الفجوات السعرية هي مناطق تظهر على الرسوم البيانية للأسعار في الأسواق المالية سواء سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو أي سوق آخر. في هذه الفجوات، يتحرك سعر التداول بصورة سريعة للغاية سواء من ناحية الصعود أو الهبوط دون تنفيذ في تلك المنطقة فتظهر تلك المنطقة خالية من عمليات التداول. وتسمى تلك المناطق الخالية بالفجوات السعرية. ومن الممكن للمتداول أن يستخدم تلك المناطق في الحصول على الكثير من المعلومات التي من شأنها أن تساعده في التداول من خلال تلك الفجوات. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن كيفية استخدام تلك الفجوات السعرية كأداة فنية من الممكن الاستفادة منها في التداول بقدر الإمكان ف سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو الأسواق الأخرى.

المعلومات الرئيسية حول الفجوات السعرية

تحدث الفجوات السعرية بسبب عوامل قد تكون فنية أو أساسية تؤثر على الحالة النفسية للمشاركين في التداول بصورة مفاجئة. على سبيل المثال قد تحدث الفجوات السعرية بعد الإعلان عن نتائج أعمال جاءت بمستويات لم تكن متوقعة. وحينها يندفع المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق الفوركس لشراء أو بيع الورقة المالية بصورة سريعة وحادة مما يجعل أسعار التداول تنتقل إلى مستويات جديدة بصورة سريعة مما يؤدي إلى تكوين فجوة سعرية،.وفي تلك الحالة فإنه يكون من الطبيعي جدا أن نرى وجود فرقا واسعا للغاية بين سعري العرض والطلب على الأوراق المالية الأمر الذي يسمح بصورة كبيرة لتكوين الفجوة السعرية على الرسم البياني بعد ذلك. من جانب أخر فإنه من الممكن أن يكون السبب في تكوين الفجوة من العوامل الفنية مثل وجود مستوى دعم أو مقاومة هامة. وإذا تم كسر تلك المستويات، فإن ذلك يؤدي إلى بُعد أسعار التداول بصورة كبيرة عن تلك المستويات مما يؤدي إلى تكوين الفجوة السعرية على الرسم البياني للسهم في سوق الأسهم أو العملة في سوق الفوركس.

أنواع الفجوات السعرية : -


1- فجوة الاختراق: وهي الفجوة التي تحدث غالبا في بداية اتجاه جديد وتكون مصحوبة بارتفاع في أحجام التداول بصورة كبيرة وينتج عنها كسر مستويات مقاومة أو دعم هامة بشكل كبير.

2- فجوة الإرهاق: وهي الفجوة التي تحدث غالبا في نهاية الاتجاه الحالي، سواء في القمم أو القيعان.
3- الفجوة العادية: وهو فجوة لا تعني شيئا محددا وتحدث أثناء سير أسعار التداول بصورة عرضية ولا يتم استخدامها للتداول بشكل عام.
4- الفجوة الاستمرارية: وهي فجوة تأتي في وسط الاتجاه تقريبا، وتعبر عن مدى تسارع واندفاع المشتريين والبائعين في تحريك أسعار التداول الخاصة بالورقة المالية في سق الأسهم أو سوق الفوركس.


تغطية الفجوة


أشرنا في الجزء السابق إلى أن الفجوة السعرية هي تلك المنطقة التي لا تحدث فيها تداولات فتكون مثل المنطقة الخالية، وحينها قد يتساءل البعض هل سيتم سد تلك الفجوة فيما بعد أم أنها ستظل منطقة خالية هكذا؟.


وفي الحقيقة فإن مسألة سد الفجوات تبدو منطقية ومتكررة في الحالات التالية:

1- ارتفاع نسبة العشوائية في حركة أسعار التداول: في حالة ارتفاع معدلات الذبذبة في السوق بصورة كبيرة وارتفاع درجة العشوائية في حركة أسعار التداول فإن ذلك يدعو دائما لاحتمال سد الفجوة.

2- مقاومة فنية: عندما تتحرك أسعار التداول بصورة سريعة سواء للارتفاع أو للانخفاض، فيجب النظر دائما إلى أقرب مستوى دعم أو مقاومة فنية قوية.

3- النموذج السعري: النماذج السعرية من الممكن استخدامها من أجل تفسير حركة الفجوات السعرية. وكنتيجة لذلك، من الممكن استخدام تلك النماذج السعرية لمعرفة ما إن كانت تلك الفجوات السعرية سوف يتم سدها أم لا. على سبيل المثال فإن فجوة الإرهاق غالبا ما يتم سدها وذلك لأن سد تلك الفجوة تحديدا من شروط الاعتماد عليها في أخذ إشارة منها. بينما فجوة الاختراق والفجوة الاستمرارية لا يكون من المتوقع سدها وذلك لأنها تعبر عن ارتفاع في القوة لاتجاه معين.


عند سد الفجوات السعرية فإنه من الممكن استخدام ذلك في عمليات التداول خلال ذلك اليوم. على سبيل المثال عند الإعلان عن ارتفاع الأرباح على السهم خلال الربع الحالي وكان ذلك يفوق التوقعات بصورة كبيرة، فإن ذلك قد يؤدي إلى تكوين فجوة سعرية لأعلى لتدافع المشاركين في التداول على شراء ذلك السهم عند الفتح. أي أن السهم يقوم بالفتح بأسعار أعلى بكثير من سعر إغلاق اليوم السابق. الآن لنفترض أنه مع مرور اليوم وبعد دراسة القوائم المالية بعناية اكتشف المشاركون في التداول أن التدفقات النقدية الخاصة بالشركة تشير إلى ضعفها في المستقبل، الأمر الذي أدى إلى قيام أولئك المشاركين في التداول بالبيع مرة أخرى بعد تدافعهم على الشراء في البداية، فتم سد الفجوة بعد ذلك. لذلك، كان من الممكن الاستفادة من تلك الحركة بأن يتم البيع عند الفتح بصورة مفاجئة لأعلى بفجوة سعرية والشراء مرة أخرى عند سد الفجوة بمرور اليوم.


كيفية التداول مع الفجوات السعرية في سوق الفوركس


هناك الكثير من الطرق التي من الممكن استخدامها للاستفادة من الفجوة السعرية والجزء التالي يعرض بعض الاستراتيجيات لاستخدام الفجوات السعرية في سوق الأسهم أو سوق الفوركس أو أي سوق مالي آخر:

1- من الممكن أن يقوم بعض المشاركين في التداول بالشراء على أساس مالي أو فني خاص بالورقة المالية، مما يؤدي إلى تكوين فجوة سعرية في اليوم التالي. فعلى سبيل المثال عندما يكون من المنتظر صدور أرباح أو قوائم مالية بعد انتهاء جلسة التداول فإن أولئك المشاركين في التداول يقومون بالشراء أو البيع على حسب المتوقع من تلك القوائم، آملين أن تفتح أسعار التداول بفجوات سعرية في اليوم التالي.

2- من الممكن أن يقوم المتداول بالبيع أو الشراء في ورقة مالية عالية السيولة بصورة كبيرة في بداية حركة الورقة المالية، وذلك على أساس التوقع بأن الفجوة التي تكونت سوف يتم سدها وبعد ذلك يستمر الاتجاه الأصلي للورقة المالية. فعلى سبيل المثال فإنه من الممكن أن يقوم المتداول بالشراء في حالة وجود فجوة صاعدة وذلك عند سدها معتقدا أن أسعار التداول سوف تعاود الصعود مرة أخرى وذلك في حالة أن كان الاتجاه الرئيسي للورقة المالية يدعم ذلك التوقع.

3- من الممكن أن يقوم المتداول بأخذ قرار معاكس لحركة الورقة المالية ومعاكسا لاتجاه الفجوة السعرية. فعلى سبيل المثال في حالة فتح الورقة المالية بفجوة صاعدة فإنه من الممكن أن يقوم بالبيع متصورا أن الفجوة سوف يتم سدها وبالتالي فإنه من الممكن الاستفادة من ذلك التراجع في أسعار التداول.

4- من الممكن أن يقوم المتداول بالشراء عندما تصل أسعار التداول إلى مستويات دعم سابقة وذلك بعد سد الفجوة السعرية. ولكن هناك بعض الأشياء التي يجب أن تتذكرها دائما عندما تحاول القيام بمثل هذا الأمر:

- بمجرد أن يبدأ السعر في سد الفجوة السعرية فإنه نادرا ما يتوقف، وذلك لأنه بداخل الفجوة السعرية نفسها لا توجد مستويات دعم ومقاومة محددة.
- فجوات الإرهاق والاستمرارية من الممكن استخدامها لتوقع حركة أسعار التداول في اتجاهين مختلفين، ولذلك فإنه يجب أن تكون متأكدا بصورة كبيرة من صحة التصنيف الخاص بالفجوة السعرية قبل القيام باتخاذ قرار خاص بها.
- غالبا ما يكون المستثمرين الأفراد هم اللذين يقومون بإحداث الحركات العشوائية للأسعار، بينما المؤسسات وصناديق الاستثمار تكون حركتهم أكثر عقلانية من الأفراد، لذلك فإنه يفضل الانتظار حتى تهدأ حركة أسعار التداول وذلك قبل أن تقوم بإتخاذ قرارا استثماريا هاما في المحفظة الخاصة بك.
- يجب أيضا التأكد من أحجام التداول. فعلى سبيل المثال في حالة تكوين فجوة بارتفاع كبير في أحجام التداول فإن تلك الفجوة غالبا ما تكون فجوة اختراق، بينما في حالة فجوة الإرهاق فإن أحجام التداول تكون منخفضة بشكل عام.


مثال:


لنحاول ربط كل تلك الأفكار مع بعضها البعض من خلال مثالا يشرح كيفية الاستفادة من الفجوات السعرية في التداول وسوف نستخدم العملات في سوق الفوركس في عرض الأمثلة للشرح، وهذه بعض القواعد التي يجب أن نتابعها عند التداول على أساس الفجوات السعرية مع العملات في الفوركس:

1- يجب أن يكون اتجاه الصفقة في نفس اتجاه الاتجاه الرئيسي للأسعار (يفضل الرجوع إلى الرسم البياني للساعة في حالة العملات في سوق الفوركس).

2- يجب أن يكون الزوج أو العملة قد كون فجوة سعرية فوق أو تحت مستوى دعم أو مقاومة فنية هامة ويبدو ذلك واضحا على الرسم البياني لثلاثين دقيقة.

3- يجب أن يقوم السعر بالتصحيح إلى مستوى المقاومة الأصلية، وهذا يعني سد الفجوة التي تم تكوينها، ومن ثم يعاود السعر حركته إلى مستوى المقاومة السابقة التي تحولت إلى دعم.

4- يجب أن يكون هناك شمعة تشير إلى استمرار حركة أسعار التداول في نفس الاتجاه الخاص بالفجوة السعرية، وهذا سوف يساعدك على التأكد من استمرار الاتجاه الخاص بالفجوة بعد ذلك.


ولاحظ أنه بسبب استمرار السوق في العمل لمدة 24 ساعة يوميا، فإن الفجوات السعرية غالبا ما تظهر في سوق الفوركس على الرسوم البيانية ذات الإطارات الزمنية العالية. وغالبا ما تتم تلك الفجوات بسبب صدور أي أخبار أو تقارير أساسية هامة تؤدي إلى حركة أسعار التداول بصورة حادة وقوية في اتجاه معين، أو في أوقات انخفاض السيولة في السوق بصورة كبيرة وذلك عند إغلاق أحد الأسواق العالمية في العالم بسبب عطلة خاصة به على سبيل المثال. ولكن يجب أن نعرف أن الفجوات التي تظهر بوضوح على معظم الإطارات الزمنية في سوق الفوركس تحدث عندما تظهر أخبار مفاجئة أثناء عطلة نهاية الأسبوع.


وللنظر إلى المثال التالي لمعرفة كيفية عمل ذلك النظام في سوق الفوركس:






من الممكن أن نلاحظ أنه في الشكل (1) السابق أنه بعد تكوين الفجوة السعرية بتكوين شمعة يابانية طويلة، أدى ذلك إلى استمرار ارتفاع أسعار التداول بعد ذلك. ولكنها توقفت عند مستوى مقاومة ومن ثم عاودت الانخفاض مرة أخرى وقامت أسعار التداول بسد الفجوة، ولكن تعاملت مع ذلك المستوى على أنه مستوى دعم. ومن الناحية الفنية فإن الفجوات السعرية من الممكن استخدامها كمستويات دعم ومقاومة وفقا لموضعها بالنسبة لحركة أسعار التداول. وحين تصحيح أسعار التداول والتراجع الطفيف إلى مستويات الفجوة السعرية، فإنه من الممكن للمتداول الشراء وحينها يكون المتداول قد استفاد من الارتفاع التالي لتلك الفجوة.


الخلاصة


أولئك اللذين يحاولون دراسة الفجوات السعرية وكيفية الاستفادة منها بقدر الإمكان، بإمكانهم التداول على أساس الفجوات السعرية باحتمالات نجاح مرتفعة. ولكن يجب دائما التحكم في مستويات المخاطرة من خلال الإدارة المالية الصحيحة وذلك من خلال إتباع ما يلي:

1- متابعة أسعار التداول الحية في السوق ومراقبة أحجام التداول، وذلك من أجل الحصول على فكرة عامة عن حركة أسعار التداول عند الفتح. فعلى سبيل المثال في حالة رؤية وجود مستوى مقاومة وارتفاع أحجام التداول المعروضة عند تلك المقاومة بصورة قد تمنع أسعار التداول من تخطيه، بصورة قد تؤدي إلى تراجع أسعار التداول مرة أخرى لسد الفجوة المتكونة. فيجب الانتظار حتى يتم التأكد تماما من صحة الصفقة التي تفكر في فتحها.

2- تأكد من أن الارتفاع قد انتهى، حيث يجب أن تعرف أن الحركات العشوائية للأسعار ليس بالضرورة أن تقوم بتصحيح نفسها بصورة سريعة في السوق. فعلى سبيل المثال من الممكن أن يستمر السعر في الارتفاع لفترات زمنية طويلة على الرغم من ارتفاع نسبة العشوائية في الورقة المالية. لذلك فإنه يجب أن يتم التأكد تماما من حركة السعر لا يزال فيها المزيد وذلك قبل أن يتم أخذ قرارا نهائيا في المركز المالي المراد فتحه.

3- يجب استخدام نقاط وقف الخسارة في الوقت المناسب، حيث يجب دائما تحديد نقاط وقف الخسارة في حالة فتح مركز مالي جديد وذلك لعدم التعرض لخسائر فادحة. وفي حالة فتح مركز شراء فإنه يتم استخدام نقاط وقف الخسارة تحت أقرب دعم قوي. أو من الممكن تحديد الحد الأقصى للخسارة التي من الممكن تحملها ولتكن مثلا -8%.

4- يجب أن تتذكر أن التداول على أساس الفجوات السعرية يعتبر عالي المخاطرة بصورة كبيرة لذلك يجب التأكد من مستويات السيولة ومعدلات الذبذبة قبل فتح المركز المالي لتلافي الخسائر التي قد تتسبب خسارة.

( الشرح مجمع للتوضيح و التسهيل على الأعضاء )