عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .


عالم القانون
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك .



عالم القانون

العدل أساس الملك - Justice is the basis
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
TvQuran
حفظ النفس في الإسلام 110
AlexaLaw on facebook
حفظ النفس في الإسلام 110
حفظ النفس في الإسلام 110
حفظ النفس في الإسلام 110
حفظ النفس في الإسلام 110
حفظ النفس في الإسلام 110

شاطر | 
 

 حفظ النفس في الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى
AlexaLaw
مؤسس و مدير عام المنتدى

الجنس : ذكر

تاريخ التسجيل : 03/03/2010

عدد المساهمات : 19648

نقاط : 12655186

%إحترامك للقوانين 100

العمر : 35

الأوسمه :

حفظ النفس في الإسلام 1384c10


الأوسمة
 :


حفظ النفس في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: حفظ النفس في الإسلام   حفظ النفس في الإسلام I_icon_minitime15/6/2014, 01:26

خيارات المساهمة


حفظ النفس في الإسلام

المحتويات
المقدمة
الفصل الأول
تعريف النفس
المبحث الأول : تعريف النفس لغة
المبحث الثاني : تعريف النفس إطسلاحاً
المبحث الثالث : الفرق بين النفس والروح
الفصل الثاني
أنواع النفس
المبحث الأول : النفس الأمارة بالسوء
المبحث الثاني : النفس اللوامة
المبحث الثالث : النفس المطمئنة
المبحث الرابع : النفس الراضية
الفصل الثالث
مظاهر حفظ النفس
المبحث الأول : حفظ النفس من التمزق والشتات،
المبحث الثاني : حفظ النفس بالتحرر من العبودية والأنانية والشهوات
المبحث الثالث : حفظ النفس بالعادات الضرورية من مقاصد الشريعة الإسلامية
المبحث الرابع : حفظ النفس بالعدل
المبحث الخامس: حفظ النفس بالتوبة
الفصل الرابع
الخاتمة
والمراجع
لفصل الأول
تعريف النفس
المبحث الأول : التعريف اللفظي للنفس
يقول إبن منظور أن النفس والروح وبينهما فرق وهي علي ضربين : أحدهما قول خرجت نفس فلان أي روحه ، وفي نفس فلان أن يفعل كذا وكذا أي في روحه والضرب الآخر معني النفس فيه معني جملة الشئ وحقيقته ن تقل قتل فلان نفسه وأهلك نفسه أي أوقع الهلاك بذاته كلها وحقيقة ولجمع من كل ذلك أنفس ونفوس
وجاء أيضاً في لسان العرب أن النفس ما يكون به التمييز، والنفس الدم ، والنفس الأخ ، والنفس بمعني عند ، والأدلة التي يوردها أبن منظور علي ذلك إستقاها من قوله تعالي "الله يتوفي الأنفس حين موتها" .
فالنفس الأولي هي التي تزول بزوال الحياة والنفس الثانية التي تزول بزوال العقل أما النفس الدم فشاهدة قول السمؤال : "تسيل علي حد الظُّبات نفوسنا ◌◌◌ وليس علي غير الظُّبات تسيل".
وأنما سمي الدم نفساً لأن النفس تخرج بخروجه . وأما النفس بمعني الأخ فشاهدة قول الله تعالي : "فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا علي أنفسكم " وأما التي بمعني عند فشاهده قوله تعالي حكاية عن عيسي ، علي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم :"تعلم ما في نفس ولا أعلم ما في نفسك " أي تعلم ما عندي ولا أعلم .
والأجود في ذلك قول إبن الأنباري : أن النفس هنا الغيب ، أي تعلم غيبي لأن النفس لما كانت غائبة أوقعت علي الغيب ويشهد بصحة ذلك قوله في آخر الآية قوله : أنك أنت علام الغيوب ، كافة قال : تعلم غيبي يا علام الغيوب .
وروي عن إبن عباس أنه قال : لكل إنسان نفسان أحداهما نفس العقل الذي يكون به التمييز والآخر نفس الروح الذي به الحياة .
وسُميت النَفْسُ نَفْساً لتولّد النفَس منها وإتصاله بها .
قال الزجاج لكل إنسان نفسان : أحداهما نفس التمييز وهي التي تفارقة إذا نام فلا يتصل بها يتوفاها الله كما قال الله تعالي ، والأخري نفس الحياة وإذا إالت ال معها النفس . والقائم ا يتنتفيس ، قال : وهذا الفرق بين توف نتفس النائم في النوم وتفي نفس الحي ، .
ومن الأدلة علي أن النفس هي الدم : قول الرسول صلي الله عليه وسلم ما ليس له نفس سائلة فإنه لا يتحسس الماء أو مات فيه . وروي عن النخعي أنه قال : كل شئ له نفس سالئلة فمات في الأنار فإنه يتجه أراد كل شئ له دم سائل وفي النهاية عنه : كل شئ ليس له نفس سالئلة فإنه لا يتحسس الماي إذا سقط فيه أي دع سائل .
المبحث الثاني
تعريف النفس إصطلاحاً

قال أو عبد الله بن مندة : أختلفوا في معرفة الروح والنفس ، فقال بعضهم : النفس طينية نارية ، والروح ورية روحانية .
وقال بعضهم : الروح لا هوائية والنفس ناسونية وأنالخلق بها إبتلي ويشرح العيا جي اللاهوت يقول أنه مصطلح تصراني بمعني الأولوهية ، وأن الناسوت نسبة إلي الأقسان .
وقالت طائفة وهم أهل الأثر – أن الروح غير النفس والنفس غير الروح ، وقوام النفس بالروح ، والنفس صورة العبد ، والهوي والشهري والعلاء معجون بها ولا عدو أعدي لإبن آدم من نفسه فالنفس لا تريد إلا الدنيا ولا تحب إلا إيهاها . والروح تدعو إلي الآخرة وتؤمرها وجعل الهوي تبعاً للنفس .
ومن هذا نستطيع القول بأن النفس هي صورة العبد والتي طالما أن الهوي والشهوة والبلاد معجون بها في صورة العبد المكلف الذي يحاسب يوم القيامة بما كسب .
المبحث الثالث :
التعريف اللفظي للنفس
وكما أشرنا من قبل أن النفس والروح بينهما فرق وفق ماجاء علي لسان بين منظور عند تعرضه لتعريف النفس لفظها ولهذا فأن أبو بكر بن الأنباري يقول : من اللغويين من سوّي النفس والروح وقال هما شئ واحد إلاّ أن النفس مؤنثه والروح مذكر ، وقال أيضاً الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل ، فإذا نام النائم فقبض الله نفسه ولم يقبض روحه ن ولا يقبض الروح إلا عند الموت .
ومن هنا نستطيع القول في إتفاق مع أبن منظور وإبن الأنباري ك أن نفس الحياه هي الروح وحركة الإنسان ونموه يكون به .
وهناك من يقول أن مسمي النفس والرح واحد وهم الجمور . وثمة من يقول أنهما متغايران .
إلا أن العياجي فيقول : أن النفس في القرآن سلطة علي الذات بجملتها كقوله تعالي : "فسلموا علي أنفسكم " وقوله تعالي : "يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " وقوله تعالي "كل نفس بما كسبت رهينة" وتطلق علي الروح وحدها ، كوقوله تعالي : "يا أيتها النفس المطمئنة "،وقوله تعالي "أخرجوا أنفسكم"، وقوله تعالي " ونهي النفس عن الهوي " وقوله تعالي " أن النفس لأمارة بالسوء".
أما الروح فلا تطلق علي البرية لا بإنفراده ولا مع النفس ، وتطلق علي القرآن الذي أوحاه الله تعالي إلي رسوله ، قال تعالي :"وكذلك أوصينا إليك روحاً من أمرنا" .
وسميت النفس روحاً الحصول الحياه بها ، وسميت نفساً إما من الشئ النفيس لنفاستها وشرفها ، وأما من تنفس الشئ إذا خرج فلكثرة خروجها ودخولها في البدن سمت نفساً . ومنه النفس بالتحريك ، فإن العبد كلما نام خرجت منه فإذا إستيقظ رجعت إليه .
الفصل الثاني
أنواع النفس وصفاتها
وقع في كلام كثير من الناس أن لأبن آدمم ثلاث أنفس : نفس مظمئنة ونفس لوامة ونفس أمارة بالسوء . وأن منهم من تغلب عليه هبذه ومنهم مت تغلب عليه الأخري ، ويحتجون علي ذلك بقوله تعالي : "يا أيتها النفس المطمئنة " وبقولة تعالي "لا أقسم بيون القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة " وقوله تعالي "أن النفس لأمارة بالسوء" وعلي هذا السياق لم لا تكون لإبن آدم أربع أنفس فقد قال تعالي أيضاً : "أرجعي إلي ربك راضية مرضية " والتحقيق أنها نفس واحدة ولكن لها صفات بإعتبار كل صفة بإسم فتسمي مطمئنة بإعتبار طمأنيتها إلي ربها بعبوديته ومحبته وخوفه ورجائه منها تطمع النظر عن محبة غيره وخوفه ورجاء فتسغني بمحبته عن جب ما سواه ، فالطمائنينة إلي الله سبحانه وتعالي حقيقية ترد فيه سبحانه وتعالي علي قلب عبده تجمعه عليه وترد فيه الشارد إليه حتي كانه كالس بين يديه يسمع به وينظر به ويتحرك به ويبطش به فتسرب تلك الطمأنينة في نفسه وقلبه ومفاصله وقواه الظاهرة والباطنة تجذب روحه إلي الله .
أما النفس اللوامة فهي التي لا تبقي علي حاله واحدة فالتلوم هو التردد .
أما النفس الأمارة فهي المذمومة التي تأمر بالسوء فالنحاول إذن أن نعرض لكل صفة من صفات النفس لتستبين خصائصها وصفاتها إن شاء الله .
المبحث الأول :
النفس الأمارة بالسوء
لقد تم ربط النفس بالأمر بالسوء في قوله تعالي : علي لسان إمرأة العزيز في قول وفي قول آخر علي لسان سيدنا يوسف عليه السلام :"وما أيري نفس أن النفس لأمارة باسوء الأمار هم ربي أن ربي غفور رحيم" والمراد بالنفس الأمارة بالسوء : أن النفس إذا تركت الإعتراض علي سوء أزعنت وأطاعت لمقتضي الشهوات ودواعي الشيطان سميت بالنفس الأمارة بالسوء .
وهذه النفس الأمارة بالسوء هي من الأنفس المذمومة . التي أثبت الشيطان وبعد عن الفطرة والتقوي وإتجهت إلي الفجور . يقول تعالي : " ونفس وما سوّاها◌ فألهمها فجورها وتقواها ◌ قد أفلح من زكاها ◌ وقد خاب من دساها " فقد خلق الله تعالي النفس سوية مستقيمة علي الفطرة القويمة حيث قال تعالي : "فأقم وجهك للدين حنفياً فطرة الله التي فطر الناس عليها ◌ لا تبديل لخلق الله " وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كل مولود يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة حمياء هل يحسون فيها من جدعا" ؟ . ومن رواية عياض بن حماد المجاشعي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " أني خلقت عبادي ضعفاء فجاءتهم الشياطين فإحتالتهم عن دينهم " فالنفس إذن نفس قوية مستقيمة ولكنها تنحرف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها . ولهذا يقول تعالي :"فالهمها فجورها وتقواها " أي بين الله لها الخير والشر علي حد قول قتادة ومجاهد والضحاك والثوري وعن إبن الأسود الدبلي : قال :"أن رجلاً من مزينة أو جهينة أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون أشي قضي عليه ومضي عليهم من قدر قد سبق أم شئ مما يستعبدون المجة ؟ قال بل شئ قضي عليهم " قال ففيم نعمل ؟ قال : "من كان الله خلقه لأحد المنزلتين يهيئه لها وتصديق ذلك في كتاب الله تعالي ""ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها " .
ولهذا فإن النفس الأمارة بالسوء يهيأ لها التوبه والغفران . قال تعالي "ولا تقنطوا من رحمه الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً " . والنفس الأمارة بالسوء إذا نجحت في الإنحراف إلي السوء فإن صاحبها يكون قد دسسها أي أخملها ووضع منها بخزلانه إياها عن الهدي حتي ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل .
ويقول إبن كثير يحتمل أن يكون المعني قد أفلح من أتي الله نفسه وقد خاب من دس الله نفسه عن إبن عباس . وعن إبن عباس أيضاً قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في قول الله عز وجل (قد أفلح من زكاها) قال النبي صلي الله عليه وسلم "أفلحت نفس زكاها الله عز وجل " وقال الطبراني : "حدثنا يحي بن عثمان بن صالح حدثنا أبي حدثنا إبن لهيفه عن عمر بين دينار عن إبن عباس قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أمر بهذه الآيه (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) وقف ثم قال : "اللهم آتي نفسي تقواها" أنت وليها ومولاها ، وخير من زكاها .
وعن الإمام أحمد قال : حدثنا وكيع عن نافع عن إبن حجر عن صالح بن سعيد عن عائشه إنها فقدت النبي صلي الله عليه وسلم من مضجعه فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول : " رب أعط نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها " . وقال الإمام أحمد أيضاً (بعنعنة طويلة ) عن زيد بن الأرقم قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " اللهم أني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم أني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوه لا يستجاب لها ."
ومن كل هذا يتبين لنا أن النفس الأمارة بالسوء هي تلك النفس التي يغلب عليها إتباع هواها بفعل الذنوب والمعاصي . وأرتكاب الكبائر وخاصة أكبرها . فعن إبن مسعود قال : "قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك ، قلت ثم أي ؟ قال ثم أن تقتل ولدك خشيه أن يطعم معك . قلت ثم أي ؟ قال : أن تذني بحليلة جارك" ولهذا الترتيب وجهه معقول ن وهو أن قوي الإنسان ثلاث قوي العقل وقوي الغضب وقوي الشهوة فأعلاها القوة العقلية التي تختص بها الإنسان دون سائر الدواب ، وتشاركه فيها الملائكة وكما قال أبو بكر عبد العزيز من أصحابنا وغيره خلق الملائكه عقول فلا شهوة وخلق البهائم بشهوة بلا عقل ، وخلق للإنسان عقل وشهوة . فمن غلب عليه شهوته فهو خير من الملائكه ، ومن غلب شهوته عقله فإليها ثم خير منه .
ثم القوة الغضبية التي فيها دفع المضرة ، ثم القوة الشهوية التي فيها جلب المنفعة ولتفادي أمر النفس بالسوء لا بد من مجاهدتها جهاداً مستمراً . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل" وقال نبينا صلي الله عليه وسلم يقوم قدموا من الجهاد : "مرحباً بكم قدمتم من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر " قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس. وقال صلي الله عليه وسلم :"كف أذاك عن نفسك ولا تتابع هواها في معصية الله تعالي إذن تخاصمك يوم القيامة فيلعن بعضكم بعضاً إلي أن يغفر الله تعالي ويستر " .
ولا بد كذلك من نهي النفس عن الهوي المأوي ذلك أن الطغيات هو التمرد والعتوه . قال تعالي : "فأما من طغي وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوي وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوي" ومن خصائص النفس الأمّاره بالسوء ما يلي : -
2. أن كل ما جاءت به النفس المطمئنة ضاهتها هذه النفس الأمارة بالسوء وجاءت من الشر بما يقابله حتي تفسره عليها ، فإذا جاءت من الأيمان والتوحيد جاءت هذه بما يقدح في الإيمان من الشك والنفاق . ومايقدح في التوحيد من الشرك ومحبة غير الله وخوفه ورجائه .
3. وأن النفس الأمارة بالسوء أنها تسحر العقل والقلب فتأتي إلي إشراف الأشياء وأفضلها وأجلها فتخرجه في صورة قد مومة . وأكثر الخلق لم يصلوا إلي النظام الأول عن الفوائد والمألوفات .
4. وأنها يُري الفعل صورة تجريد لتوحيد التي هي أبهي من صورة الشمس والقمر في صورة التنقيص المذموم حتي تنقاد العقول المسحورة بهذا فيقولون : "أصل الآلهة إلهاً واحداً ، أن هذا لشئ عجاب" .
5. وأنها تري العقول صورة الصدق في الجهاد في سبيل الله في صورة عداة الخلق وأذاهم وحرمهم ، وتعريض الأنفس للبلاء لما لا يطاق ، كما تريهم الجهاد في صورة تقتل فيها النفس ويصير الأولاد يتامي ويقسّم المال . وتريهم حقيقة الزكاة والصدقة في صورة مفارقة المال ونقصة وخلو اليد منه وإحتياجه إلي الناس ومساواته للفقير وعودة لمنزلته .
6. والنفس الأمارة بالسوء هي تلك التي يكون الشيطان قرينها وصاحبها الذي يليها فهو يعدها ويمنيها وتقذف فيها الباطل ويأمرها بالسوء ويزينه لها ويطيل في الأمل ويريها الباطل في صورة تقبلها وتستحسنها ويمدها بأنواع الأمداد الباطل من الأماني الكاذبه والشهوات المهلكة.
المبحث الثاني
النفس اللوامة
"قال سره بن خالد عن الحسن البصري في هذه الآية أن المؤمن والله ما نراه إلاّ يلوم نفسة : ما أردت بكلمتي ، ما أردت بأكلتي ، ما أردت الحديث نفس وأن الفاجر يمضي قدماً ما يعاتب نفسه . وقال جوقير بلغنا عن الحسن انه قال في قوله (ولا أقسم بالنفس اللوامه ) قال ليس أحد من أهل السماوات والأرض إلا ويلوم نفسه يوم القيامة . وقال إبن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله إبن صالح بن مسلم عن إسرائيل عن شماك أنه سأل عكرمة عن قوله (ولا أقسم بالنفس اللوامه) قال يلوم علي الخير والشر لو فعلت كذا وكذا )" . وعن إبن عباس : أن النفس اللوامة هي النفس اللؤم وقال إبن علي بن أبي نجيح عن مجاهد : تندم علي ما فاتها وتلوم عليه . وقال علي بن أبي طلحة عن إبن عباس : اللوّامة : المزمومة . وقال قتادة اللوَّامة الفاجرة . وقال إبن جرير : وكل هذه الأقوال متقاربة المعني والأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها علي الخير والشر وتندم علي ما فات .
ومن كل تلك التعاريف للنفس اللوّامة نتلمس أنها تلك النفس والتي تخطئ وتنحرف عن جادة الصواب ولكن تنتبه من القفلة التي ساقتها إلي ذلك الإنحراف فتكتشف أن لا سبيل إلي العودة إلي الماضي فتلوم صاحبها علي ذلك . ذلك أنه لا سبيل إلي طلب الرجوع لتعمل صالحاً : قال تعالي : "ربنا أبصرنا وسمعنا فأرجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون " فالمشركون حين عاينوا البعث وقاموا بين يدي الله عز وجل حقيرين زليلين ناكسي رؤوسهم أي من الحياء والخجل يقولون ربنا أبصرنا وأسمعنا أي نحن الآن نسمع قولك ونطيع أمرك فإذا كان هذا حال المشركين يوم القيامة فأن النفس اللوّامة لا تكتشف هذا في حياتها الدنيوية إلا بعد أن ترتكب المعاصي ثم تلوم صاحبها . فهي إذن أحسن حال من المشركين الذين لا يكتشفون ذلك إلا يوم البعث والقيامة وآني لهم الرجوع ليعملوا صالحاً .
ومن الأمثلة علي لوم النفس علي المعاصي ما تضمنه قول الله تعالي :"فأقبل بعضهم علي بعض يتلاومون"، فقد ضرب الله مثلاً لكفار قريش فيما أهدي إليهم من الرحمه العظيمة وأعطاهم النعمة الجسيمة وهو بعثه محمد صلي الله عليه وسلم اللهم فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة . ولهذا قال تعالي "إنا بلوناهم" أي إختبرناهم (كما بلونا أصحاب الجنه). وهي البستان المشتمل علي أنواع الثمار والفواكه . فحلف أصحاب هذا البستان ليجزن ثمرها ليلاً لئلا يعلم به فقير ولا سائل ليتوفر ثمرها عليهم ولا يتصدقون منه بشئ . ولهذا حنثهم الله في إيمانهم فقال تعالي :"فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم". قد حرموا خير جنتهم بذنبهم ولهذا فإنهم إعترفوا حيث لا ينفع الإعتراف قال تعالي :"وأقبل بعضهم علي بعض يتلاومون " أي يلوم بعضهم بعضاً علي ما كانوا أصروا عليه من منع المساكين من حق الجزاء. فهذه هي النفس اللوّامة التي عند وقوعها في الخطيئه يهيأ لها أنها غير خاطئه ثم بعد ذلك يتبين لها كل شئ بوضوح فتلوم صاحبها حيث لا ينفع اللوم .
ضضضضض ومن النفس اللوّامة نفس المؤمن التي تلوم صاحبها علي كل شئ خوفاً من أنه قد يكون مخالفاً لما فرضه الله تعالي . وهذه النفس أرفع درجه عما سبق أن عرضنا لها .
هذا وقد إختلف الفقهاء في تعريف النفس اللّوامة ,فقالت طائفة : هي التي لا تثبت علي حال واحدة وتلك الطائفة أخذت اللفظ من التردد واللوُّم . فهي في رأيهم كثيرة التغلب والتلوُّن . وهي من أعظم آيات الله ، فإنها مخلوق ن مخلوقاته تتغلب وتتلون في الساعة الواحدة فضلاً عن اليوم والشهر والعام والعمر ألوان متلونه ، فتذكر وتفضل وتقبل وتعرض وتتيب وتجفو وتحب وتبغض وتفرح وتحزن وترضي وتغضب وتطيع وتثث وتفجر .ولهذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحلف:"لا ومقلب القلوب" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"إنما سُمي القلب من تقلّبه" وقال أيضاً :"مثل القلب كمثل الريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهر البطن".
وقالت طائفة أخري : اللفظة مأخوذه من اللوم ثم إختلفوا فقالت فرقة : هي نفس المؤمن وهذا من صفاتها المجردة .
قال الحسن البصري : إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه دائماً يقول ما أردت بهذا ؟ لِم فعلت هذا ؟ كان غير هذا أولي ..... أو نحو ذلك . وقال غيره هي نفس المؤمن توقعه في الذنب ثم تلومه عليه فهذا اللوم من الإيمان بخلاف الشقي فإنه لا يلوم نفسه عن ذنب بل يلومها وتلومه علي قواته وقالت طائفة ثالثة هذا اللوم يوم القيامة فإن كل أحد يلوم نفسه إن كان مسيئاً علي إساءته وإن كان محسناً علي تقصيره .
وهذه الأقوال كلها حق ولا تتنافي في بينها فإن النفس موصوفه بهذا كله وبإعتباره سُميت لوُّامة ولكن اللوّامة نوعان :
لوّامة ملومة : وهي النفس الجاهلة الظالمة التي يلومها الله وملائكته . ولوّامة غير ملومة ، وهي التي لا تزال تلوم صاحبها علي تقصيره في طاعة الله مع بزله جهده فهذه غير ملومه ، وأشرف النفوس من لا من نفسها في طاعة الله ، وإحتملت ملام اللائمين في مرضاته ، كلاماً تأخذها فيه لومة لائم ، فهذه قد تخلصت من لوم الله ، وأما من رضيت بأعمالها ولم تلم نفسها ولم تحتمل في الله ملام اللوّام ، فهي التي يلومها الله عز وجل .

المبحث الثالث :
النفس المطمئنة
النفس المطمئنة هي تلك النفس الزكية المطمئنة وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق والي يقال لها يوم القيامة "يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلي ربك راضياً مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي"أي أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلي جوار ربك وثوابه وما أعده لعباده في جنته . أرجعي راضيه في نفسك مرضيه أي رضيت عن الله فرض عنك وأرضاك . فأدخلي في عبادي أي حملتهم وأدخلي جنتي وهذا يقال لها عند الإحتضار وفي يوم القيامة أيضاً كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند إحتضارة وعند قيامه من قبره فكذلك ههنا . وعن سعيد بن جبير قال : قرأت عن النبي صلي الله عليه وسلم (يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلي ربك راضيةً مرضية ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أن هذا لحسن ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم "أما إن الملك سيقول لك هذا عند الموت"). وعن سعيد بن جبير قال : مات بن عباس بالطائف فجاء خير لم ير علي خلقته فدخل نعشه ثم لم ر خارجاً منه فلما دفن تليت هذه الآيه علي شفير القبر لا يدري من تلاها (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي ).
وعن قتادة بن زر بين أبي هاشم قال : أسرت في بلاد الروم فجمعنا الملك وعرض علينا دينه علي أن من أمتنع ضربت عنقه فأرتد ثلاث وجاء الرابع فأمتنع فضربت عنقه وألقي رأسه في النهر هناك فرسب في الماء ثم طفح علي وجه الماء ونظر إلي أولئك فقال يا فلان ويا فلان ويا فلان يناديهم بأسمائهم ، قال تعالي في كتابه (يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي) ثم غاص في الماء ، قال فكادت النصاري أن يسلموا ودفع سرير الملك ورجع أولئك الثلاثة إلي الإسلام قال وجاء الغداء من عند الخليفة أبي جعفر المنصور فخلصنا .
وطمأنينة النفس من طمأنينة القلب ، قال تعالي "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، الا بذكر الله تطمئن القلوب ". أي تطيب وتركن إلي جانب الله وتسكن عند ذكره وترضي به مولي ونصيراً. ولهذا قال (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) أي هو حقيقة بذلك . وطمأنينة القلب سكونه وإستقراره بزوال التعلق والإنزعاج والإضراب عنه وهذا لا يتآتي بشئ سوي الله تعالي وذكره البته ، أما ما عداه فالطمأنينة إليه غرور والثقة به عجز قضي الله سبحانه وتعالي قضاء لا مرد له أن من أطأن إلي شئ سواه أتاه التعلق والإنزعاج والإضطراب من جهته كائناً من كان ، بل لو أطمأن الصداح علمه وحاله وعمله سليه وزايلة . وقد جعل الله نفوس المطمئنين إلي سواه أعراضها لسهام العلاء العليم عباده وأولياؤه أن المتعلق بغيره متطوع والمطمئنين إلي سواه عن مصالحه ومقاصده مصدود وممنوع .
وحقيقة الطمأنينة التي تصير بها النفس مطمئنة أن تطمئن في باب مفرقة أسمائه وصفاته ونعوته كما له إلي خيره الذي أخبر به عن نفسه وأخبرت به عنه رسله فنتلقاه بالقبول والتسليم والإذعان . وإنشراح الصدر له وفرح القلب به ، فإنه معرّف من معرفات الرب سبحانه وتعالي إلي عبده علي لسان رسوله . فلا يزال القلب في أعظم القلق والإضطراب في هذا الباب حتي تخالط الإيمان بأسماء الرب تعالي وصفاته وتوحيده وعلوه علي عرشه .
وهذه الطمأنينة أصل أصول الأيمان التي قام عليه بتأؤه . ثم يطمئن إلي خيره عما بعد الموت من أمور البرزخ عياناً وهذه حقيقة اليقين الذي وصف به سبحانه وتعالي أهل الإيمان حيث قال : "وبالآخره هم يُوقنون".حيث لا يصح الإيمان بالغيب وأقام الصلاة والزكاة لا مع الإيمان بما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم ما جاء به من قبله من الرسل صلوات الله عليهم أجمعين والإيقان بالآخرة كما أن هذا لا يصح إلا بذلك . فلا يحصل الإيمان بالآخرة حتي يطمئن القلب إلي ما أخبر الله سبحانه به عنها طمأنينته إلي الامور التي لا يشك فيها ولا يرتاب . فهذا هو المؤمن حقاً . وقد جاء في حديث حارثه : أصبحت مؤمناً ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك" ؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا وأهلها وكأني أنظر إلي عرس ربي بارذاً وإلي أهل الجنة تزاورون فيها وأهل النار يطربون فيها ن فقال : "عبد خوّر الله قلبة" ومن صفات النفس المطمئنة الصدق . قال إبن عباس رضي الله عنهما : المطمئنة المصدقة ، وقال قتادة : هو المؤمن أطمأنت نفسه إلي ما وعد الله . وقال الحسن : المصدقة بما قال الله تعالي ، وقال مجهاد هي النفس التي أيقنت بأن الله ربها المسلمة لأمر فيما هو فاعل بها . وروي منصور عنه قال : النفس التي أتقنت أن الله ربها وضربت جأشاً لأمره وطاعته وقال إبن أبي نجيح عنه : النفس المطمئنة المختبته (أي الكاشفة المستكلينة) إلي الله ، وقال أيضاً : هي التي أيقنت بلقاء الله . فكلام السلف في المطمئنة يدور علي هذين الأصلين طمأنينة العلم والإيمان ، وطمأنينة الإراده والعمل. والنفس المطمئنة يكون قرينها الملك بينما الشيطان قرين الأمارة بالسوء . وقد روي أبو الأحوص ، عن عطاء بن السائب ، عن مرة ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أن للشيطان لمه" (هي الهمة والخطرة في القلب) بإبن آدم وللملك لمة ، فأما لمة الشيطان فإبعاد بالشر والتكذيب بالحق ، ,اما لمة الملك فإبعاد بالخير وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك فاليعلم أنه من الله وليحمد الله ، ومن وجد الآخر فاليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ : "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء" وقد رواه عمرو عن عكام بن السائب وزاد فيه عمرو قال : سمعنا هذا الحديث أنه كان يقال : إذا أحس أحدكم من لمة الملك شيئاً فاليحمد الله واليساله من فضله ، وإذا أحس من لمة الشيطان شيئاً فاليستغفر الله وليتعوذ من الشيطان.
المبحث الرابع :
النفس الراضية
يقول الله تعالي : "فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم أقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه فهو في عيشة راضية ". هنا يخبر الله تعالي عن سعادة من يؤتي كتابه يوم القيامة بيمينه وفرحه بذلك وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه (هاؤم أقروا كتابيه) أي خذو كتابيه لأنه بدل الله سيئاته حسنات وقال إبن عثمان "المؤمن يعطي كتابه بيمينه في ستر من الله فيقرأ سيئاته فكلما قرأ سيئة تغير لونه حتي يمر بحسناته فيقرؤها فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات قال فعند ذلك يقول هاؤم اقرءوا كتابيه". وعن إبن عمر حين سئل عن النجوي فقال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : "يدني الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها حتي إذا رأي أنه قد هلك قال الله تعالي أني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطي كتاب حسناته بيمينه " وقوله تعالي "أني ظننت أني ملاق حسابيه" أي قد كنت مؤمناً في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة كما قال تعالي "الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم" فالله تعالي "في عيشة راضية" أي مرضية "في جنة عالية" أي رفيعة قصورها ، حسان صورها ، نعيمة ودرها ، دائم صورها .
تلك هي حالة النفس الراضية التي يغمرها الله برحمته . فمن هذا التفسير نفهم أن الله يبدل سيئات العبد حسنات وهذا دليل قول رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي ثبت في الصحيح :"أعملوا وسددوا وقاربوا وأعلموا أن أحداً منكم لن يدخله عمله الجنة "، قالوا ولا أنت يا رسول الله قال :"ولا أنا إلاّ أن يغمرني الله برحمه منه وفضل". وقال تعالي :"فلأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية " ويفسر إبن كثير هاتين الآيتين بقوله : "أي رجحت حسناته علي سيئاته فهو في الجنة " .
ومن كل ذلك يتبيّن لنا أن النفس الراضية هي تلك النفس التي :
1. تسعد بكتابها يوم القيامة بعد أن يبدل الله سيئاتها حسنات .
2. يتغمدها الله برحمته يوم القيامة فيدخلها الجنة .
3. يسترها الله في الدنيا ويغفر لها سيئاتها في الآخرة .
4. تثقل موازينها يوم القيامة فترجع حسناتها علي سيئاتها .
الفصل الثالث
المبحث الأول :
مظاهر حفظ النفس في الإسلام
1. المظهر الأول من حفظ النفس من التمزق والشتات
من أهم المظاهر التي تتعلق بحفظ النفس في الإسلام سلامة النفس من التمزق والصراع بصفتها ثمرة من ثمرات الربانية ، ربانية الغاية والوجهه التي وضحها الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه (الخصائص العامة للإسلام) بقوله "أن الإسلام إختصر غايات الإنسان في غاية واحدة هي إرضاء الله تعالي وركز همومه في هم واحد هو العمل علي ما يرضيه سبحانه وتعالي ولا يريح النفس الإنسانية شئ كما يريحها وحدة ثمانيها ووجهتها في الحياة فتعرف من أين تبدأ وإلي أين تسير ومع من تسير" .
ولا يشقي الإنسان شئ مثل تناقض غاياته وتباين اتجاهاته وتضارب نزعاته فهو حيث يشرّق وحيث يغرّب وتارة يتجه إلي اليمين وطوراً يتجه إلي اليسار ومرة يرضي زيداً فيغضب عمرو ، وأخري يرضي عمراً فيغضب زيد وهو في كلا الحالتين دائر بين رضا هذا وغضب ذاك.
فعقيدة التوحيد قد منحت المسلم يقيناً بأن لا رب إلا الله تعالي يرجي يخاف ويرجي ولا إله إلا الله يتجنب سخطه ويلتمس رضاه وبهذا أخرج المسلم كل الأرياب الزائفة من حياته وحطم كل الأصنام المادية والمعنوية من قبله وخص بالله وحده رباً وعليه يتوكل وإليه ينيب وفي فضله يطمح ومن قوته يشكر وله يتودد وإليه تحتك وبه يعتصم قال تعالي : "ومن يقتصم بالله فقد هدي إلي صراط مستقيم" .
فهذا المهر وتلك الخاصية من خصائص الإسلام والتي هي الربانية هي التي تعتبر من أهم مظاهر حفظ النفس من التمزق والشتات .
المبحث الثاني :
 المظهر الثاني من حفظ النفس في الإسلام :
التحرر من العبودية للأنانية والشهوات :
التحرر من العبودية للأنانية والشهوات يفيد أيضاً مظهر من مظاهر حفظ النفس ذلك أن الأنانية تفض إلي العبودية للشهوات . ولهذا فإن الفرد الذي ينساق وراء إشباع شهواته بدافع حيه لنفسه إنما هو في الحقيقة يصل علي صلاحها .
ولهذا فإن الإنسان الرباني المؤمن بالله الواحد القهار بتجه إلي الموازنه بين رغبات نفسه ومتطلبات دينه بين ما تدفعه إليه شهوته وبين ما يأمره به ربه وبينما غلب عليه الهوي وبينما غلبه عليه الواجب الديني بين قشعة اليوم وحساب الغد وبين لذه عاجلة في دنياه وحسب عسير ينتظره في أخراه .
والذي يساعد الإنسان الرباني علي كل ذلك إنما هو إيمانه بالواحد القهار . وقد لا يصل الإنسان إلي تلك الدرجة الكاملة من الخشية لله تعالي ولكنه دائماً يكون راجياً إلي تلك الدرجة الكاملة من الإيمان فإذا إنحدر عنها فإنه سرعان ما يعود إلي الله تائباً مستغفراً من ذنبه ومهتدياً لقول الله تعالي :"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأمر فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون."
ذلك إن أصابه اللين في العيش والرفاهية قد تؤدي إلي الفتور عن بعض العبادات والخشوع لذكر الله كما حدث للصحابه لما قدموا للمدينة وأصابوا لينا في العيش والرفاهية . فنزلت هذه الآية تحثّهم وتعاتبهم.
وعن شداد بن أوس كان يروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "أو ما يرفع من الناس الخشوع". فإذا كان الأمر كذلك فإن التحرر من العبودية للأنانية والشهوات يؤدي إلي زيادة الخشوع لذكر الله فيرفع ذلك الخشوع يوم القيامة وبهذا تحفظ النفس من عذاب جهنم يوم القيامة ويا له من حفظ دائم سرمدي . ففي هذا هذا يقول تعالي :"وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوي" أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهي نفسه عن هواها وزدّها إلي طاعة مولاها فإن الجنة هي المأوي أي هي منقلبة ومصيره .
فهذه الخشية وذلك الخوف من الله الذي يدفع المرء إلي طاعتة الله فيأويه الله تعالي في الجنة مظهر آخر من مظاهر حفظ النفس من الهلاك ومن العذاب يوم القيامة . فالتحرر إذن من عبودية الشهوات والأنانية يحفظ النفس من عذاب يوم القيامة .
المبحث الثالث :
المظهر الثالث من حفظ النفس في الإسلام :
العادات الضرورية من مقاصد الشريعة الإسلامية:
يقول الإمام الشاطبي في الموافقات :"إن تكاليف الشريعة ترجع إلي حفظ مقاصدها في الخلق وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثه أقسام" أحدها أن تكون ضرورية .والثاني أن تكون حاجية والثالثه أن تكون تحسينية . فأما الضرورية فمعناها أنها لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا علي إستقامة بل علي فساد وتهارج وفوت حياه وفي الآخر فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين .
وفي رأي الشاطبي أن "العادات راجعة إلي حفظ النفس والعقل من جانب الوجود أيضاً كتناول المأكولات والمشروبات والملبوسات والمسكونات وما أشبه ذلك" ..... ويجمع ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ويقول أيضاً :"أن مجموع الضروريات خمسه وهي حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل".
ومن هنا نستطيع القول بأن العادات المتعلقة بحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ العقل جميعها تؤدي في النهاية إلي حفظ النفس فلن تكون النفس محفوظة بغير نسل وبغير عقل . ولهذا فإن الضروريات التي يقرها الإسلام هي التي تحفظ النفس . وتقد أتيت العلم الحديث أن أكل الميته أو الدم أو لحم الخنزير مؤذ للنفس البشرية فالإسلام أذن حفظ النفس عن طريق فرضض العادات التي تحفظ النفس لا التي تضرها وتهلكها .
ومن الضروريات التي تحفظ النفس المعاملات . فالمعاملات ما كان راجياً إلي مصلحة الإنسان مع غيره إنتقال الإحلال .... إلخ ومن الضروريات أيضاً القصاص والديات للنفس والحد للعقل فهي تحفظ النفس ولولا ذلك لأقتتل الناس فيما بينهم دون رادع.
"والمقاصد الضرورية في الشريعة أصل للحاجية والتحسينية ، فلو فرض إختلال الضروري بأخلاق لأختلّا بإختلاله ولا يلزم من إختلالها إختلال الضروري بإطلاق "نعم قد يلزم من إختلال التحسين بإخلاق إختلال الخارجي بدرجة ما . وقد يلزم من إختلال الحاجي بإطلاق إحتلال الضروري بوجه ما فلذلك إذا حوفظ علي الضروري فسيبغي المحافظة علي الحاجي وإذا حوفظ علي الحاجي فسيبغي المحافظة علي التحسين إذا ثبت أن التحسين تخدم الخاص وأن الخاص يخدم الضروري فإن الضروري هو المطلوب".
ومن هنا فإن حفظ النفس يعتمد علي ما أكده الشاطبي بقوله إن مقاصد الشريعة الثلاثة تعتمد علي مبادئ هي :"أن أحدها أن الضروري أصل لما سواه من الحاجي والتمكبلي والثاني أن إختلال الضروي يلزم منه إختلال الباقين بإطلاق وإختلال الضروري ، والثالث أن لا يلزم من إختلال التحسين بإطلاق أو الحاجي بإطلاق إختلال الضروري " بوجه ما والخامس أنه يتبقي المحافظة علي الحاجي وعلي التحسين للضروري".
والآن ماهي الحاجيات وماهي التحسينات التي ينبغي المحافظة عليها لصالح الضروريات التي تحفظ النفس في الشريعة الإسلامية ؟.
أن الحاجيات تلك هي التي تفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلي الحرج والمشقة اللاحقة بفوات المطلوب فإذا لم تراع دخل المكلفين علي الجملة الحرج والمشقة ، ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد والعادي المتوقع من المصالح العامة . وهي جارية في العبادات والعادات والمعاملات والجنايات . ففي العبادات كالرخص المخففة بالنسبة إلي لحوق المشقة بالمرض والسفر . وفي العادات كإباحة الصيد والتمتع بالطيبات مما هو حلال مأكلاً ومشرباً وملبساً ومسكناً ومركباً وما أشبه ذلك ، وفي المعاملات كالقراض والنسيئ والسلم وإلقاء التوابع في العقد علي المبيوعات كثمرة الشجر ومال العبد . وفي الجنايات كالحكم ززنننزززنننزززنننززننزز الديه علي العاقلة وتضمنين النصائح وما أشبه ذلك .
وأما التحسينات فمعناها الأخذ بما يليق من محاسن العادات وتجنب الأحوال والمدنسات التي تأنفها العقول الراجحات. وتجمع ذلك قسم مكارم الأخلاق وهي جاريه قيم جرت فيه الاوليان ففي العبادات كإزالة النجاسة ..... إلخ .
المبحث الرابع :
 المظهر الرابع من مظاهر حفظ النفس في الإسلام :
العدل:
يقول الله تعالي في العدل :"يا أيها الذين آمنوا كونوا قواميين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم علي الاّ تعدلوا فأعدلوا هو أقرب للتقوي وأتقوا الله أن الله خبير بما تعملون ".
وفي تفسيره لهذه الآيه يقول إبن كثير:"أي كونوا قوامين بالحق لله عز وجل لا لأجل الناس والسمعة وكونوا (شهداء بالقسط)" أي بالعدل لا بالجور . وفي قوله(ولا يجرمنكم شنئان قوم ألاّ تعدلوا ) قال أي لا يحملنكم بعض قوم علي ترك العدل فيهم بل إستعملوا العدل في كل أحد صديقاً كان أو عدواً ولهذا قال (أعدلوا هو أقرب للتقوي) أي عدلكم أقرب إلي التقوي من تركه .
ومن هنا نجد أن التقوي لما كانت مظهراً من مظاهر حفظ النفس في الدنيا والآخرة كما أشرنا عندما تعرضنا لمظاهر حفظ السبابقة لتبيين أن العدل الذي هو أقرب للتقوي يعتبر مظهراً آخر من مظاهر حفظ النفس . ولهذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِيبْ جراما ً". وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم :"أن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله ". وقال النبي أيضاً :"أول ما يقضي بين الناس في الدماء". وقال أيضاً :" أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وقول الزور أو قال شهادة الزور " .
وعدم قتل النفس التي حرَّم الله مما جاء في نننننن رسول الله صلي الله عليه وسلم كما جاء في حديث المبايعة وهكذا يتبيّن لنا أن قتل النفس بغير حق هو الظلم وأن العدل عدم قتل النفس إلا بالحق . وأن قتل النفس بغير حق هو الخروج عما أثي به الرسول صلي الله عليه وسلم ونعلم أن الخروج عما أتي به الرسول صلي الله عليه وسلم يعني العصيان ومخالفه قول الله تعالي :".... وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا وأتقوا الله إن الله شديد العقاب".
ومن هنا يكون في الوسع القول بأن العدل يقتضي طاعة الله سبحانه وتعالي وأتباع سنة الرسول صلي الله عليه وسلم الأمر الذي يفضي إلي حفظ النفس في الدنيا والآخرة .
ذلك أن قتل النفس بغير حق يجعل القاتل من الخاسرين فتضيع نفسه قال تعالي مخبراً عن أين آدم : "لأن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك أني أخاف الله رب العالمين" . أني أريد أن تبوأ بأثمى وأثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين . فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسيرين".
المبحث الخامس :
 المظهر الخامس من مظاهر حفظ النفس في الإسلام :
التوبه :
ومن مظاهر حفظ النفس التوبه إلي الله توبة نصوحاً . قال تعالي :"فإذا أنسلخ الأشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلُّوا سبيلهم أنَّ الله غفور رحيم" .
وفي تفسيره لهذه الآيه قال إبن كثير في تفسيره لكلمة (وخذوهم) : أي أسرُّوهم إن شئتم قتلاً وأن شئتم أسراً . وفي قوله "وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد" قال : أي لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم . بل أقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم والرصد في طرقهم ومسالكهم حتي تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم إلي القتل أو الإسلام . ولهذا قال "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة خلّوا سبيلهم أن الله غفور رحيم " .
وقد جاء في الصحيحين عن أبن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : "أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة الحديث"
ومن هنا يتبيّن أن التوبه النصوحة إلي الله وإقامة الصلاة وإيتا الزكاة تحفظ النفس من القتل وتخليّ سبيلها والتوبة أيضاً تؤدي إلي مغفرة الله سبحانة وتعالي .
وروي إبن ماجه من حديث أبي الهيعة عن يزيد بين أوس حبيب عن عبد الرحمن بن تعلبة الأنصاري عن أبيه أن عمر بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أني سرقت جملاً لبني فلان فطهرني فارسل إليهم النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا إنا إفتقدنا جملاً لنا فأمر به فقطعت يده وهو يقول الحمد الله الذي طهرني منك أردت أن تدخلني يدي النار.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سرقت أمرأة حلياً فجاء الذين سرقتهم فقالوا يا رسول الله سرقتنا هذه المرأة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أقطعوا يدها اليمني" فقالت المرأة هل من توبة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أتت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك " . ومن هنا يتبيّن لنا أن التوبة إلي الله تحفظ النفس من عذاب يو القيامة .




الفصل الرابع

الخــاتمة


ويتبيّن لنا من كل ما سبق أن سقناه ، أن مظاهر حفظ النفس في الإسلام تتطابق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها .
ذلك أن حفظ النفس من التمزق والشتات يتطابق مع هذه الفطرة كما أن التحرر من العبودية للأنانية والشهوات من الفطرة الإلهية ، وأن العادات الضرورية من مقاصد الشريعة الإسلامية من مظاهر هذه الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها وأن العدل من الفطرة . وكذلك التوبة فكل ذلك يحفظ النفس البشرية في الدنيا وفي الآخرة ويجعلها نفس مطمئنة ونفس راضية مرضية ويجعلها لوّامة غير ملومة من الله سبحانة وتعالي .

والله الموفق ،،،،،،












المراجع :

1. القرآن الكريم .
2. صحيح البخاري .
3. مسند أحمد بن حنبل .
4. إبن كثير : تفسير القرآن العظيم .
5. الغزالي : أحياء علوم الدين .
6. إبن منظور : لسان العرب .
7. محمد الأنور أحمد البلتاجي : الروح ، القاهرة ، دار التراث العربي ، الطبعة الأولي 1987م .
8. تفسير إبن عباس .
9. الدكتور يوسف القرضاوي : الخصائص العامة للإسلام ، الدار البيضاء ، دار المعرفة
10. الفخر الرازي : تفسير الفخر الرازي .
11. أبو أسحق إبراهيم الشهير بالشاطبي : الموافقات في أصول الأحكام ، القاهرة ، دار الفكر .

الموضوع الأصلي : حفظ النفس في الإسلام الكاتب : AlexaLaw المصدر : منتديات عالم القانون
التوقيع
توقيع العضو : AlexaLaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.AlexaLaw.com
 

حفظ النفس في الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


      هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة     
odessarab الكلمات الدلالية
odessarab رابط الموضوع
AlexaLaw bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم القانون :: منتدى AlexaLaw لعالم القانون :: القانون و الشريعة الإسلامية-
انتقل الى:  
الإسلامي العام | عالم القانون | عالم الكتاب و الثقافة العامه | التجاره و المال و الأعمال | البرامج و تكنولوجيا المعلومات | تطوير المواقع و المدونات | الترفيهي و الإداري العام

Powered by AlexaLaw.com ® Phpbb Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى عالم القانون © ::.

.::جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه و إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه في حدود الديمقراطيه و حرية الرأي في التعبير ::.