أوقف الخسارة باكرا ودع الأرباح تستمر

هذه القاعدة هي مصب جميع الطرق والخطط والاستراتيجيات التي تأخذ الكثير الكثير من وقت وعمر الذين دخلوا هذا العالم . الكل يسعى في النهاية إلى تحقيق هذه القاعدة وعلى الرغم من اختلاف الآراء والتحليل والإستراتيجيات إلا أن أحدا ما لا يستطيع أن يجادل في أن القاعدة السابقة هي الحجر الأساس في كل محفظة رابحة.
عندما يستطيع المتاجر أن يوقف خسارته باكرا وان يدع الإرباح تستمر فأنه سيكون قد وصل إلى النقطة التي يستطيع أن يطمئن فيها على نفسه وانه لاشك سينجح وسيكون تاجرا رابحا بالتأكيد

على الرغم من أن القاعدة السابقة هي كل لا يتجزأ أي أنها كيان واحد كل طرف فيها مشروط بالثاني للنجاح
فإنني سوف أقوم بتقسيم القاعدة السابقة إلى قسمين وهذا التقسيم هو تقسيم نظري لسهولة الشرح
القسم الأول = إيقاف الخسارة باكرا
القسم الثاني = دع الأرباح تستمر

على ضوء التقسيم المفترض سابقا أستطيع أن أصنف المتاجرين في أربعة أصناف

1. الصنف الأول :تاجر يوقف الخسارة باكرا ويدع الأرباح تستمر
2. الصنف الثاني : تاجر لا يوقف الخسارة باكرا ولكنه يدع الأرباح تستمر
3. الصنف الثالث : تاجر يوقف الخسارة باكرا ولكنه لا يدع الأرباح تستمر
4. الصنف الرابع : تاجر لا يوقف الخسارة باكرا ولا يدع الأرباح تستمر

الآن ......... إلى أي صنف ينتمي كل منا ....؟؟؟

بالتأكيد إن صفقة ما خاسرة يمكن أن تتحول إلى صفقة رابحة هذا احتمال وارد والذي يلعب على هذا الاحتمال يستطيع أن يحضر لنا الإثباتات على صحة هذه النظرة والبراهين عليها كثيرة في السوق . فياما وياما مرت علينا صفقات وصلت إلى خسارات كبيرة ثم عادت لتعطينا أرباح فالسوق من طبعه أن يصعد ثم يهبط أو يهبط ليصعد ثانية وهكذا...
طيب ........ الآن أريد أن اطرح سؤالا :
إذا دخلت في صفقة ما استنادا لتحليل أو استراتيجية معينة ثم بدأت تخسر ثم زادت الخسارة ثم زادت أكثر فأكثر فأكثر ...... هل هذا يدلك على شيء ؟؟
هل يمكن أن يكون تحليلك خاطئا ؟
هل يمكن أن يكون السوق قد عكس وغير اتجاهه؟؟
أريد أن أقول لك شيئا في هذه الحالة
ما هو الفرق بينك وبين شخص عديم الخبرة تماما بالبورصة وفي نفس الوقت دخلت أنت في صفقة وهو في أخرى ؟ .
أنت دخلت بناءا على التحليل والنظرة أو خطة ما وهو دخل عشوائيا الصفقتان تخسران وتزداد الخسارة وهو يدعو الله وأنت تنتظر لان يعود السعر باتجاهك - هو جاهل . أما أنت فقد دخلت بعد أن حللت .- و هولا يفهم وأنت أبو العريف .
لحظة ..... توقف ....اخرج من جسدك وتعال إلى مكاني هنا لترى ما أرى
إنني أرى صفقتين خاسرتين ومستمرتان في الخسارة لشخصين مختلفين في الشكل ولكن لا ولن أستطيع أن أميز من دخل بناءا على تحليل ومن دخل على طريقة : يا رب تيجي في عينو
النتيجة أمامي أن الاثنين هم تجار خاسرون لا محالة ليس لهذه الصفقة فقط بل سيخسرون في نهاية الأمر كل قرش يدخل محافظهم
ولو اختلفت الأعذار ولو تفلسف هذا وهو يشرح كيف حلل فهو في حقيقة الأمر وكما تشير النتائج لا يمكن أن أفرقه عن ذلك الجاهل أو الأمي الذي لا يعرب ألف باء البورصة
عليك أن تعلم أن السوق إذا عاد إليك بعد خسارة كبيرة سواء خسرتها وانتهى الأمر أم صبرت حتى عاد السعر إليك ثم خرجت متعادلا أو مع ربح عليك أن تعلم أن تحليلك المزعوم ليس له أي علاقة بعودة السعر
السعر لم يعد لان تحليلك هو الصحيح . السعر عاد لان السوق يتصرف كيف يشاء والسعر دوما يعود الكل يعرف ذلك قد يعود اليوم أو غدا أو بعد أسبوع نعم
والقدماء في هذا المجال يعرفون أن السعر يعود فاحد الخبراء القدامى في هذا السوق يؤكد ذلك فسعر سهم الشركة الفلانية الآن هو سعر كان قد وصل إليه في السابق لان أبوه اخبره أن جده قد سمع من أبيه أن صديق والده قد اشتراه بهذا السعر
الله يرحم الميتين لو كان لا يزال حيا اقصد لو كانوا ما يزالون أحياء لرأوا بأم أعينهم أن السعر قد عاد لنفس تلك القيمة

الكل بدون استثناء يقر ويعترف انه يمكن أن يخطئ في التحليل
والكل بدون استثناء يقر ويعترف أن السوق يمكن في لحظة ما أن يغير اتجاهه
لا شك أن صفقة تزداد خسارتها أكثر فأكثر هي صفقة تدل إما على تحليل خاطئ أو أن السوق قد غير اتجاهه
فحركة السعر هي المعيار والسوق دائما على حق.
طيب إذا كان لدينا صفقة من هذا النوع ونحن نعرف مسبقا أن تحليلنا قد يكون غير صحيح أو إن السوق قد غير اتجاهه ......... فما الذي يبقينا في هذه الصفقة ؟ لماذا نستمر في هكذا صفقة ؟
هل سبق لك أن مررت بهذه التجربة شخصيا أو رأيت أحدا يمر بها .... صفقة تخسر وتستمر بالخسارة وصاحبها مقسوم نصفين: نصفه أمل ونصفه الآخر خوف وتستمر الخسارة .......لا يستطيع أن يخرج لقد أصبحت خسارة كبيرة فكيف يخرج
يتحول الآن إلى شخص آخر نصفه خوف ونصفه الآخر ألم
وتستمر الخسارة ولم يتبقى سوى الألم
والألم نصفان : الم محتمل وألم غير محتمل
وتستمر الخسارة والألم كله الآن غير محتمل
والمثل يقول إذا كثرت همومك ناملها ( أي اذهب إلى النوم)
ولكن هيهات أن تنام
يصبح عصبيا مع أهله مع أصدقائه مع كل من حوله حتى الجمادات لا تسلم منه
يصبح مفصولا عن شاشة الكمبيوتر بطبقة من البصاق ... كلما عكس السوق أكثر أمطر الشاشة بوابل من البصاق ....... ثم ...
يا رب يجي مارجن كول حتى اخلص ..!!!!!
هل رأيت أحدا وصل إلى هذه النقطة
أن لم تكن رأيت أنت فقد رأيت أنا
المارجن كول هو المخلص نعم .... لماذا ؟
لأنه لا يملك الجرأة على إغلاق الصفقة
لابد أن يكون مرغما وبأداة خارجية على إغلاقها

لماذا نستمر في هكذا صفقة ؟
الجواب بكل بساطة : نحن لا نقبل الخسارة .......!!!!!!
طيب لماذا لا نقبل أن نخسر ؟؟؟؟
السبب أنه خلال مسيرة حياتنا وقبل حتى أن نتعلم النطق والكلام الكل حولنا كان يعلمنا إننا يجب أن لا نخسر
الأب - الأم - الأخوة - المدرسة – المعلم – مدرب الرياضة – الأصدقاء
في الألعاب الرياضية يجب أن لا تخسر
في الامتحانات الدراسية يجب أن لا تخسر
في محل التجارة في الوظيفة
وحتى في ألعاب التسلية كلعب الورق أو الشطرنج أو الاتاري
كل ذلك لا يجب أن تخسر فيه
فالناس لا يحبون الخاسر
والخاسر تصريفه في النحو
خسر يخسر خسارة فهو خاسر
الخاسر غير مرغوب فيه
الخاسر شخص ناقص
الخاسر شخص فاشل
هذا ما تعلمناه هذا ما ربينا عليه ........
فبالله عليكم كيف يمكن لشخص قد نقش في عقله ما سبق أن يقبل الخسارة .؟؟؟؟!!!

المشكلة انه في هذا السوق إن لم تقبل الخسارة فانك ستنتهي خارج السوق وربما سيبقى معك أو ربما لن يتبقى معك من المال شيئا
قد ينفع هذا الشيء الذي علمونا إياه في أماكن وظروف كثير ولكنه هنا في هذا المجال هو سم قاتل لا محالة

التجار يعرفون أن التجارة ربح وخسارة ليس التجار فقط بل أيضا عامة الناس فهذا مثل شائع .
والغريب أن هؤلاء أنفسهم ومعهم التجار ( واقصد هنا التجار خارج البورصة ) عندما يعملون في البورصة تظهر لديه العادة المنقوشة في العقول منذ الصغر ألا وهي : لا للخسارة
نعم تاجر الأقمشة يقبل أن يخسر في تجارته
تاجر الخشب يقبل
كل التجار يقبلون
إلا تجار البورصة
لماذا ؟؟؟
السبب أن التجار العاديين لا يتعاملون في تجارتهم على أساس أن هناك خصم أو عدو يجب أن اهزمه
بينما تجار البورصة يتعاملون مع السوق على انه عدو أو خصم يجب هزيمته والا هزمك أو قتلك
التجار العاديون إذا أصابتهم خسارة ما يراجعون السبب ثم يستجمعون قواهم ويعودون وهم مؤمنون أن الخير لا يزال موجودا هناك وسنجنيه بإذن الله في فرص قادمة.
أما متاجرو البورصة فإذا أصابتهم خسارة يصبحون كالنمر الجريح في ساحة المعركة فإما أن يقضي على خصمه أو أن يلقى حتفه
وإذا كان السوق هو الخصم في هذه الحالة فأظن أن السوق يمكن أن يدوس ويطحن عظام المتاجرين آلافا بل ملايين منهم دون أن يشعر السوق انه قد داس أو حطم أحدا.
عليك أن تتقبل الخسارة كي تستمر
قد تحتاج وقتا وعزيمة و لكن لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة حتى تقتنع وتقول لنفسك
قف ... الخسارة جزء من عملي كما هو الكمبيوتر و الانترنت و شركة الوساطة كل منها جزء من عملي

عندما تقبل الخسارة كعنصر وجزء طبيعي من عملك في هذا المجال تكون قد وضعت رجلك في أول الطريق الصحيح.

تكلمنا عن الأصناف الأربعة ولا شك أن كل واحد منا يعرف تصنيفه
لا شك أن الصنف الأول هو ما يطمح كل واحد منا أن يصل إليه . ويعرف اغلبنا أن الوصول إليه يحتاج وقتا وخبرة و ...... الخ

طيب ماذا نستطيع الآن أن نعمل نحن المبتدئين قليلو الخبرة . هل نستطيع أن نفعل شيئا ؟؟

نعم نستطيع

إذا كان الوقت والتعلم والخبرة هو ما نحتاجه حتى نصبح مع الصنف الأول فكل ما علينا فعله هو أن نستمر ونحافظ على استمراريتنا في هذا المجال فكلما صمدنا أكثر كلما تعلمنا أكثر وزادت الخبرة وقلت الأخطاء

طيب كيف نستمر ونصمد أطول مدة ممكنة حتى نصل

الجواب

إذا كنا الآن نرى أن الربح في هذا السوق آمر صعب ويحتاج المهارة والخبرة التي تنقصنا الآن فالطريق الأمثل الآن هو أن نقلل الخسائر
لأنه عندما نقلل الخسائر
نستمر لفترة أطول
وهذا بدوره يكسبنا خبرة أكثر
والذي بدوره يجعلنا نخفف أكثر من الخسائر
و هذا بدوره يعطينا مزيدا من الوقت لاكتساب الخبرة والمهارة لنجني الربح
إذن هذه هي المعادلة:
قلل الخسائر ----تبقى لفترة أطول ---- تكتسب خبرة أكثر --- تتحول الخسارة إلى ربح

عندها نكون قد تحولنا من متاجرين إلى تجّار