عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
حوار الأديان 110
AlexaLaw on facebook
حوار الأديان 110
حوار الأديان 110
حوار الأديان 110
حوار الأديان 110
حوار الأديان 110

شاطر | 
 

 حوار الأديان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655187

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

حوار الأديان 1384c10


الأوسمة
 :


حوار الأديان Empty
مُساهمةموضوع: حوار الأديان   حوار الأديان I_icon_minitime30/6/2014, 20:32

خيارات المساهمة


حوار الأديان

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبيه الأمين, وعلى آله وصحبه والتابعين, أما بعد: تنتشر في هذه الأيام مؤتمرات عديدة هنا وهناك لما يسمى بوحدة الأديان، ويحضر هذه المؤتمرات مندوبون عن مختلف الأديان المنتشرة في العالم، سواء كانت أدياناً ذات أصل سماوي، أو أدياناً أرضية، كالبوذية والهندوسية، ويشارك في هذه المؤتمرات حاخامات يمثلون الديانة اليهودية، وقساوسة يمثلون الديانة النصرانية، كما يشارك فيها مشايخ رسميون يمثلون الإسلام.
وتُعِدُّ في هذه المؤتمرات أوراق عديدة من قِبَلِ يهود أو نصارى أو مسلمين أو آخرين، وتُلقى محاضرات عديدة، وتعقد ندوات كثيرة، يؤكد المتحدثون فيها على الأمور المشتركة بين الديانات، ويطالبون بالتعاون والتنسيق بين أصحابها لتحقيق أهداف مشتركة للمشاركين والمتحدثين!
بعض ما يجري في مؤتمرات الأديان:
يقدم ممثلو كل دين أنفسهم للمؤتمرين أنهم على حق وصواب، وأن دينهم الذي يدينون به دين صحيح مقبول عند الله، وأن أتباعه مؤمنون موحدون، وهم خالدون في الجنة في الآخرة، سواء كان ذلك الدين يهودية أو نصرانية أو هندوسية أو بوذية أو قاديانية أو غير ذلك! ويتعامل المؤتمرون في هذه المؤتمرات مع الإسلام كما يتعاملون مع أي دين آخر على قدم المساواة، ويقولون: الإسلام حق وصواب، واليهودية حق وصواب، والنصرانية حق وصواب! ويوافق «المشايخ» المشاركون في هذه المؤتمرات على هذه الطروحات والأفكار، ويعلنون اعتراف الإسلام باليهودية والنصرانية، وأن هاتين الديانتين صحيحتان ربانيتان، وأن أتباعهما مؤمنون موحدون، وأنهم على صواب!! وأنهم من أصحاب الجنة! وأنهم جميعاً أبناء إبراهيم -عليه السلام-ويستشهد هؤلاء «المشايخ» وغيرهم من المسلمين المتحدثين في هذه المؤتمرات بآيات من القرآن، وبأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث عن التوراة والإنجيل، والحديث عن موسى و عيسى وغيرهما -عليهم الصلاة والسلام- والثناء على مؤمني أهل الكتاب من اليهود والنصارى! وليست المشكلة عند الذين يرتبون لهذه المؤتمرات من اليهود والماسونيين؛ فإنهم يحققون أهدافهم الشيطانية منها، وهم يخدمون شياطينهم ومخططاتهم في ذلك؛ ولكن المشكلة عندنا هي في أولئك «المشايخ» والكُتَّاب والمفكرين المسلمين من ذوي الأسماء اللامعة، والمراكز العالية الذين يشاركون في هذه المؤتمرات، ويسمعون كلام ممثلي الأديان الأخرى، ويوافقونهم عليه، ويقبلون أن يتعاملوا مع الإسلام كما يتعاملون مع اليهودية والنصرانية على قدم المساواة والاعتراف! إنهم يشاركون في هذه المؤتمرات بسذاجة وغفلة وبلاهة، وبعضهم يعرف حقيقة أهداف القائمين عليها، ويوافقهم عليها، ويشارك فيها بخبث وسوء نية! والكلام الذي يقدمه هؤلاء المشايخ في المؤتمرات كلام باطل، وفهمهم للآيات والأحاديث التي يقدمونها خاطئ، وهم يحرفون معانيها، ويخرجون بها لتكون شاهدة لأهداف المؤتمرات الخبيثة! وعندما تناقش هؤلاء المشايخ والمفكرين المسلمين في أفكارهم، وتنتقدهم في مشاركاتهم يحتجون بآيات من القرآن، وفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقولون: أليست آيات القرآن تدعونا إلى مجادلة أهل الكتاب ومحاورتهم؟ ألم يوجه القرآن الدعوة إلى أهل الكتاب؟ ألم يحاور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الكتاب؟
مع القرآن في دعوة أهل الكتاب:
نقول لهم: نعم! لقد دعا القرآن إلى مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، ولقد دعا القرآن أهل الكتاب إلى كلمة سواء، ولقد حاور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الكتاب، ودعاهم إلى اتباع الحق والدخول في الإسلام! لكن أين هذا مما أنتم تشاركون فيه وتدعون إليه؟ شتان! إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يطبق دعوة القرآن إلى كلمة سواء, الدعوة الموجهة إلى أهل الكتاب للتفكير في كلمة سواء، دعوة قرآنية صريحة، لكنها دعوة لها شروط، لا بد من تحققها وإلا فقدت الدعوة معناها وهدفها، وكان القرآن دقيقاً في تحديد شروط الدعوة وأهدافها! قال الله -عز وجل-: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير من طبق مفهوم هذه الآية، والتزم بشروطها عندما وجه الدعوة إلى أهل الكتاب، وبلَّغهم الإسلام، وأقام عليهم الحجة في السنة السابعة من الهجرة وبعد صلح الحديبية وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدعوة إلى حاكم أقوى دولة نصرانية وأكبرها -هرقل زعيم الروم- وسجَّل في كتابه له هذه الآية، وطالبه بالدخول في الإسلام، وحمَّل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كتابه الصحابيَّ دحية بن خليفة الكلبي -رضي الله عنه- وكلفه بالذهاب إلى هرقل وتبليغه الدعوة! عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى هرقل كتاباً جاء فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم, سلام على من اتبع الهدى, أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين, و{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ})1. ولما وصلت الدعوة إلى هرقل أوشك أن يستجيب لها ويسلم، لكنه آثر ملكه وسلطانه فرفضها.
حقائق من كتاب الرسول إلى هرقل:
من الواضح في نص كتاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل أنه لا ينظر لدين هرقل النصراني على أنه مساوٍ للإسلام في الحق والصحة كما يفعل المشاركون في مؤتمرات الأديان, وإنما اعتبر أن الإسلام وحده هو الحق والصواب، وأن النصرانية دين باطل منسوخ مردود، ولذلك لا بد أن يتخلى عنه أصحابه ويتبعوا الإسلام, ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صريحاً في دعوة هرقل إلى الدخول في الإسلام, حيث قال: (أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم). فإن لبى هرقل الدعوة ودخل في الإسلام فإن الله يؤتيه أجره مرتين؛ مرة لإيمانه بعيسى ابن مريم -عليه السلام- ومرة لإيمانه بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإن لبَّى الدعوة ودخل في الإسلام فإن أتباعه سيتبعونه ويدخلون في الإسلام، وبذلك سيأجره الله على إسلامهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً, أما إن رفض الدعوة للدخول في الإسلام، وأصر على البقاء على نصرانيته, فسيكون ضالاً كافراً خاسراً، وسيحمل إثم الأريسيين من شعبه وقومه؛ لأنه بكفره يكون قد صدهم عن الدخول في الإسلام!
حقائق قرآنية من الدعوة إلى كلمة سواء:
عندما نمعن النظر في الآية موضوع الكلام، فإننا نأخذ منها ما يلي:
{قُلْ}: هي "قل التلقينية" فالله هو الذي يلقن رسوله -صلى الله عليه وسلم- هذا الكلام، ويأمره أن يقول هذا القول لأهل الكتاب، فالله هو الذي يوجه الدعوة إلى أهل الكتاب للدخول في الإسلام، والله هو الذي يحدد الشروط الضرورية لهذه الدعوة، وهذا معناه أن هذا الموضوع موضوع رباني، وليس اجتهاداً بشرياً خاضعاً لأهواء البشر، أو متأثراً بأهوائهم وتقلباتهم! وهذا الأمر{قُلْ} ليس موجهاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- وحده، وإنما يتعداه ليشمل كل مسلم من بعده، قادر على محاورة أهل الكتاب، ودعوتهم إلى الإيمان؛ لأنه من المعلوم أن خطاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- في القرآن خطاب لأمته، ما لم يقم دليل على تخصيصه به.
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}: المراد بأهل الكتاب في القرآن اليهود والنصارى فقط، وهذا المصطلح وقف عليهم؛ لأن الله أنزل لكل طائفة منهم كتاباً؛ حيث أنزل التوراة على موسى -عليه السلام- وأمر بني إسرائيل باتباعه، وأنزل الإنجيل على عيسى -عليه السلام- وأمر النصارى باتباعه, ولكن اليهود لم يتبعوا كتاب الله التوراة، وإنما حرفوها وبدلوها فنسخها الله، والنصارى لم يتبعوا كتاب الله الإنجيل، وإنما حرفوه وبدلوه، فنسخه الله، ووصف الفريقين بالكفر في آيات صريحة في القرآن, منها قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} (1) سورة البينة.
المسلم يوجه الدعوة ويضع الخطة:
{تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}: أي يطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل الكتاب -من اليهود والنصارى- أن يأتوا إليه، للاتفاق على: [كَلِمَةٍ سَوَاءٍ] بينه وبينهم, وكونه هو الذي يوجه لهم الدعوة [تَعَالَوْا] يدل على أنه هو صاحب الأمر والنهي، وأنه هو الذي يقرر ويوجه ويخطط، وأنه هو الذي يضع الأهداف ويحدد الشروط والمواصفات، وأن اليهود والنصارى مدعوون للمشاركة والمجادلة والحوار، والالتزام بخطة صاحب الدعوة وبرنامجه, وهذا من صلاحية رسول الله, صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو الذي على حق، ورسالته حق، ودينه حق، ودعوته حق، وهم على باطل، ولا بد أن يحاورهم ليقيم عليهم الحجة، ويتخلوا عما هم عليه من باطل، ويتبعوا ما معه من حق, وهذا ليس خاصاً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما ينسحب على كل إمامٍ سلطانٍ للمسلمين من بعده، وكل عالم أو مفكر أو داعية من بعده! فالأصل أن تصدر الدعوة إلى أهل الكتاب من المسلمين، وأن يضع برنامج المؤتمر المسلمون، وأن يعد الكلمات والمحاضرات المسلمون، بهدف الحوار والنقاش، وتقديم الإسلام الحق لأهل الكتاب, وهذا مفقود في مؤتمرات الأديان المشبوهة! والكلمة السواء هي الكلمة المستوية العادلة، ولن تكون مستوية عادلة إلا إذا انطلقت من الحق، والتزمت بالحق، وكان هدفها بيان الحق والاحتجاج له والبرهنة عليه، ونقد الباطل وتزييفه.
الشروط القرآنية للكلمة السواء:
لقد فسرت الآية الكلمة السواء المقصودة من الدعوة تفسيراً محدداً، في قوله تعالى: [أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ].
فلابد في المؤتمرات الحوارية مع أهل الكتاب الالتزام بشروط ثلاثة، والخروج بنتائج ثلاثة:
الأول: [أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ]:
عبادة الله وحده، وعدم عبادة مخلوق غيره، وهذا غير موجود عند اليهود والنصارى؛ فهم يزعمون أنهم يعبدون الله، ولكنهم يعبدون معه غيره من أحبارهم ورهبانهم.
الثاني: [وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً]:
عدم الإشراك بالله، وعدم تأليه غيره من المخلوقين، وهذا موجود عند اليهود والنصارى؛ فاليهود يقولون: عزير ابن الله، والنصارى يقولون: المسيح ابن الله، ويعبدون آلهة ثلاثة، يسمونها "الأقانيم الثلاثة الأب والابن والروح القدس" وهذا شرك منهم بالله.
الثالث: [وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ]:
أي عدم الاعتراف بالربوبية لغير الله، وعدم قبول تشريع غير الله، وهذا غير موجود عند اليهود والنصارى؛ فهم يزعمون إيمانهم بالله رب العالمين، لكنهم مع ذلك يتخذون أرباباً غيره من أحبارهم ورهبانهم, وهذا ليس افتراء عليهم وإنما أخبرنا الله عن ذلك بقوله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة. والمسلمون وحدهم هم الذين لا يعبدون إلا الله، ولا يشركون به شيئاً، ولا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله.
نتيجة المؤتمرات:
إن هدف مؤتمرات الحوار مع أهل الكتاب -التي ينبغي أن يُعِدَّ لها المسلمون أنفسُهم- هو تخلي اليهود والنصارى عن الشرك بالله وتأليه غير الله أو ربوبيته، وعبادة الله وحده، ولن يكون هذا إلا بتخليهم عن دينهم المحرف الباطل المنسوخ، والدخول في الإسلام، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران. فهذه الجملة من الآية تقدِّم الحل الصحيح للمسلمين المشاركين في مؤتمرات الحوار مع أهل الكتاب، فإن رفض أهل الكتاب قبول الأمور السابقة التوحيدية، وتولوا عن الحق، وأعرضوا عن الدعوة، وأصروا على يهوديتهم ونصرانيتهم, فعلى المسلمين أن يكونوا صريحين معهم, وأن يخاطبوهم قائلين: [اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ].
إنهم يجهرون بإسلامهم معتزين، وهذا معناه أنهم وحدهم المسلمون، وأن اليهود والنصارى ليسوا مسلمين، ومن ثَمَّ ليسوا موحدين لله، وليسوا على حق، وإنما هم كافرون، ومتبعون للباطل.
هذا هو توجيه القرآن للمسلمين عندما يدعون أهـل الكتاب إلى [كَلِمَةٍ سَوَاءٍ] ,وهكذا فلتكن مشاركة المفكرين المسلمين في مؤتمرات الأديان، فإن لم تكن المشاركة هكذا على أساس توجيهات القرآن فلا تجوز؛ لأن المشاركين المسلمين حينئذ يكونون شهود زور2!
كيف يتعامل أهلُ الكتاب مع الإسلام!
لمَّا كان الإسلام قد أثبت صدق دعواه امتلاك الحقيقة المطلقة والقدرة على قيادة الإنسانية باختلاف أجناسها وشعوبها وتطلعاتها وآمالها، وذلك بما أنجزه في حيّز التطبيق الفعلي لذلك الاستحقاق، حيث استطاع في قرن ونصف من الزمان أن يجمع تحت رايته أكثر من ثلثي المسكونة من بيض وسود، وعرب وعجم، وبربر وترك وهنود وقوقاز, سـوَّى بينها في الحقوق والواجبات، وصهرها في بوتقة ألَّفت أزهى عصور التاريخ حضارة وعلماً وأخلاقاً, فإن تلك القدرة الهائلة للإسلام قد أذهلت أهل الكتاب الذين قعدت بهم دياناتهم عن تبوّء تلك المنزلة أو ما يدانيها، على الرغم من الفترة الزمنية السحيقة التي قرعت العالم فيها نواقيس اليهودية والنصرانية.
لهذا أدرك أهل الكتاب خسارتهم معركة التحدي الكونية، بسبب فقد ديانة العهد القديم والعهد الجديد المقومات الذاتية اللازمة لقيادة الإنسانية والارتقاء بها حضاريًّا وأخلاقيًّا، فعمدوا إلى سلوك طريق آخر يستهدف إقصاء الإسلام عن الحلبة الكونية نهائيًا؛ حتى يتسنى لهم قيادة السفينة وامتلاك مقدراتها بما يدّعون من حقٍّ إلهي مقدس, فكانت المواجهة مع الإسلام والصراع ضده هي السبيل لتحقيق ذلك الهدف، وقد اتخذ ذلك الصراع شكلين أساسيين هما الحروب العسكرية التدميرية، وحرب العقيدة والفكر التي تسعى للنيل من الإسلام، ونبيِّه، وكتابه، ومعتقداته، وشرائعه ونُظُمه؛ بهدف زعزعة عقيدة المسلم وتشكيكه في دينه، مما يقود إلى الخروج من الإسلام وليس بالضرورة الدخول في النصرانية.
ويكشف لنا هذا الغرض النهائي من حرب العقيدة والفكر سرّ المشاركة الفعالة لليهود في الصراع ضد الإسلام جنباً إلى جنب مع النصرانية رغم كراهيتهم واحتقارهم لها؛ إذ إن المسلم الذي يخرج عن دينه لن يصلح للإنسانية في شيء فيكون خروجه نكاية من اليهودية في الإسلام، فإذا اعتنق النصرانية فذلك نكاية من اليهودية في الإسلام والنصرانية معًا؛ قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (109) سورة البقرة. وعلى ذلك يكون الصراع ضد الإسلام عملاً يهوديًّا نصرانيًّا مشتركًا تنوعت فيه الأدوار وتوزعت التخصصات ما بين الخبراء، وشركات الأعمال، والمؤسسات، والإرساليات، والجيوش، ووزارات الخارجية، ووكالات الاستخبارات، وأساتذة الجامعات، والمراكز والمعاهد العلمية، والمستشرقين وصانعي السياسة3.
نسأل الله أن يعز الإسلام ويرفع شأن المسلمين, وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.


1 رواه البخاري -2723- (10/93) ومسلم -3322- (9/235).
2 راجع مجلة البيان (العدد 152/ص40/ ربيع الآخر 1421هـ).
3 من كتاب: الغارة التنصيرية على أصالة القرآن الكريم لـ(د. عبد الراضي محمد عبد المحسن).

 Welcome 

الموضوع الأصلي : حوار الأديان الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

حوار الأديان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw الإسلامي العام :: القسم الإسلامي العام-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.