة 84 سمحت موظفة الهيئة القضائية للمواطنين بالانتخاب بصورة البطاقة بالرغم من أنه مخالف لصريح نصوص القانون, واعترض مرشحا الجبهة الوطنية للتغيير مجدي حسين ومحمد فؤاد على الموظفة وطالباها بتدوين هذه الملاحظة إلا أنها رفضت وحدثت مشادة استمرت بعض الوقت وتبين من خلال دفاتر الانتخابات أن المواطنة التي أدلت بصوتها تدعى زهرة عارف إبراهيم.

■ وكانت الطامة الكبرى في مركز شباب أبو السعود حيث كانت الصفقات علنية وأمام الأمن والمارة مما أدى لزحام شديد أمام لجان المركز مما اضطر الأمن لاستدعاء قوات من الأمن المركزي لحفظ الأمن دون التدخل في عمليات الجرائم الانتخابية والرشاوى التي كانت على مرأى ومسمع من الجميع, ولم تكن هذه الجرائم خارج اللجان الانتخابية فحسب وإنما امتدت إلى داخل اللجان وأمام القضاة حيث كان يتم توزيع الأموال على الناخبات والتأثير عليهن بصورة مباشرة, لدرجة أن المواطنات البسيطات اللاتي لا تعرفن شيئا عن الانتخابات كن يذهبن إلى القاضي ويطلبن منه خمسين جنيه لأنهن انتخبن د. شاهيناز!!

وقد دفعت هذه التصرفات الغريبة من البسطاء رجال القضاء إلى استدعائنا كصحفيين لسماع ما تطلبه النساء منهم؛ وشاهدنا المواطنة نعمة رمضان السيد بلجنة 21 رقم 4325 وهي تطلب من القاضي خمسين جنيها وطلب منا بدر محمد بدر أمين الصندوق باللجنة تسجيل هذه الواقعة على أن يشهد عليها.

■ وكانت هناك ملحوظة عامة داخل مركز شباب أبو السعود وهي التصويت خارج الساتر القماشي الذي وُضع كديكور ولم يستخدم داخل اللجان على الإطلاق, والأكثر من ذلك أن بعض القضاة كانوا يقومون بمساعدة النساء بوضع العلامات بأيديهم وعندما سألنا القاضي داخل لجنة 25 أفاد بأن هذه المرأة أُمية ولا تعرف كيف تستخدم القلم! إلا أن المرشحين طالبوه بالتزام نص القانون وهو عدم تقديم المساعدة إلا للمكفوفين ولذوي الاحتياجات الخاصة وهذا ما لم يتحقق في هذه النســاء.

■ وكانت اللجنة 24 بمركز شباب أبو السعود الأكثر حظا من التجاوزات والإخلال بعملية الانتخاب مما دفع المرشحين لتسجيل هذه المخالفات في محضر رسمي واثبات بعض الوقائع المتعلقة بدفع رشاوى للناخبين أمام القاضي, وقد تقدم كل من مجدي حسين وممدوح ثابت ومحمود دشيشة وبخيت رفاعي بمذكرة للسيد المستشار سامح الكاشف رئيس لجنة الانتخابات ضد التجاوزات الانتخابية التي شاهدوها في هذه اللجنة والتي طالبوه فيها بالتحقيق في واقعة إعطاء رشوة علنية للناخبات داخل وخارج اللجان وهو ما يعتبر تأثير على إرادة الناخبين ومن ثم فهي تعتبر عملية معيبة شابها الإكراه والغش والخداع ومن ثم طالبوه ببطلان كل ما ترتب عليها من آثار.

■ من الجدير بالذكر أن جماهير مركز شباب أبو السعود قد التفوا حول مجدي حسين أثناء مروره على اللجان الانتخابية بالمركز وهتفوا بشعار الإسلام هو الحل وطالبهم أمين عام حزب العمل بالصمود أمام هذه الإغراءات المادية لكي ننجح في هذه المعركة التي لا نتسلح فيها إلا بالإيمان بالله عز وجل وبرغبتنا في خدمة أهالي هذه المنطقة, وقد أجرت قناة الجزيرة الفضائية وسي إن بي سي العربية حوارا مع مجدي حسين كشف فيه ما يجري من عمليات تزوير لإرادة الناخبين قبل وأثناء المعركة الانتخابية.

■ وأثناء عملية فرز الأصوات وقعت مظاهرة جماهيرية ضخمة لأنصار حزب العمل خارج نادي النيل ورددوا فيه الهتافات المعادية للنظام الذي سمح للمرشحين بالتأثير المالي على إرادة الناخبين, كما نددوا بصمت قوات الأمن على هذه الجرائم الانتخابية واستمرت المظاهرات حتى فجر الخميس حيث أعلن القضاة نتيجة الانتخابات في دائرة المنيل والتي أسفرت عن احتلال مجدي حسين للمركز الثالث في الفئات على أن تكون الإعادة بين ممدوح ثابت مكي وشاهيناز النجار, وفي مقعد العمال بين فتحي جليد وعفيفي خليل.


المصدر : عالم القانون